اليقين
التقارير

تشادويك: لماذا تنتقدون السعودية في الرياضة وتسكتون على قطر والصين؟

اليقين

جذبت أخبار إقامة نزال ملاكمة للمحترفين في السعودية في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل محبي الملاكمة في العالم، إلا أنها أغضبت أيضا جماعات ناقدة قالت إنه "توجه جديد لتلميع صورة البلد عبر الرياضة"، بحسب تعبيرها.

في التفاصيل، قالت شبكة "بي أر آي" الأميركية في تقرير عن الجدل الحاصل حول موضوع الملاكمة في السعودية، "إن إعادة النزال القادمة المسماة بـ Clash on the Dunes، أ ي "اشتباك الكثبان"، بين بطل الوزن الثقيل البريطاني أنتوني جوشوا والمكسيكي الأميركي أندي رويز، الذي هزم جوشوا، تجذب الاهتمام في جميع أرجاء عالم الملاكمة.

وعندما تم الإعلان عن موقع النزال في الأسبوع الماضي، قال فيليكس جاكنز من منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إن مسابقة الوزن الثقيل: "من المرجح أن تكون فرصة أخرى للسعودية من أجل تلميع صورتها عبر الرياضة"، بحسب قوله.

وكانت السعودية قد بدأت التركيز على نشاطاتها الرياضية والفنية منذ إطلاق مشروع رؤية 2030، مؤكدة على اهتمامها بالنسبة الأكبر من السكان، وهي الشباب.

فوز المغمور!

إلا أن المنتقدين ما زالوا مستمرين في إثارة الجدل الذي بدأ الأسبوع الماضي حول إعادة النزال بين جوشوا ورويز عندما علم محبو الملاكمة أن النزال سيقام في السعودية، حيث تتعرض الحكومة لانتقاد لاذع في الإعلام الغربي بقضايا بينها حرب اليمن المجاورة.

كما دفع السعوديون ثمن استضافة نزال الإعادة لمباراة اللقب، والتي انتهى نزالها الحامي في شهر يونيو/تموز بفوز المغمور أندي رويز على جوشوا، بطل العالم للوزن الثقيل.

ووصف إدي هيرن، مدير أنتوني جوشوا والذي استطاع تنظيم الحدث في السعودية، نزال اشتباك الكثبان بأنه سيغير وجه رياضة الملاكمة.

بدوره، قال إدي هيرن في مؤتمر صحافي: "إنه حدث كبير للملاكمة ولحظة مميزة. وأنا أضمن لكم مع ردة الفعل التي رأيناها، التي كانت جيدة بشكل أساسي- وبعضها سلبي- وأؤكد لكم أن العالم بأسره سيتابع هذا النزال. وربما هذا السبب الذي دعا السعودية إلى استضافة النزال".

فيما أعلن سايمون تشادويك، مدير مركز الأعمال الرياضية بجامعة سالفورد في مانشستر، أن ذلك: "محاولة لصرف الانتباه عن بعض أوجه القصور في السعودية".

الجدير بالذكر أن السعودية استضافت وقت الحملة الإعلامية المعادية لها في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي سلسلة من الأحداث الرياضية الناجحة، حيث استضافت عرض المصارعة الترفيهية كراون جول (WWE) في ملعب في الرياض في الثاني من نوفمبر، سباق الفورملا إي، سباق السيارات الكهربائية عبر الشوارع القديمة لمدينة الدرعية في الخامس عشر من شهر ديسمبر، جولة (PGA) الأوروبية للغولف والسوبر الإيطالي في شهر يناير، سباق ريد بول الجوي في شهر مارس/آذار، وكذلك في شهر إبريل/نيسان استضافت حدثا ضمن الرياضات الخطرة في مدينة نيوم المخطط لها، ونزال مصارعة (WWE’Super Showdown) في جدة في شهر يونيو/حزيران. وفي فبراير/شباط القادم ستستضيف المملكة سباق خيل رفيع المستوى، كأس السعودية، بميزانية تبلغ 20 مليون دولار.

