اليقين
التقارير

مقاطعة المنتجات الفرنسية.. تسلسل زمني لحملات الرد على «الإساءة للرسول»

مقاطعة المنتجات الفرنسية بجنوب الاقصر وتفعيل هاشناج " الا رسول الله" - صورة أرشيفية
مقاطعة المنتجات الفرنسية بجنوب الاقصر وتفعيل هاشناج " الا رسول الله" - صورة أرشيفية

 

بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي تعهد فيها بعدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، وذلك خلال حفل تأبين المدرس صامويل باتي الذي قُتل في 16 أكتوبر 2020 بعد عرضه رسومًا كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صل الله عليه وسلم على طلابه، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول الإسلامية والعربية حملات تدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية مثل «إلا رسول الله» و«مقاطعة المنتجات الفرنسية» وغيرها، نشر المغردون قائمة بالمنتجات الفرنسية الموجودة في الأسواق العربية داعين لمقاطعتها.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ «هذه الدعوات للمقاطعة لا أساس لها ويجب وقفها فورًا، مثل كل الهجمات التي تستهدف بلادنا والتي تدفع إليها أقلية متطرفة»، فيما استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لورديان، لبحث أزمة الرسوم المسيئة للرسول، اليوم الأحد، مشددًا على رفض وصف الدين الإسلامي بالإرهاب أو الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتم رصد  تسلسلا زمنيا لأحداث مقاطعة المنتجات الفرنسية:

22 أكتوبر 2020

جاءت البداية في هذا اليوم، حيث بدأت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الفرنسية منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي والتي اعتبرت مسيئة للإسلام على خلفية مقتل المدرس صامويل باتي، عمت مظاهرات عدد من الدول العربية وبدأت حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، حيث نشرت صور عديدة لأرفف فارغة كانت تحمل هذه المنتجات.

24 أكتوبر

هاجم الرئيس التركي، رجب أردوغان، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كلمة له خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم وسط البلاد، حيث وصف ماكرون بأنه «يحتاج إلى علاج نفساني، ولا أعرف مشكلته مع الإسلام».

واستدعت فرنسا سفيرها لدى تركيا بعد تصريحات «أردوغان» بحق «ماكرون»، وغياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال صامويل باتي، في حين أكدت الخارجية التركية أن سفير بلادها في فرنسا قدم تعازيه عقب اغتيال المدرس صامويل باتي.

واتهم رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الرئيس الفرنسي بـمهاجمة الإسلام، ردًا على تصريحات «ماكرون» عقب اغتيال المدرس صامويل.

25 أكتوبر

كتب «ماكرون» تغريدة باللغة العربية مصرحًا: «لا شيء يجعلنا نتراجع، أبداً».

26 أكتوبر

أعلن مجلس حكماء المسلمين خلال اجتماعه برئاسة شيخ الأزهر تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين الدوليين لرفع دعوى قضائية ضد صحيفة «شارلي إيبدو» التي نشرت رسوماً كاريكاتورية تسيء للنبي «محمد صل الله عليه وسلم» وأيضاً ضد كل من يسيء للإسلام ورموزه المقدسة.

27 أكتوبر

هاجم رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، الرئيس الفرنسي مصرحًا: «لا أعرف ما هي الحالة التي كان عليها ماكرون عندما أدلى بهذا التصريح، لكن عواقب مثل هذا التصريح تثير ردود فعل يمكن أن تكون مأساوية للغاية، الرئيس الفرنسي نفسه أصبح الآن مثل الإرهابي وداعماً للاستفزازات، ويدعو المسلمين سرًا إلى ارتكاب الجرائم».

وبعدها بيوم، قال: «هذا حقي كإنسان يحب دينه بشدة إذا لزم الأمر، أنا مستعد لترك منصبي. أو حتى أن أضحي بحياتي، لكني لا أستطيع الوقوف صامتًا والنظر كيف يقوم الملحدون بالسخرية من الدين».

