اليقين
التقارير

إيران.. من تكتيك الميليشيات إلى الجيوش الموازية (فيديو)

اليقين

الجيوش العربية جيوش صنعها الاستعمار للهيمنة على الشعوب، وعلى الثورة الإسلامية في إيران تفكيك هذه الجيوش، هذه الأيدلوجيا التي نظر لها النظام في إيران منذ أربعة عقود أعطت المنضوين تحت عباءة الولي الفقيه من حاشيته الإذن بالتوغل عسكريًا واستخباراتيًا ودينيًا في الدول العربية، وتلك التي فيها نواة مجتمعية وطائفية، لإنشاء جيوش موازية تساعد على تنفيذ رؤية الخميني.

بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق، عواصم تعيش تجسيدًا حقيقيًا لفكرة الجيش الموازي بعد أن استفادت إيران من الزلازل التي ضربت العسكرية والسياسية في تلك الدول، فإذا بها تنتقل من تكتيك الميليشيات إلى استرتيجية الجيوش الخاضعة بشكل علني ومباشر للحرس الثوري، مع وجود قاسم سليماني قائد فيلق القدس في هذا الحرس على رأس العمليات التي تخوضها تلك الجيوش.

الحشد الشعبي العراقي، الذي يقال إن قوامه يصل إلى 150 ألفًا من المقاتلين، لم يجد حتى اللحظة خطة دمج ترضيه مع الجيش العراقي على الرغم من الدعوات المتتالية من رؤساء الحكومات للاندماج، ولكن الاستجابة تبدو بعيدة، خاصة أن إيران خبرت العراقيين سنة وشيعة عندما فشلت في إخضاع فيلق بدر بالكامل الذي تأسس العام 1983 إبان الحرب العراقية الإيرانية، حيث كان عدد كبير من عناصر وضباط هذا الفيلق يتمتعون بمشاعر قومية عراقية تحول دون الطاعة المطلقة لنظام الخميني، لذا فإن إيران لا تريد المغامرة بدمج الحشد مع جيش تفقد إلى حد كبير السيطرة على قراره.

كما أن حزب الله في لبنان أقوى من الدولة ذاتها ولا يوافق بشكل من الأشكال على نزع سلاحه ويصر على استراتيجية دفاعية يكون فيها مكونًا عسكريًا بجانب الجيش ولا يندمج معه.

فكرة الجيش الموازي كان الإيراني مصطفى شمران من أوائل منظريها، وهو الذي أسس حركة محرومين في لبنان بعد عودته من الدراسة في الولايات المتحدة، لينتقل بعدها إلى طهران ويعينه الخميني أول وزير للدفاع تحت حكمه، حيث أسهم بتأسيس الحرس الثوري، وقام بدور يشبه ما يقوم به قاسم سليماني اليوم، لكن الظروف كانت مختلفة.

إسرائيل وداعش، ربما خدما إيران اليوم في خلق الذرائع لتعزيز فكرة جيوشها الموازية، ففيلق القدس لم يضرب يومًا في القدس، والحوثي الذي يرفع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، وجد الطريق إلى صنعاء ومأرب وإب والحديدة وعدن أقرب من الطريق إلى فلسطين المحتلة، كما أن طائراته المسيرة وصواريخه لم توجه إلا ضد بلاد الحرمين، أما داعش فلولاه ما كان للحشد الشعبي أن يكون، وما كان لإيران أن تبني ميليشيات تنقلها بين الجبهات في سوريا والعراق لتستقر في تلك المناطق وتؤسس لثكنات ومعسكرات دائمة كما يحصل على الحدود السورية العراقية.

ولا يبدو تفكيك المنظومة العسكرية الجديدة لإيران في تلك الدول بالأمر اليسير حاليًا، خاصة أن هذه القوى لم تعد جيوشًا موازية، بل انتلقت إلى قوى متحكمة مع تآكل الجيوش الوطنية في كل الدول التي دخلتها إيران.

التقارير

آخر الأخبار