اليقين
المقالات

ديوان للسورية ميادة سليمان عن الحب والنكبات والأوطان

اليقين

أصدرت الشاعرة السورية ميادة سليمان ،حديثا، ديوانها الشعري الثالث ”كيف أقنع العصافير؟“ الذي يضم 28 قصيدة عن الحب والحياة والنكبات والأوطان. وقسمت الشاعرة قصائدها على أربعة أقسام؛ قدمت فيها لكل قسم بنص قصير يلخص عنوانه الفرعي؛ وهي: قسم ”يوسفيات“ الذي يضم قصائد وجدانية مهداة لابنها الراحل يوسف؛ قدمت له بعبارة: ”مذ رحل يوسف/ والحزن كحل عيني“. وفي القسم الثاني يبرز الهم القومي بعنوان ”مواجع عربية“ ويضم قصائد ترثي لحال حواضر عربية تعاني تتالي الأزمات والنكبات؛ تقول الشاعرة في قصيدة ”وجع دمشقي بغدادي“: ”يئن في دمشقَ بردى/ فيردد دجلة رجعَ الأنين وتضمن القسم الثالث قصائد عن الفقد والشوق في رثاء الأم الراحلة؛ وعنونته ”مواجع يُتْم“؛ تقول في تقديمها له: ”عجبت كيف كنت أحتفل بالأعياد/ وقد كان عندي عيد دائم/ اسمه أمي“. وأفردت الشاعرة قسما عن الحب وهواجسه؛ بعنوان ”خفقات حب“؛ تقول عنه: ”كل أحرفي فيكَ/ قصائدُ حُسْنٍ معلقة/ على جدار قلبي“. وديوان ”كيف أقنع العصافير“ من إصدارات دار بعل، دمشق، 2020، ويقع في 133 صفحة من القطع المتوسط. تقول الشاعرة في تقديمها للديوان: ”خمسة عشر عاما.. نصيبي من حُسْنِكَ/ وعَذْبِ صوتِكَ/ وَبراءَةِ ضِحكتِكَ. إلى تلكَ الروحِ النقية التي أوجع رحيلها قلبي، إلى ابني يوسف؛ ملاكي في السماء، أهدي هذه الأحرف المعمدةَ بالحب“. وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“؛ أوضحت سليمان: ”أحببت أن يكون الكتاب هدية لابني يوسف رحمه الله، وأن أقدم مجموعة شعرية مختلفة بمضمونها عن أعمالي السابقة، فنوعت في مواضيع القصائد، إذ كانت في السابق تقتصر على قصائد الغزل تقول ميادة في قصيدة ”كيف أقنع العصافير“ بعبارات وجدانية تنضح بالحزن: ”بعد رحيلكَ/ اعتدت أن أقلم أظفار الوقت/ كل ظفر بألف عام وجع/ وكل وجع بألف خابية دمع/ بعد رحيلكَ/ كيف أقنع الشروق/ ألّا يرتدي عباءة الليل المطرزة بنجوم الأرق؟ بعد رحيلكَ/ كيف أقنع السماء أن تمنحني تأشيرة دخول؟ كي أعبر الغيم/ وأجتاز حدود الأفق لألتقيك؟ بعد رحيلك/ كيف أقنع العصافير/ بأنها لم تعد يتيمة بعدك؟“. ولونت الشاعرة قصائدها بمخزون من التعابير القوية على بساطتها، مستندة إلى الإيحاء والرمز والاستعارة حينا، والتصريح حينا آخر. تقول في قصيدة ”ويبكي العيد“: ”يجيء العيد في وطني حييا خجولا/ يجول في الطرقات/ هنا بيت بلا أهل/ هنا مدرسة ترثي طلابها/ وهنا كتب حمراء/ يمشي العيد في الحارات/ يرى امرأة تسقي ورودا بيضاء“. ووصف الكاتب شاكر حسن، قصائد الديوان، بأنها ”نصوص ماتعة تتجلى فيها الكثافة والعبارة الإيحائية والرمز الشفاف الدال“. وقال حسن إن الشاعرة ”تتخذ من الحرف معبدا ترتل فيه ترانيم الحب، وأناشيد العشق، وفي نصوصها تحمل روحها وتصور فضاءاتها، وترسم مشاعرها الوجدانية وعواطفها الجياشة بريشة شديدة الإحساس، وبلغة أنيقة، وموسيقى شجية وتدفق سلس بلفظها. ميادة سليمان، كاتبة وشاعرة سورية، حاصلة على دبلوم دراسات عليا في الأدب العربي من جامعة دمشق، تكتب في معظم الأجناس الأدبية، ونالت شهادات تكريم عدة لفوزها في مسابقات أدبية متنوعة، وحكَّمت مسابقات أدبية عربية عدة. وهي عضوة في الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب، ونشرت دراسات نقدية عدة في دوريات عربية في الومضة والقصة القصيرة جدا والخاطرة والشعر. للكاتبة مجموعة مؤلفات؛ منها ديوان ”تبا للقرنفل الأحمرِ“، وديوان ”عناية فائقة للحب“، والمجموعة القصصية ”رصاص وقرنفل“. وشاركت في تأليف كتب؛ منها المجموعات القصصية ”سنابل من حبر“، و“على ضفاف الرافدين“. ودواوين ”الجنائن المعلقة“، و“شهرزاد في بغداد

المقالات

آخر الأخبار