اليقين
التقارير

أين يختبئ شقيق أمير قطر المتهم بمحاولة قتل شخصين أميركيين؟

اليقين

التزمت سلطات قطر الصمت، كما تعمد إعلامها تجاهل قضية الأخ الأصغر لأمير قطر خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، بمحاولة قتل شخصين أميركيين في محاولة لكسب الوقت، لكن القضية متداولة أمام محكمة فيدرالية أميركية وتلقى اهتماما واسعا في وسائل الإعلام الأميركية والغربية.

وعقب تداول القضية في وسائل الإعلام الأميركية لم تظهر أي صورة للمتهم القطري خالد بن حمد ولا يعرف مكانه، وإن كان في الأغلب مقيم في الدوحة ولا يستطيع الخروج منها خوفا من تفاقم الأمور وإصدار أمر بتوقيفه على ذمة القضية.

جرائم متعددة

وتتفاعل وسائل الإعلام الأميركية مع اهتمام الرأي العام بما تم نشره حول جرائم متعددة ارتكبها خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، أخ غير شقيق لأمير قطر، والمتهم حاليا في قضية فيدرالية في كاليفورنيا، وكشفت صحف أميركية استهتار خالد بن حمد بحياة الآخرين حتى وصل الأمر به أن قال لمصور صحافي: "يمكن أن أقتلك دون أن تتم محاسبتي".

وأفادت دعوى فيدرالية ممثلة عن الحكومة الأميركية بأن الأخ غير الشقيق لأمير قطر، خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، حاول إجبار حارسه الأميركي على قتل شخصين، كما احتجز طبيباً من كاليفورنيا. وذكرت وسائل إعلام أميركية وبريطانية عدة، من بينها صحيفة التايمز والديلي كولر، أن الادعاء انتهى من التحقيقات بشأن القضية، وأن الأخ غير الشقيق لأمير قطر يحاكم الآن في كاليفورنيا بناء على دعوى مرفوعة في محكمة فيدرالية.

احتجاز وتهديد بقوة السلاح

وقام مدعٍ آخر في القضية بتقديم ادعاءات مشابهة، حيث قال إنه عمل كطبيب على مدار الساعة لدى شقيق أمير قطر كي يُراقبه أثناء فترات شربه الكحول، مشيراً إلى أن خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني أمر باحتجازه في مجمع سكني وقام بتهديده بالسلاح، فاضطر في نهاية المطاف للقفز من سور ارتفاعه 18 قدماً كي يهرب.

والمدعى عليه في هذه الدعوى هو خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، أحد الأبناء المدللين للأب حمد، الذي لا يزال يحكم قطر من خلف الستار. وكانت الدعوى قد رفعت في 23 تموز/يوليو في محكمة فيدرالية بولاية فلوريدا ولم يتم نشرها في الإعلام من قبل.

وكان كل من حارس الأمن الشخصي، ماثيو بيتارد، من ولاية فلوريدا، والطبيب ماثيو أليندي من ولاية كاليفورنيا، قد عملا لصالح خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني في مدينة بيفرلي هيلز وسافرا معه بشكل منتظم إلى قطر ولندن.

تفاصيل الأمر بالقتل

وذكرت الدعوى أنه "خلال فترة عمل بيتارد، طلب منه المُدعى عليه قتل شخصين. ففي حوالي نهاية سبتمبر 2017 ونوفمبر من نفس السنة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، طلب المدعى عليه من بيتارد أن يقتل رجلاً وامرأة رأى أنهما يهددان سمعته الاجتماعية وأمنه الشخصي، إلا أن بيتارد رفض تنفيذ هذه الطلبات غير القانونية".

وجاء استكمالاً في الدعوى أنه "من 7 إلى 10 يوليو 2018 تقريباً قام المدعى عليه وحارسه باحتجاز مواطن أميركي رغماً عنه في حالتين على الأقل وذلك في أحد مساكن المدعى عليه الشخصية. وبناء على طلب من المدعى عليه، تم اعتقال المواطن في قسم شرطة عنيزة في الدوحة بقطر. وقد تقدم كل من بيتارد والسفارة الأميركية لعون المواطن الأميركي وساعداه على الوصول إلى مكان آمن وتم ترحيله بأمان خارج البلاد في نهاية المطاف".

وأضافت الدعوى أن "خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني قال إن بيتارد سيدفع الثمن وذلك عندما علم بأنه قد ساعد في ضمان سلامة المواطن الأميركي. وقد أخبر المدعى عليه بيتارد أنه سيقتله ويدفن جثته في الصحراء، وأنه سيقتل عائلته".

وبحسب الدعوى، "تم احتجاز بيتارد رغماً عنه، وأُخذت ممتلكاته الشخصية والإلكترونية وتم فصله. كما هدده خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني بمسدس من نوع جلوك 26 أثناء إجباره على التوقيع على عقد عمل جديد".

