اليقين
التقارير

أطفال اليمن في مهب الألغام|

اليقين

تقرير من مسام

تصاعدت أنات اليمن بسبب ميليشيات ترفع راية الإرهاب في وجه كل يمني. لقد عاثت في الأرض فسادا وخرابا، فدمرت المنشآت، وشردت أناسا ويتمت أطفالا ورملت زوجات وقوضت آمالا وقضت على الحاضر والمستقبل لا لشيء سوى تحقيق أطماع في السلطة وتنفيذ أجندة خارجية.

صورة قاتمة لليمن اليوم نتيجة الزج به في حرب عبثية تتلاعب بمصير أبنائه الذين صاروا يعانون الجوع والمرض والقتل والإعاقة.

وزادت الألغام والعبوات الناسفة من بؤس اليمنيين إذ أصبحت العدو الأول لهم نظرا لما تسببه لهم من معاناة، فمناطقهم احتلتها هذه الآفة بأعداد كبيرة مما منعهم من استثمار أراضيهم والعودة إلى منازلهم وشلت حركتهم. فقد باتوا يخافون من السير في الطرقات خوفا من أن تتصيدهم إحداها فيصبحوا رقما في عدد الضحايا التي أطاحت بهم هذه البلية.

ولطالما كانت فئة الأطفال المستهدفة الأولى من قبل الجماعة الإنقلابية سوى عن طريق الألغام أو القنص أو التجنيد عدا عن منعهم من مزاولة تعليمهم و تجويعهم… لقد أضحى وضع الطفولة في اليمن كارثيا خاصة بعد أن جادت الميليشيات الحوثية بالألغام والعبوات الناسفة بسخاء على المناطق السكنية والمزارع والطرقات، مما جعل الثانية الواحدة تشكل لحظة فارقة في حياة أي فرد تدوس قدمه إحداها خاصة بعد أن تفننت الميليشيات بتمويهها حتى يخال لبعض الأطفال أنها مجرد ألعابا.

ولعل ما حدث في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة يختزل ما يحدث في اليمن فقد قتل 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و13 سنة بانفجار عبوة ناسفة أثناء عبثهم بها. أطفال في عمر الزهور يذوون كل يوم نتيجة شياطين الموت المطمورة هنا وهناك.

وفي مكان آخر، أصيبت الطفلة بلقيس ناجي بانفجار لغم حوثي مزروع في مديرية المسراخ جنوب شرقي تعز مما أدى إلى بتر قدمها، علاوة على إصابتها بشظايا في أماكن متفرقة من جسدها. وكان نائب المدير التنفيذي لمركز التعامل مع الألغام العميد قائد هيثم حلبوب قد أشار إلى إصابة 756 منهم 113 طفلا منذ عام 2019 بسبب الألغام الحوثية.

لقد تنوعت الجرائم في حق الطفولة وعلى رأسها تفخيخ الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.

وما يعزز هذا، اتهام منظمات محلية للمسلحين الحوثيين بتفخيخ الأطفال واستخدامهم في المواجهات المسلحة حيث نددت بهذه الأعمال. وكانت هذه المنظمات قد عرضت سابقا قضية طفل يدعى أكرم أحمد ثالبه البالغ من العمر عشر سنوات، قالت أن الحوثيين حملوه 20 صاعقا للألغام إضافة إلى أسلاك كهربائية تستخدم لتفجير الألغام والمتفجرات قاموا بلفها حول جسده.

إن هذه الممارسات بحق الأطفال والنساء في اليمن تمثل جرائم وانتهاكات سافرة لحقوق هاتين الفئتين وتجاوزا خطيرا ينافي كل الأعراف والمبادئ والأخلاق الإسلامية.

إن دعوات المظلومين والمكلومين والأرامل واليتامى ستلاحق جماعة الحوثي إلى يوم الدين. فقد أرسلوا دموعا في صمت على خدودهم تعبر عن اللوعة والحسرة ومادت بهم الأرض نتيجة فقدانهم لأعزائهم ومصادر رزقهم.

لا تعرف جرائم الإنقلابيين في اليمن حدا لوحشيتها فقد طالت الماضي والمستقبل، قبل أن تكون واقعا معيشا. وإذ يعد تدمير المعالم الأثرية والتاريخية بطريقة ممنهجة تدميرا للماضي، فإن تجنيد الأطفال والدفع بهم في ساحات القتال وتلغيم الأرض يعتبر تهديدا لمستقبل البلاد.

إن الألغام مشكلة يمنية مزمنة لطالما عانى منها هذا البلد لكن زادت حدتها مع ظهور الميليشيات الحوثية التي أمطرت الأرض بوابل من الألغام جعلت الحياة على هذه الرقعة الجغرافية رحلة موت لا تنتهي.

التقارير

آخر الأخبار