وفي اليوم نفسه، استجابت عدة متاجر في عمان بالأردن منها سوبر ماركت «ياسر مول» لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، حيث كانت الرفوف المعنية مغطاة بلافتة كتب عليها «لنصرة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، تمت مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية».

ودعا المعلق العماني خليل البلوشي إلى استغلال المنابر الإعلامية للدفاع عن الرسول محمد ردًا على الإساءات المتكررة التي يتعرض لها النبي، خاصة في فرنسا، حيث استفتح تعليقه على مباراة «ريال مدريد وبوروسيا مونشنغلادباخ» بالصلاة على النبي ومصرحًا: «لا خير فينا إن لم نستغل منابرنا للدفاع عن ديننا ورسولنا».

28 أكتوبر

صرح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بمولد نبي الإسلام محمد صل الله عليه وسلم، أن الإساءة إلى الرسل والأنبياء تحمل استهانة بالقيم الدينية الرفيعة.

انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي بالكويت حملة لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية واستبدالها بالتركية، احتجاجًا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام وللنبي محمد.

ودعت هيئة علماء السودان السودانيين وكافة مسلمي العالم إلى مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية ردًا على الإساءة الفرنسية للإسلام وللنبي محمد.

ونظم مئات البنغاليين في «دكا» مظاهرة احتجاجية مناهضة لفرنسا وماكرون، وطالبوا رئيس الوزراء «شيخة حسينة واجد» بـإدانة فرنسا وتصريحات ماكرون.

وفسخت منظمة فرنسية تعاقد الرسام الموريتاني «خالد ولد مولاي إدريس» بسبب سخريته من ماكرون.

29 أكتوبر

طعن سعودي حارس أمن في القنصلية الفرنسية بجدة وأصابه بجروح طفيفة، وقتل تونسي يحمل سكينا ويحمل نسخة من القرآن ثلاثة أشخاص في كنيسة في مدينة نيس الساحلية.

طالب رئيس الحكومة المغربية السابق «عبدالإله بنكيران»، فرنسا بأن تعتذر وتعتدل بعد إساءتها إلى النبي محمد.

صرح رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا «ألبير كرغانوف»، بأن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعمة للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ضارة وسياسة تحدٍ واستفزاز ضد الإسلام.

نددت أذربيجان على لسان رئيسها «حكمت حاجييف» في بيان له، أن «شارلي إيبدو» أساءت إلى المقدسات بتطاولها على الدين الإسلامي ونبيه محمد، وأضرت بالحوار بين الأديان والثقافات، الذي يشكل ضرورة كبيرة في يومنا هذا.

30 أكتوبر

انطلقت مظاهرة في بيروت بدعوة من حزب «التحرير» في لبنان منددة بالرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرت في فرنسا، وتوجهت إلى مقر السفارة الفرنسية ومقر إقامة السفيرة الفرنسية في بيروت.

قام آلاف المسلمين في مدينة «لاهور الباكستانية» بعد صلاة الجمعة، بالتظاهر لمناهضة فرنسا.

أشعل أعضاء في الحزب الإسلامي الأفغاني النيران في العلم الفرنسي، وحذر «غلبدين حكمتيار» زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني، ماكرون من أنه إذا لم يسيطر على الوضع، فسوف نخوض حربًا عالمية ثالثة وستكون أوروبا مسؤولة.

انطلقت مظاهرات في عدد من المدن السورية منها مدينة «بنش» شرق إدلب، ومدينة «إعزاز» بريف إدلب، وردد متظاهرون في بنش، أنشودة «يا رسول الله قدوتنا»

وفي اليمن انطلقت مظاهرات من مدينة تعز تنديدًا بموقف فرنسا، ورفضا لإساءة للنبي محمد بأي شكل من الأشكال.

وفي تونس، نظم حزب التحرير وقفة بمدينة القيروان احتجاجًا على إساءة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للنبي محمد.

