اليقين
المقالات

مخاوف من افشال الحوثيين وإيران لجهود انعقاد حوار الرياض2

اليقين

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٣٩ مساءً

عبدالحكيم الجابري
تتسارع الخطوات نحو انعقاد مؤتمر الرياض 2، الخاص بالأزمة اليمنية، الذي يتبناه مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتؤكد أنباء واردة من عدة عواصم خليجية ان الجهة المكلفة بالاعداد للمؤتمر، أجرت عدة اتصالات مع عدد من أطراف القضية اليمنية، وتشمل هذه الاتصالات مختلف القوى بما فيها جماعة الحوثيين، التي سيتم تحديد لها مقعد على طاولة الحوار، الا ان لا مؤشرات ايجابية حتى الآن تدل على موافقة الجماعة على المشاركة في مؤتمر الرياض 2، خاصة وان قيادات الجماعة حتى الآن يرفضون مقابلة المبعوث الأممي.

مشاركة جماعة الحوثي في حوارات الرياض 2 تعد ضرورية، كونها تمثل طرف أساسي في الصراع، ولأنها الجماعة المنقلبة على الشرعية، وتسيطر بالقوة على أجزاء كبيرة من البلاد، يتوقع أن يستدعي ذلك الطلب من ايران التدخل لاقناع الجماعة الموالية لها للمشاركة في الحوار، وستحاول طهران أن تحقق من خلال ذلك عدة أهداف، أولها تجنيب جماعة الحوثي تبعات القرار المتوقع صدوره من مجلس الأمن الدولي، وسيفرض القرار الجديد الذي يحمل الرقم (2624)، مزيدا من الخناق على الجماعة وقياداتها، وستحاول ايران ابتزاز المجتمعين الاقليمي والدولي، من خلال وساطتها لاقناع الحوثيين، بأن تضع شروط وطلبات تتعلق بملفات أخرى خارج اليمن.

السيناريو المتوقع خلال الأيام القادمة سيكون على النحو التالي، أن تضع جماعة الحوثيين شروط صعبة، وبعضها شروط تعجيزية لن تقبل بها باقي الأطراف، ومقابل ذلك ستلجأ الجماعة الى التصعيد العسكري، بتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، ستشمل مأرب وجبهات أخرى، والهدف تشكيل ضغط للقبول بشروطها، وتعريض أي حوار او اتفاق للفشل، وكالعادة سيكون التصعيد القادم بدعم ومساندة من ايران، وتشهد التجارب السابقة من المفاوضات، وافشال الجماعة الحوثية ومن خلفها ايران، لكل المساعي الرامية للوصول الى مخارج للأزمة اليمنية، وايقاف الحرب واحلال السلام.

واستنتاجا لما سبق ولكل التجارب الماضية، فان جماعة الحوثيين ومن خلفهم النظام الايراني، لا يؤمنون بالسلام، ولا يقيمون وزنا لأي حوار سياسي حقيقي وجاد، وان القوة هي اللغة الوحيدة، التي يفهمونها، وهناك شواهد عدة تؤكد ان هذه الجماعة، كانت تأتي للتفاوض فقط عندما يتم كسرها في الميدان، رغم ذلك كانوا يستغلون أي مفاوضات لالتقاط الأنفاس، والعودة من جديد الى التصعيد وشن العمليات، وكانت بذلك تنسف كل الجهود والاتفاقات التي يتم التوصل اليها، ويبقى الخيار العسكري من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي، خيارا مهما لاجبار هذه الجماعة على التوجه الى طاولة التفاوض، للوصول الى حلول نهائية ودائمة للأزمة، التي تتضاعف كلفتها الانسانية باستمرارها.

نقلا عن عدن الغد

المقالات