اليقين
المقالات

ثورة 26 سبتمبر حدث عظيم في تاريخ اليمن

اليقين

ضياء المقبلي ..

لا شك ان ثورة 26 سبتمبر التي نحتفي اليوم بعيدها الـ 58 هي حدث عظيم في تاريخ اليمن، وعبر فيه شعبنا من ظلمات الماضي السحيق الى رحاب المستقبل، وبعيدا عن كل الكلام والعبارات المنمقة في وصف عظمة وانجازات هذه الثورة الخالدة يكفي القول انها نقلت اليمن من التخلف والانغلاق وحياة القرون الوسطى الى التقدم والانفتاح على العالم واللحاق بركب العصر الحديث.
وهذه الثورة تختلف عن غيرها من حركات التحرر في العالم انها لم تكن ثورة سياسية فحسب بل أيضا ثورة اجتماعية على الجهل والمرض وثورة اقتصادية على الفقر والتجويع، وقبل ذلك ثورة من اجل كرامة الانسان وحريته، لذا ما نشاهده من احتفاء شعبي واسع بهذه الثورة من عامة الشعب اليمني له ما يبرره، وهي محل اجماع لا خلاف عليه في اليمن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ونحن كجيل اليوم نستلهم الدروس والعبر ونفتخر بثورة سبتمبر ورموزها وانجازاتها.

لكن المؤسف ان النخب السياسية المتصارعة في اليمن حتى في الثوابت الوطنية التي لا خلاف عليها تحولها الى جزء من صراعها، وكل طرف يحاول النيل من الاخر وتوزيع الاتهامات هنا وهناك، وهذا امر غير مقبول بل ويدعو للخجل.. نحن نريد الاحتفاء بثورتنا الخالدة وقد توقف نزيف الدم ونتجه الى البناء والاعمار وليس لهدم ما تحقق، وأقول بكل وضوح وصراحة لاطراف الصراع والازمة الحالية لا يوجد احد منكم وصي على الشعب اليمني، ومشاريعكم التي تتحاربون من اجلها لا تعني الشعب المطحون بالمعاناة والالام من قريب او بعيد، نتطلع الى السلام ووقف الحرب يكفي ما اوصلتم اليه بلادنا من حال مؤسف، الملايين يكابدون الفقر والجوع والتشرد والنزوح وصنوف القتل المختلفة ليست بنيران حربكم وحدها.

ثوابتنا الوطنية معروفة وهي الثورة والنظام الجمهوري والوحدة، ولسنا بحاجة الى مزايداتكم وادعاءاتكم بانكم وحدكم الوطنيون فصكوك الوطنية ليست من حقكم توزعونها على من تريدون وتنفونها عن كل من يقف امام مشاريعكم في الوصول الى كرسي السلطة على رفات الشعب.

التحية والتقدير في هذا اليوم العظيم لثوار سبتمبر الذين وهبوا ارواحهم رخيصة من اجل اليمن وشعبها ولكي نحيا حياة كريمة، والمجد والخلود والبقاء للوطن.

المقالات