أعلنت التشكيلية السودانية «كمالا ابراهيم إسحق» رفض تسلم وسام الجمهورية الفرنسية للآداب، دفاعاً عن الرسول واستنكاراً لتصريحات ماكرون حول الرسوم المسيئة بحق النبي محمد.

جاء في خطاب «راوي عين الدين» رئيس مجلس الإفتاء والإدارة الروحية لمسلمي روسيا، على الموقع الإلكتروني للإدارة، أن الاستهزاء بالنبي، هو استهزاء بمقدسات. تحدث جروحا أعمق لا تلتئم في أرواح المؤمنين، بغض النظر عن الدين.

طالب محتجون في «نواكشوط» بإغلاق السفارة الفرنسية وطرد السفير، بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون المدافعة عن نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد.

ذكر خطيب الأقصى الشيخ «عكرمة صبري»، مفتي القدس والديار الفلسطينية السابق، بأن فرنسا تاريخها أسود.

ورفع موقع إنستغرام الحظر عن الحساب الرسمي للمرشد الإيراني، «آية الله على خامنئي» باللغة الفرنسية، على خلفية الرسالة التي وجهها خامنئي للشباب الفرنسي وجاء فيها «اسألوا رئيسكم لماذا يدعم الاساءة إلى رسول الله ويصف ذلك حرية تعبير؟ هل حرية التعبير تعني الشتائم والإساءات، وذلك بحق شخصيات جليلة ومقدسة؟ وألا يشكل هذا التصرف الأحمق إساءة إلى مشاعر الشعب الذي اختاره رئيسا له؟ والسؤال الآخر هو لماذا يتم تجريم التشكيك بالهولوكوست، وكل من يكتب حول ذلك سيدخل السجن؟ بينما توصف الإساءة إلى النبي حرية؟».

وأوقفت إدارة مدرسة بلدية في منطقة «مولينبيك سان-جان» بالعاصمة البلجيكية بروكسل مدرس عن العمل، بعد أن عرض على تلاميذه رسوما مسيئة للنبي محمد، وكانت حجة المدرسة أن المدرس خرج عن نطاق برنامج المدارس الخاص بحرية التعبير ولم يمهد الأطفال لمتابعة مثل هذه الرسوم الكاريكاتورية وكان عليه ألا يعرض صورا لشخصيات عارية.

دافع رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» عن حرية التعبير بإجابته عن سؤال حول الحق في نشر صور كاريكاتورية للنبي محمد مصرحًا «سندافع دائما عن حرية التعبير»، لكنه استدرك بقوله «لكن حرية التعبير ليست بلا حدود» وأنها يجب ألا تسبب إساءة بشكل تعسفي ودون داع لفئات بعينها.

31 أكتوبر

ماكرون عبر تويتر: «رأيت العديد من الأشخاص في الأيام الأخيرة يقولون أشياء غير مقبولة عن فرنسا، ويؤيدون جميع الأكاذيب التي قيلت بحقّنا وبحقّ ما قلته، يتواطؤون ضمنياً مع الأسوأ».

برر المخرج المصري مجدي أحمد على تصريحات ماكرون وصرح بأنه من المفروض نبقى معاه، حيث أن الرئيس الفرنسي تحدث فقط عن المتطرفين من المسلمين ومن المفترض أن نكون في جانبه.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة له مع قناة الجزيرة بأنه «يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم المسيئة للنبي» مشددًا على أن الرسوم الكاريكاتورية ليست مشروعًا حكوميًا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة، وأن هناك أناس يحرفون الإسلام وباسم هذا الدين يدعون الدفاع عنه.

وأعقب اللقاء بقوله على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك «نسبوا إليّ أقوالاً عن الإسلام، ووجهوا اتهاماً باطلاً إلى فرنسا.

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية، حملة لرفض تصريحات الرئيس الفرنسي الحديثة #لن_ تخدعنا _ماكرون.

1 نوفمبر

أكّد ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض بلاده لخطاب الكراهية وتبرير الارهاب بعد اعتداءات نُسبت للمسلمين المتطرفين.

