اليقين
المقالات

خريف الراديكاليين المقبل

صالح البيضاني
صالح البيضاني

صالح البيضاني

@salehalbaydani

علاقة طردية يمكن رصدها بسهولة بين وصول الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء تحت صفة «سفير» لطهران لدى الحوثيين، وتصاعد الهجمات التي نفذتها الميليشيات الحوثية باستخدام الصواريخ والطائرات والزوارق المفخخة مؤخراً.

يحدث هذا التصعيد الحوثي المدعوم إيرانياً خلال فترة انتقالية حرجة تمر بها كواليس السياسة الدولية، مع ترقب وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض، تشير التوقعات إلى أنها ربما تكون أكثر رخاوة في التعامل مع التهديد الإيراني للمنطقة، وخصوصاً ما يتعلق بأنشطة طهران المرتبطة بالملف النووي.

وبانتظار التحولات المرتقبة في السياسة الخارجية الأمريكية يسعى النظام الإيراني لتحسين شروط تفاوضه المقبلة مع المجتمع الدولي، عبر تكتيكات استخدمتها «طهران» في التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي يعتقد مراقبون أن شبح سياساته قد يطل مجدداً من خلال نائبه جو بادين الذي بات على أعتاب البيت الأبيض.

ولا تحمل الرهانات الإيرانية ومن خلفها جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية قدراً كافياً من الواقعية السياسية، بالنظر لعوامل جديدة طرأت على طريقة تعاطي الغرب عموماً مع أزمات الشرق الأوسط، في ظل مؤشرات متزايدة على تحول فارق في الموقف الدولي تجاه ملف «الإسلام السياسي»، الذي يشمل إيران كأبرز واجهة تقليدية لإدارة الدولة وفقاً للرؤية الدينية المتطرفة وتصديرها كذلك.

وبالتوازي مع المعركة التي يخوضها الغرب اليوم في عقر داره لمحاصرة التيارات الراديكالية، كشفت الصحافة الغربية مجدداً عن حالة الارتباط بين الإرهاب في صورته النمطية المتمثلة في الجماعات المتطرفة ومن بينها تنظيم القاعدة، وبين الإرهاب في طور الدولة الذي تمثله طهران اليوم كزعيمه لنموذج «الإسلام السياسي»، حيث كشفت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية عن مصرع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على الأراضي الإيرانية التي كانت ملاذه الآمن.

والاستنتاج الأبرز الذي يمكن الخروج به من التحول في مزاج الغرب تجاه الجماعات الراديكالية، هو أننا على أبواب خريف سيضرب هذه الجماعات وملاذاتها الآمنة في أوروبا، وهو ما تشي به التحولات في المواقف من هذه الجماعات التي مرت بعدة مراحل بدءاً من مرحلة التوجيه والسيطرة كما حدث في الحرب الأفغانية، مروراً بمرحلة التحجيم، وصولاً إلى سقوط نظرية احتواء التيار المتطرف عبر دعم التيار «المعتدل»، التي جعلت العالم على عتبات مواجهة شاملة مع الإرهاب وتجفيف مصادره الفكرية والمالية وحواضنه الإعلامية والشعبية.

#بلا_حدود

صالح البيضاني اليمن الحوثيين ايران

المقالات