اليقين
اقتصاد وأسواق

الريال يسجل انهيارا قياسيا لم تشهده العملة الإيرانية منذ الاتفاق النووي

اليقين
يواصل الريال الإيراني، اليوم الخميس، الانهيار والانخفاض بمستوى قياسي وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة عقب موجة عقوبات تعرضت لها طهران فرضتها واشنطن الاثنين الماضي. وأفاد عدد من مراكز الصرافة في طهران، من بينها صيرفة صداقت الشهيرة، ”إنه تم تداول الدولار الأمريكي في سوق الصيرفة الحرة في طهران، بقيمة 288 ألفا و300 ريال إيراني“؛ ما يؤكد أن هذه العملة تواصل فقدان قيمتها الشرائية. وبحسب ما ذكر موقع ”اعتماد“ الإخباري، إنه ”منذ يونيو/ حزيران الماضي، فقد الريال الإيراني أكثر من 30 %من قيمته مقابل الدولار الأمريكي“. وأشار إلى أنه ”إذا استمر تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، فسوف يستمر الريال الإيراني في فقدان قيمته أمام العملات العالمية الرئيسة في السوق غير الرسمية لطهران“. وجرى تداول الريال الإيراني، الأربعاء، عند عتبة 280 ألف ريال، لكنه اليوم الخميس سجل انهيارا جديدا لم تشهده العملة الإيرانية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018. وفي عام 2015، عندما وقعت إيران والولايات المتحدة الاتفاق النووي، تم تداول الدولار عند نحو 35 ألف ريال، لكنه تراجع بعد عقوبات فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب الانسحاب من هذا الاتفاق. وفي السنوات الخمس الماضية، عانت العملة الإيرانية من خسارة تزيد عن 500٪ مقابل الدولار الأمريكي، مع انخفاضات كبيرة وتعاف قصير. وجاء الانخفاض الأخير في قيمة الريال وسط تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، إذ تحركت الإدارة الأمريكية لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران. وتفاقمت الأزمة في سوق الصرف الأجنبي بسبب ارتفاع التضخم وتراجع معدل الناتج المحلي الإجمالي؛ ما تسبب في صعوبات اقتصادية للناس، فيما قال الرئيس حسن روحاني، أمس خلال اجتماع لحكومته، أن الحكومة الأمريكية شنت ”حربا اقتصادية“ ضد الشعب الإيراني. وحول الموقف من انهيار العملة الإيرانية، أشار موقع ”مثلث“ الإخباري بحسب ما تحدث إليه مجموعة من كبار المحللين الاقتصاديين الإيرانيين، إلى وجود عدة عوامل متعددة مسؤولة عن هذه الأزمة وقال المحللون الاقتصاديون إن ”الثغرات الكبيرة في الميزانية الحكومية واختفاء عائدات النقد الأجنبي والطلب اللامتناهي على العملات الصعبة من قبل الشركات والأفراد خلق هذا الوضع المقلق“، مؤكدين أن ”الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة“ دفعت الريال إلى ”غيبوبة عميقة“. واستبعد الخبراء الاقتصاديون أن يشهد الريال الإيراني تحسنا ملحوظا، وقالوا ”حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن الأمور سوف تتحسن“.

اقتصاد وأسواق