2 نوفمبر

استمر هاشتاغ #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه في تصدر منصات التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية والإسلامية رغم محاولات ماكرون لتوضيح الموقف الفرنسي بخصوص كاريكاتيرات جريدة شارلي ايبدو.

ندد مسؤولون من ثلاثة مساجد كبرى (مسجد باريس الكبير، والمسجد الكبير في ليون، والمسجد الكبير في سان دوني دو لا ريونيون)، واتحادات إسلامية، (وتجمع مسلمي فرنسا والاتحاد الفرنسي للجمعيات الإسلامية الأفريقية في جزر الأنتيل وجزر القمر وتنسيقية الجمعيات الإسلامية في باريس) اجتمعوا في مسجد باريس في بيان مشترك بـالدعوات غير المبررة لمقاطعة السلع الفرنسية وبـكل من يستغل الإسلام لأغراض سياسية.

تظاهر عشرات الآلاف في داكا عاصمة بنغلاديش للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول التي نشرت مؤخرا في فرنسا.

5 نوفمبر

تزايدت في الأيام الأخيرة الدعوات في السنغال لمقاطعة المنتجات الفرنسية ولتطوير الإنتاج المحلي وزيادة البدائل التجارية ردًا على رسوم وتصريحات فرنسية تمس الدين الإسلامي.

8 نوفمبر

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مساء الأحد، بقر مشيخة الأزهر، جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، والوفد المرافق له.

قال شيخ الأزهر خلال اللقاء إن «المسلمين حكامًا ومحكومين يعلنون رفضهم القاطع للإرهاب الذي يرفع راية الإسلام، فالإسلام ونبيه والمسلمون براء من الإرهاب، وقد قلت هذا الكلام في قلب أوروبا، في لندن وباريس وجنيف وروما وقلته في الأمم المتحدة وآسيا وكل مكان، فالإرهابيون قتلة مجرمون ونحن غير مسؤولون عنهم، ولا نقول هذا اعتذارًا عن الإسلام لأن الإسلام لم يخطئ وليس مسؤولًا عن تصرفات أحد، وأنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة الباتاكلان ورفضنا الإرهاب وأرسلنا التعازي في ضحايا الإرهاب».

وأضاف «الطيب» أنه «من الضروري أن يكون المسؤولون في أوروبا قد اقتنعوا وأدركوا بأن هذا الإرهاب لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، فالمسلمون هم أول ضحايا الإرهاب وبلادنا ضحية للإرهاب واقتصادنا يتضرر بسبب الإرهاب، وهذا الإرهاب موجود بين أتباع كل دين ونظام، فإذا قلنا إن المسيحية ليست مسؤولة عن أحداث نيوزيلندا فلابد أن نقر بأن الإسلام غير مسؤول عن إرهاب من يقتلون باسمه، وأنا لا أقبل أبدًا أن يتهم الإسلام بالإرهاب، وقد تابعت تصريح وزير الخارجية الفرنسي خلال الأزمة ونال التصريح تقديرنا وإعجابنا، فهو تعامل بشكل حكيم وعقلاني».

وأكد شيخ الأزهر أنه «حين يكون الحديث عن الإسلام ونبيه ﷺ فأنا لا أجيد التحدث بالدبلوماسية، وسأكون دائمًا أول من يحتج ضد أي إساءة إلى ديننا ونبينا، وأنا أتعجب حينما نسمع تصريحات مسيئة مثل التي سمعناها لأن هذه التصريحات تسيء إلى فرنسا وتبني جدارًا من الكراهية بينها وبين الشعوب العربية والإسلامية، وهذه التصريحات يستغلها المتطرفون في القيام بأعمال إرهابية والمسؤولون هنا يتحملون جانبًا من المسؤولية لأن واجب الحكومات أن تمنع الجرائم قبل حدوثها، فحينما تسيء صحيفة إلى نحو ملياري مسلم فهذه ليست حرية تعبير، بل هذه جريمة تجرح مشاعر المسلمين وكل المعتدلين، وتضر بمصالح فرنسا نفسها لدى الدول العربية والإسلامية».

