اليقين
المقالات

الدكتور ابو بكر القربي يرثي السلطان الراحل قابوس ( وداعاً فقيد الأمة )

اليقين

نشرت صحيفة عُمان الرسمية مرثية في وداع السلطان الراحل قابوس بن سعيد للدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية الاسبق  بعنوان  وداعا فقيد الأمة .

نصها :

لم يكن السلطان قابوس رحمه الله شخصًا عاديًا منذ بداية حياته لانه كان من أوائل القادة العرب الذي شعر بضرورة التغيير و الحكم الرشيد و البناء المؤسسي للدولة بعد رأى العالم من حوله و شعر بالفارق بين عالمنا و العالم من حولنا فتحمل مسئولية التغيير و اعادة رسم أولويات البناء والحكم الرشيد في عمان . كما ادرك ان هذا لن يتحقق الا بالإنسان بعلمه و تربيته و مشاركته في تحقيق التغيير و الإسهام في تحقيق الحكم الرشيد و حمايته. و اليوم مع صدمة المصاب بفقدان الأمة رمزا من رموزها و حكيم من حكمائها بوفاة جلالة السلطان قابوس بن تيمور بن سعيد وجدت نفسي استذكر معرفتي بجلالته لأنني على مدى اكثر من ثلاث عشرة عاما كوزير خارجية للجمهورية اليمنية شرفت فيها بلقاء العديد من القادة العرب و غيرهم سواء كان ذلك ضمن وفد برئاسة رئيس الجمهورية أو حاملا رسائل اليهم من رئيس الجمهورية اليمنية الرئيس علي عبدالله صالح حينها فلم أجد احدا ممن قابلت منهم يضاهي حكمة السلطان قابوس و الدرجة العالية من التواضع التي يتسم بها و حسن استماعه و عمق فهمه و وضوح طرحه و حرصه على التعامل مع القضايا بحكمة متناهية و بطريقة تجنب عمان مغبة الصراعات و كان دائم الحرص على يكون دور عمان لإيجاد الحلول دون انحياز لطرف من أطراف الصراع او المشاركة فيه . كان رحمه قائدا فريدا في مفهومه للتنمية لأنه لم يكن ينظر اليها من باب بناء العمران المادي و إنما من منظور بناء الإنسان بإعتباره الثروة الوطنية الحقيقية لذلك كان اهتمامه بتربيته العمانيين عقيدة و مضمونًا علميًا و قيما و بذلك استطاع ان يحقق التنمية الحقيقية و الشاملة مع اساء الاستقرار و الأمن و دعائم دولة. تعامل مع الأحداث و الأزمات التي مرت بها المنطقة بمنتهى الحكمة فقد استطاع استيعاب مطالب التغيير بأسلوب مكن من مواجهة التحدي و لكن دون تنازل عن سلطة الدولة و مسئوليتها في الحفاظ على وحدة النسيج الوطني . كما كان نهجه السياسي واضحًا في رسم علاقة عمان الخارجية اقليمياً و دوليا محددا ثوابتها و رفض كل ما يمس سيادة عمان و استقلالية قرارها السياسي و النأي بعمان عن الصراعات الإقليمية دون الحد من قيامها بدورها القومي والإسلامي في الإسهام في حل و معالجة الأزمات الإقليمية و الدولية. لقد خسرت الأمتين العربية و الإسلامية بوفاة السلطان قابوس بن تيمور قائدا و زعيما لن يعوض الا ان ما حققه لعمان من التجربة و بناء مؤسسات الدولة سيمكن جلالة السلطان هيثم بن طارق و الأشقاء في عمان من السير بأمان على نهج السلطان قابوس رحمه الله في الحفاظ منجزاته و على امن و استقرار عمان و نمائها وفاء لفقيدهم العظيم. و في الأخير لا يمتلك المرء في هذا المصاب الا ان يدعوا الله لجلالة السلطان الرحمة و المغفرة و ان يسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه ل شعبه و أمته و التقدم باحر التعازي و أصدقه إلى الشعب العماني العظيم و إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق و حكومة عمان و إلى كافة ابناء الأمة العربية و داعين الله لجلالة السلطان هيثم بن طارق التوفيق في حمل الأمانة و لعمان و شعبها العزة و السؤدد.

المقالات

آخر الأخبار