وكان لخالد أيضاً طبيب يعمل لديه بدوام كامل ويقوم على متابعة مؤشراته الحيوية ومشاكله الصحية. وعمل أليندي لديه من تشرين الأول/أكتوبر 2017 وحتى شباط/فبراير 2018 في لوس أنجلوس وفي الدوحة.

وكان يعمل لديه لمدة 12 ساعة في اليوم وعلى مدار الأسبوع، بحسب الدعوى، التي تنص على أنه في بعض الحالات "عمل أليندي لمدة 20 إلى 36 ساعة متواصلة مع فواصل بسيطة لتناول الوجبات، ودون منحه فرصة للنوم".

كذلك ورد في الدعوى أنه "في 17 ديسمبر 2017 أو تاريخ قريب منه، وبعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع متواصلة من العمل واستمرار خالد (في شرب الكحول) لـ36 ساعة متواصلة، طلب أليندي يوماً للراحة فوافق عليه المدعى عليه". وتستكمل الدعوى بأنه "خلال فترة الـ36 ساعة المتواصلة، أُجبر أليندي على أن يبقى يقظاً مع المدعى عليه خالد".

لكن عند مغادرته أوقفه حارس أمن مسلح وقال له إن خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني غير رأيه. وبناء على ما ورد في الدعوى القضائية، "أخبر أليندي الحارس بأنه سيغادر سواء بإذن الحارس أو بدونه، فرد عليه الحارس قائلاً كلا، لن تُغادر".

كما ورد في الدعوى: "ومع أنه كان يعرف بأنه من الممكن أن يتعرض لإصابات خطيرة خلال جهوده للمحافظة على أمنه الشخصي وسلامته وخلال هروبه من الوضع الخطير المهدد لسلامته والذي تسبب فيه المدعى عليه خالد، قام أليندي بالقفز من قمة حائط مبنى المجلس إلى الرصيف الخرساني. وبعد ذلك، تم أخذه إلى المستشفى لإجراء عملية لمعالجة الإصابات الناجمة عن سقوطه من الحائط الذي يصل طوله إلى 18 قدما. وفي 18 فبراير، بعدما استعاد الصحة الكافية التي تمكنه من السفر – بالرغم أنه مازال على العكازات – تم فصل أليندي من الوظيفة من قبل المدعى عليهم".

السيارة الفيراري

واستثمر خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني 10 ملايين دولار في فريق سباق سيارات وكان يُعرف بأنه يقود في أرجاء بيفرلي هيلز سيارة فيراري لافيراري ذات لون أصفر فاقع تبلغ قيمتها 1.4 مليون دولار.

وفي عام 2015، قام الصحافي، جيكوب رودجرز، بتصوير السيارة وهي تتسابق مع بورش 911 جي تي 3 عبر الأحياء السكنية. فسأل أحد المتسابقين: "لماذا هذا الشيخ القطري المجنون يعرض حياة السكان للخطر".

وقال رودجرز لـ"إن بي سي نيوز": "لقد قال لي بالحرف الواحد "أستطيع أن أتسبب في مقتلك وأفلت من العقاب"، فقلت له إن الصحافة مصرح لها بالتواجد هنا على رصيف شارع عام. فأجاب قائلاً "(تباً لأميركا) ورمى سيجارته علي".

وادعى خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان حينئذ يبلغ من العمر 29 عاماً، بأن لديه حصانة دبلوماسية، لكن وزارة الخارجية الأميركية نفت ذلك، وأصر رئيس شرطة بيفرلي هيلز، دومينيك ريفيتي، على أنه ستتم محاسبة الجناة بغض النظر "عمن تكون، أو من تعرف، أو من أين أنت". وهرب خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني من البلد، لكن كما أشارت الدعوى القضائية فقد عاد بعد فترة قصيرة.

وذكر أليندي في الدعوى القضائية أنه كان يتقاضى أجراً قدره 500 دولار يومياً، وأن بيتارد يتقاضى 102.000 دولار سنوياً. وقال الرجلان إن خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني خالف قوانين العمل الأميركية وتسبب في إصابة شخصية لهما وانتقم منهما.

وأشارت الدعوى القضائية إلى شركة "جيو ستراتيجك ديفينس سولوشينس المحدودة" وشركة "خالد بن حمد القابضة المحدودة"، وهما شركتان مرتبطتان بخالد بن حمد بن خليفة آل ثاني.

لا تعليق

ولم تستجب المحامية ريبيكا كاستانيدا، التي تمثل الرجلين، أو مكتب الصحافة القطري أو خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني للتعليق.

ولفتت الصحيفة الأميركية، التي نشرت التفاصيل المذهلة، إلى أن "قطر حاولت تغطية انتهاكاتها لحقوق الإنسان بإنفاق مليارات الدولارات على العلاقات العامة وحملات التأثير، كما قدمت رحلات غير معلنة إلى أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، وتبرعت بمليار دولار للجامعات الأميركية، فضلاً عن امتلاكها قناة الجزيرة، وهي من أكثر الجهات إنتاجاً للمقاطع المحرضة على التطرف المتداولة على فيسبوك"، وفق الصحيفة.

التقارير