اليقين
إنسانيات

التوحش الحوثي لغم أرضه ودمر منزله وحوله إلى متشرد

اليقين

منتصباً تحت ظل شجرة بجانب طريق رئيس بمنطقة الرمة الواقعة شمال شرق المخا باحثاً عما يسد به جوعه.

كان وجه ذلك الرجل شاحباً، وجلده ملتصقاً على عظامه، كما لو كان في السبعين من العمر، رغم تأكيده أنه ما يزال في الأربعين، وأنه كان يخطط لبناء حياة سعيدة، قبل أن تدمر مليشيات الحوثي كافة أحلامه.

تحدث محمد عمر عيكي بصوت يغلب عليه الخفوت ليس حياءً منا ولكن لضعفه وهزال جسده وفقدان قوته، إنه يبدو كما لو أنه خرج لتوه من مرض سوء التغذية.

يقول عيكي ، إنه اشترى قطعة أرض في منطقة الرمة وخصصها كمزرعة، ثم قام بحفر بئر ليبدأ مشروعه الزراعي، على أن يبدأ بعدها الزواج مباشرة، لكن قدوم مليشيات الحوثي إلى منطقته الريفية دمر حياته.

يضيف: "استخدمت مليشيات الحوثي البئر في إمداد عناصرها بمياه الشرب، أما أراضي الرمة الزراعية فقد زرعتها بالمتفجرات والألغام التي جعلت الوصول إليها لفلاحتها أمراً مستحيلاً.

لم يتبق لمحمد عيكي اليوم سوى التسول كي يبقى على قيد الحياة، بعد أن دمرت مليشيات الحوثي كل ما يملك، ودفعت به إلى قارعة الطريق بحثاً عن الطعام والشراب من المارة.

إنه ضحية أخرى للتوحش الحوثي الذي وسَّع من دائرة المعاناة لتغدو كما لو أنها قدر لا يمكن الفكاك منها.

إنسانيات