وقال تشادويك إن الأحداث الرياضية تعمل على إظهار الوجه الحسن للسعودية.

من جهتها، أخبرت الصحفية المتخصصة بالملاكمة، ماني لاري، برنامج ذا وورلد قائلةً: "إنه مبلغ مكوّن من 9 أرقام". وتشير التقارير الإخبارية إلى أن المتحدي، أنتوني جوشوا قد يتلقى حوالي 60 مليون دولار من إعادة النزال. فيما سيحصل المدافع عن اللقب، آندي رويز، على 9 ملايين دولار كحدٍ أدنى.

الجدير بالذكر أن رويز كان المنتصر المستاء في النزال الأول، الأمر الذي من شأنه أن يجعل نزال شهر ديسمبر/كانون الأول حدثًا لا بد من مشاهدته من قبل محبي الملاكمة.

"وزن ثقيل يحصد لقبا"

كذلك ذكرت لاري، التي تدوّن عن هذه الرياضة في موقع رياضي قائلة: "كفتاةٍ من كاليفورنيا، كنت متحمسة للغاية لفوزه "في يونيو". فهذا من شأنه أن يجعل رويز أول ملاكمٍ مكسيكي-أميركي من الوزن الثقيل يحصد لقبا. لذا، هذا ما سيعود بالنفع الكثير للمكسيك. كما أعتقد أنه سيعود بالنفع الكثير للعلاقات الأميركية-المكسيكية. إنها مثل قصة داوود الصغير وجالوت العملاق التي نسمع عنها كثيرًا عندما يتعلق الأمر بالملاكمة".

ورداً على انتقاداتها يرى تشادويك أن النقاد يستخدمون مصطلح تلميع الصورة عبر الرياضة عندما يفسرون تركيز السعودية المنصب على الأحداث الرياضية البارزة. إلا أنه يرى أيضاً أنها وسيلة شرعية للمملكة من أجل تنويع اقتصادها القائم على النفط. وأشار إلى أن السعودية لا تعد الدولة الوحيدة التي تروج للرياضة في الوقت الذي تصرف فيه الانتباه عن سجلها في مجال حقوق الإنسان.

كما تطرق تشادويك إلى المثال المتعلق بقطر – مستضيفة كأس العالم لعام 2022 – التي نجت من إدانة واسعة النطاق على الرغم من الرشاوى ومن سوء معاملتها الموثقة للعمال الوافدين الذين يقومون ببناء الملاعب ووقوع وفيات بينهم. وأضاف أن الصين أيضًا تفلت من تلقي اللوم.

أما عن رفضه أن تخص السعودية بالانتقاد الدائم قال مذكراً: "سيقام أولمبياد بكين الشتوي خلال الربع الأول من عام 2022. وكما نعلم، فهنالك مشاكل جمة في هونغ كونغ في الوقت الحالي. نحن نعلم أن الجيش الصيني يحتشد على الحدود. هناك قضايا تدور حول معاملة الصين المزعومة لسكانها المسلمين في غرب الصين. فالسؤال المطروح الآن: "لماذا نتحدث عن السعودية واستضافتها لنزال ملاكمة في الوقت الذي لدينا فيه أحد أكبر الأحداث الرياضية الضخمة في العالم التي على وشك أن تبدأ في الصين ولا أحد – في الواقع – يتحدث كثيرا عن خسارة الصين لحقوق استضافة هذا الحدث".

وربما يقوم تشادويك، الخبير الرياضي لدى جامعة سالفورد، بمشاهدة النزال في اليوم السابع من ديسمبر/كانون الأول، حيث قال: "بالنظر إلى أن اهتماماتي تنصب على الرياضة والأعمال التجارية والسياسة، فإن الملاكمة في السعودية تعد مسألةً مثيرةً للاهتمام ودفعتني بكل تأكيد لكي أعير انتباهي لها مرةً أخرى".

1cf1260b32665a3fceef6e317dfcfa3c.jpg
45f98cc924a34203ffca7156afc3e27f.jpg
f7e26aea1c98f2b2671900c54c832853.jpg

التقارير