اليقين
المقالات

أحمد علي عبد الله صالح

اليقين


كتب سليم عامر

المؤتمر الشعبي العام العام هو مجموعة مباديء و الشخص الوحيد الذي كانت تتجسد فيه هذه المبادىء رحل عن دنيانا .. الباقي و لا واحد منهم ينفع لخلافته أو يستطيع ملء الفراغ الذي تركه لا في صنعاء و لا في الرياض و لا في غيرهم ..
و للتحديد أكثر ..
المؤتمر الشعبي العام يعني أن تكون رأس لا ذيل و الرأس رحل ..
الوحيد الذي يمكن التعويل عليه اليوم لخلافة الزعيم صامت في بحر من الضجيج الصادر عن الأتباع الذين يتنازعون على التركة السياسية التي خلفها الزعيم الراحل ..
أتحدث عن احمد علي عبدالله صالح ..
هو الوحيد الذي يمتلك شعبية كبيرة كوالده و لا أحد يستطيع منافسته في هذا ..
هو الوحيد الذي يعتبر كابوس لمختلف القوى الإيديولوجية و الكهنوتية الدينية و القبلية النقيضة لمفهوم الدولة ، و الذي مجرد ذكر اسمه يفقد هذه القوى صوابها ، ايضا كما كان الحال مع والده ..
لعل هذه من أهم الأسباب التي تؤهله لملء الفراغ الذي خلّفه والده إلى جانب سجله النظيف في خدمة البلد أيام رئاسة والده و اجتيازه للعديد من المحطات الصعبة التي أثبتت بجدارة انه رجل دولة يستطيع الفصل بين مشاعره الشخصية و بين وظيفته كعسكري ملتزم ، و لعل أهم هذه المحطات هي محاولة اغتيال والده من قبل الاخوان المسلمين عام ٢٠١١م ..

حاليا لا نستطيع تقييمه و إصدار حكم نهائي عليه - لأسباب و ظروف متعددة و متشعبة يعرفها الجميع - لكن الصمت عادة هو دليل حكمة .. و السؤال هو
هل سيكون احمد علي قويا ثابتا على مبادئه معبرا عن الشعب متفهما لمتطلباتهم و ناطق بلسانهم كما كان والده ؟
غالبا الجواب هو نعم لكني أخشى أن هذا لن يكون كافيا ..

ليس كافيا على الإطلاق أن يكون الخلف كما كان السلف ..
و لذلك السؤال هو ..
هل سينجح احمد علي فيما فشل فيه والده ؟
هل سيستفيد من الأخطاء التي ارتكبها والده طوال مشواره السياسي أم سيكررها ؟
بطبيعة الحال الأخطاء و السلبيات التي رافقت مرحلة الزعيم الراحل كثيرة لكنها تظل أخطاء وليست خطايا كما هو الحال مع بقية القوى السياسية التي لم تستطع مجاراته و لا منافسته و لا تحطيم صورته و أخذ مكانته في قلوب الناس و لذلك سيطرت عليهم عقدة النقص تجاهه وما لبثت أن تحولت كراهيتهم له ولمنجزاته إلى كراهية و تدمير للبلد و مقدراته ..
نعود لموضوعنا ..
هل سيستفيد احمد علي من الأخطاء و السلبيات التي ارتكبها والده أم سيكررها ؟
أحد أهم الأخطاء التي التصقت بالزعيم الراحل هي استقطاب الاذيال .. الاذيال التي تجمعت حوله حينا و حاربته أحيانا ثم تفرقت بعد رحيله كتفرق سبأ بعد انهيار السد و اليوم تتصارع على تركته و تدعي احقيتها به ..

صحيح اننا افتقدنا الزعيم الراحل رحمة الله عليه ، لكننا اليوم لا نحتاج علي عبدالله صالح جديد بل نحتاج ما هو أكثر من ذلك بكثير ..

المقالات

آخر الأخبار