وشدد شيخ الأزهر على أنه «صدره واسع للحديث في أي شيء لكن الإساءة لنبينا محمد ﷺ مرفوضة تمامًا، وإذا كنتم تعتبرون الإساءة لنبينا حرية تعبير فنحن نرفض هذه الحرية شكلًا ومضمونًا، وسوف نتتبع الذي يسيء إلى نبينا في المحاكم الدولية حتى لو أمضينا عمرنا كله في الدفاع عن النبي ﷺ، هذا الرسول الكريم الذي جاء رحمة للعالمين، وأطالب دول الحقوق والحريات أن تتخذ خطوات حقيقة ملموسة لوقف أي تصريحات تربط الإرهاب بالإسلام وتقول الإسلامي أو الإسلاموي، فهذه المصطلحات جميعها تجرح مشاعر المسلمين، وليس من الحكمة المغامرة بمشاعر ملايين البشر من أجل ورقة مسيئة، هذا منطق عجيب»

وأشار شيخ الأزهر إلى أن «الإرهاب صنيعة دولية، والعالم العربي هو المسرح الذي تنفذ عليه جرائم الإرهاب، وأنا شخصيا أتعجب من عجز هذا العالم الذي يتباهى بتقدمه وقوته من مطاردة هؤلاء الإرهابيين؛ فلو أن هناك رغبة جادة للقضاء على الإرهاب لقضوا عليه، وفي ظني أن الإرهاب بندقية بالإيجار تلعب بها الدول وتتناقلها والضحية هنا المسلمون والعرب، ونقول للجميع إننا مستعدون للتعاون من أجل القضاء على التطرف والإرهاب ولن ندخر في سبيل ذلك جهدًا»، معربًا عن «استعداد الأزهر للتعاون مع فرنسا وعلى نفقة الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ومحاربة الفكر المتطرف والتشدد داخل فرنسا، ولا نريد مقابل ذلك أي ثناء أو شكر، لأننا نعمل من أجل السلام الذي هو رسالة الإسلام، وعلى استعداد لتقديم منصة خاصة للحوار ونشر للوسطية والاعتدال والتعاون باللغة الفرنسية ونتعاون مثلما تعاونا مع الفاتيكان ومجلس الكنائس والمؤسسات الدينية الكبرى حول العالم، وقد كانت وثيقة الأخوة الإنسانية خير شاهد على هذا التعاون، والتي لو قرأها المسؤولون لتجنب العالم مشكلاته».

من جانبه، أكد جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، أن «فرنسا تكن احترامًا عميقًا للإسلام ومكانته في الثقافة والتاريخ والعلوم الفرنسية، وتأمل أن تشجع وتنمي البحوث وتعاليم الإسلام وحضارته وثقافته والتي تخص مؤسسة الأزهر بشكل مباشر، وأهمية صوت الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الدعوة إلى التسامح والاعتدال».

وقال لودريان خلال تصريحات صحفية أدلى بها في مؤتمر صحفي بمشيخة الأزهر، مساء الأحد، عقب لقائه مع شيخ الأزهر، إن «المؤمنين المسلمين في فرنسا جزء متكامل من المجتمع الفرنسي، وبإمكانهم أن يمارسوا شعائرهم في مناخٍ محمي من الدولة»، مشيرًا إلى أن «المعركة الوحيدة التي يجب أن نحاربها وبجانب أصدقاء وشركاء مثل مصر هي ضد الإرهاب والتطرف وضد هؤلاء الذين يشوهون الدين لأغراض سياسية، ونحن نفرِّق بين الإسلام وهؤلاء المتطرفين، وأن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب. مضيفًا أنه «مع مؤسسة عظيمة مثل الأزهر يجب أن نقاتل ضد هذا الخليط من الكراهية وضلالات المتطرفين الدينية».

التقارير