اليقين
المجتمع والفن

مجلة يابانية ترد على الدحيح: معلوماتك خاطئة!

اليقين

أثار فيديو برنامج الدحيح لأحمد الغندور عن دولة اليابان، تحت عنوان “اليابان الروش” الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك”.

ودفع ذلك “مجلة اليابان”، إلى الرد عليه عبر صفحتها على الفيسبوك (15 تموز 2019)، حيث تضمن الرد محورين اكدت فيهما ان “غالبية المعلومات التي تناولها الدحيح في برنامجه عن اليابان غير دقيقة”.

وفيما يلي نص الرد:

المحور المعلوماتي:

1- المصادر التي يعتمد عليها الدحيح (وضعها في تعليقات الفيديو)، جميعها مصادر صحف ومراجع إنجليزية فقط وليست بمراجع تاريخية موثوقة (على الأقل ليست محايدة)، ولا يوجد بينها أي مصدر ياباني على الإطلاق! فمناقشة مثل هذه المعلومات التاريخية الحساسة يجب أن تتم بحيادية تامة من باب المهنية مع تقديم وجهات نظر مختلفة للطرفين وليس طرف واحد؛ وهو العادل.

2- بعض النقاط التي ذكرت في الفيديو حول تاريخ اليابان إبان الحرب العالمية الثانية غير دقيقة وهي موضع جدال حتى يومنا هذا بين اليابان والدول الأخرى، ولا يمكن المرور عليها بدون الدخول في تفاصيلها، ونقاط كمثل “أن اليابان كانت أسوء من نازية هتلر” وأنها “قتلت 15 مليون شخص بشكلٍ مباشر أو غير مباشر في آسيا” أو “أنها دولة شريرة” كلها تدل على سوء فهم لتاريخ اليابان في تلك الحقبة. فهذا ما يدعى بالـ”Mainstream history” والتي تتناقله الصحف والمواقع الإنجليزية بدون مصادر دقيقة أو التفكير في وجهة نظر اليابان أو الاستعانة بمصادر محايدة على الأقل. فالأرقام التي تم تقديمها في الفيديو كلها نابعة من أرقام قدمتها الصين في عام 1946 إلى محكمة تدعى بالمحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى أو محكمة طوكيو، وتلك الأرقام لم تستند على حساب دقيق أو أدلة واضحة وتم تفنيدها من قبل العديد من الخبراء اليابانيين وغير اليابانيين. فبحساب رياضي بسيط يستطيع المرء معرفة عدم منطقية مثل هذه الإحصاءات بسهولة شديدة.

3- غفل الفيديو عن ذكر أن اليابان قدمت اعتذارها رسمياً لجميع الدول التي استعمرتها إبان الحرب العالمية الثانية، وطوت صفحة التاريخ تلك مع الكثير من الدول الآسيوية، وقدمت مليارات الدولارات بحزم المساعدات بعدها لتلك الدول من أجل إعادة البناء ومساعدتها على النهوض مجدداً. فعلى سبيل المثال قدمت اليابان حزم مساعدات بقيمة تفوق 33 مليارات دولار (3.65 تريليون ين) للصين حتى عام 2018!

المحور الإنتاجي (السيناريو والتقديم):

1- بداية الفيديو غير موفقة إطلاقاً وتعمق الصورة النمطية الخاطئة عن اليابان ولا تعالجها، وهي غير “طريفة” إن أسعفنا التعبير، فاليابانية لا تبدو هكذا عند سماعها ولا يتحدث اليابانيون بهذا الشكل مطلقاً.

2- تم استخدام بعض الألفاظ العنصرية أو الـStereotypes كمثل “عيون ضيقة”، “بشرة ناعمة”، “شعر سايح” و “نازي”!!.. فحتى إن لم تكن تلك الألفاظ مهينة للمتابع العربي، فهي تبقى ألفاظاً عنصرية ومصنفة على أنها عنصرية عالمياً، فلا يجدر استخدامها مطلقاً في فيديو على منصة معروفة، وبالأخص من قبل شخص متعلم ويتحدث الإنجليزية بصورة جيدة!

3- يصور الفيديو أن الشركات اليابانية تحاول الترويج لنفسها عنوة وتدخل بيوت المستهلكين بدون جدارة! دون ذكر أن المنتج الياباني يتفوق على المنافسة بسهولة أو أن المنتجات اليابانية ذات جودة جيدة منذ سنوات طويلة!

4- اليابان ليست الوحيدة التي تروج لثقافتها في الخارج عبر صندوق وطني (صندوق Cool Japan) حيث ناقشنا ذلك بعدة منشورات مسبقاً، ومن الجدير بالذكر أن كوريا الجنوبية وبريطانيا قد سبقا اليابان في هذه الفكرة ولديهما صناديق وطنية مخصصة للترويج لثقافتيهما حول العالم. فما المشكلة من الترويج من ثقافة وطنية وتقاليد تفتخر بها وتشاركها مع العالم؟

الخلاصة: ندرك بأن هدف الفيديو تثقيفي، ويهدف لاطلاع المشاهدين على شؤون اليابان وثقافتها ومحاولة إيصال فكرة أن اليابان ليست كوكباً وهي الرسالة التي نحاول إيصالها دوماً عبر مبادرتنا بمنشورات، مقالات وفيديوهات لمتابعينا.. ولكن مع ذلك يجب التحلي بالمهنية الكافية لنقل المعلومات التاريخية بأمانة وبحيادية تامة بدل استخدام مصادر منقوصة وإنجليزية، يتم عبرها تضليل المشاهد الذي يجهل هذا الجزء من التاريخ عن غير وعي أو إرادة.

انتقادنا نابع من وجوب توضيح نقطة مهمة حول اليابان بصفتنا مبادرة يابانية عربية رائدة في مجال تصحيح الصورة النمطية الخاطئة بين اليابان والدول العربية وهو أيضاً بناءً على طلب جمهورنا، وليس انتقاداً مبنياً على تحطيم الآخرين. نتمنى التوفيق للدحيح، وحظاً موفقاً له مع فريقه التحريري في المرة القادمة.

a5c8e81ea743865819587c2eae204a0c.jpg

المجتمع والفن

آخر الأخبار