نذر حرب أهلية تلوح في الأفق في الجوف بين قبائلها وأسرة الشريف، ولكن هذه المرة لأسباب عنصرية مقيتة..

فبمجرد أن علم هواشم أسرة "الشريف" عن تزويج أحد أبناء أسرتهم يدعى عبدالجبار دريب الشريف لابنته من شيخ قبلي كبير ينتمي لقبيلة دهم معروف باسم حاشد بن ضوير، أعلن أبناء الشريف النفير العام وأصدروا فتوى تهدر دم أخيهم عبدالجبار الشريف لاعتبار أن تزويج ابنته الهاشمية ليمني إهانة لسلالتهم المقدسة التي من المُحَّرم أن يتم تزويج شريفاتها بيمنيين..

وأثارت قضية إهدار دم عبدالجبار الشريف وتزويج ابنته لشيخ من دهم ضجة واسعة لدى القبائل وردود أفعال قوية، حيث أعلن رجال قبائل تضامنهم مع عبدالجبار الشريف واعتبار أن ما سيمسه يمس بهم بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه ينذر بحرب أهلية قد تحدث بين القبائل وما يسمى ب"الأشراف" في الجوف على خلفية هذه القضية.

ويتوارث الهاشميون عادة منع تزويج بناتهم بيمنيين باعتبارهن سليلات عرق مقدس واليمنيين من مرتبة أدنى، وذلك منذ زمن بعيد ترتبط بالهادي الرسي وأبنائه، على اعتبار أن "نكاح الهاشمية بيمني هو جريمة كالزنا"، كما جاء في فتوى موثقة لأحد أعلام بني هاشم في اليمن.

وكانت هذه العادة قد تلاشت لدى الكثير من الأسر الهاشمية مؤخرًا إلى أن جاءت مليشيا الذراع الإيرانية الطائفية لتحييها من جديد.

وفي العام الماضي دبت مقتلة كبرى بين مليشيا الذراع وقبيلة الذهب التابعة لقيفة، بعد تزويج أسرة هاشمية في ريام من بيت "الحبسي" لقبيلي يمني من أسرة العرابجة التي تعود لقيفة.. حيث أرسل الحوثيون جماعات مسلحة لإيقاف الزواج بالقوة على اعتبار تحريم وتجريم زواج الهاشمية بيمني، إلى جانب العشرات من الأحداث المماثلة في مناطق سيطرة الذراع الإيرانية.