اليقين
إنسانيات

عامان من الاعتقال...عامان من البحث والعذاب”حكاية معتقل يمني في سجون مليشيا الحوثي”

اليقين

كانوا على ما يبدو أربعة أشخاص مروا من أمام منزلنا في النجيبات التابعة لعزلة الجمعة في ريف المخا بداية 2017 واختطفوا زوجي سعيد محمد ناجي، تقول "زوجته نبات"، بزعم أنه يزود طائرات التحالف العربي بالإحداثيات، وهي حادثة تصفها زوجته المكلومة بالمرعبة التي أخفت عنها زوجها طيلة سنتين بتهمة كيدية لطالما استخدمتها المليشيات كوسيلة لتبرير جريمة الاعتقال.

تقول "نبات" بصوت أشج يغالب البكاء والحسرة على فراق زوجها الذي اعتقل ظلماً من قبل المليشيات: "لقد كان ذلك في مساء يوم مشؤوم بداية 2017 قبل وقت قصير من بدء تلك المناطق بالتحرر من مليشيات الحوثي".

تضيف: الجناة هم أنفسهم مليشيات الحوثي، والضحية زوجي مدرس في مديرية المخا ويعيل أسرة مكونة من ستة أطفال وزوجة تسبب لها ذلك الحادث بالضياع والفراق الذي طال أمده وبعذاب نفسي من المصير الذي قد يواجهه زوجها في أسره.

بحث مضنٍ :

لعام كامل ظلت أسرته تبحث على ذلك الرجل البالغ من العمر نحو أربعين عاما في العديد من المدن الواقعة تحت سيطرة المليشيات وكلفها ذلك البحث نحو مليوني ريال.

وفي نهاية رحلة بحث شاقة ومكلفة توصلت إلى مكان اعتقاله، إنه في أحد سجون المليشيات في صنعاء وهو في وضع نفسي حرج للغاية.

رفضت مليشيات الحوثي الإفراج عنه كما رفضت تقديمه للقضاء مع ما يحمل ذلك من مغامرة قد يدفع مليشيات الحوثي إلى إدانته انتقاماً من أسرته التي تطالب بذلك.

ولذا تحملت الأسرة ذلك العذاب وانتقلت إلى المخا عسى أن تجد من يعينها من المنظمات الحقوقية بالإفراج عنه.

لا تختلف الطريقة التي تشكو بها تلك الزوجة عن أسر أخرى يعاني بعض أفرادها من محنة الاختطاف لدى مليشيات الحوثي بعد أن تحول الغموض الذي يحيط ظروف اعتقالهم والطريقة التي يعاملون فيها إلى رعب تترقب أسرهم الموعد الذي سيصلها فيها خبر وفاته.

وبالنسبة إلى عائلة ناجي فإنها تعتبر نوعاً ما محظوظة على الأقل مقارنة بعائلات أخرى لا تعرف شيئاً عن ابنها المختطف، حيث تتلقى مكالمة هاتفية قصيرة منه نهاية كل شهر، فيما تقوم أسرته بتحويل مبلغ مالي لشراء الأدوية والأطعمة التي يحتاجها في محبسه.

مأساة ناجي لا تختلف عن آلاف المآسي التي يعيشها المختطفون وأهاليهم والتي سببت لهم آلاماً نفسية يصعب نسيانها، وقلقاً دائماً لا يمكن معالجته سوى بإطلاق سراحهم.

إنسانيات