اليقين
تحقيقات

أزمة سياسية تحاصر إيران

اليقين

تستعد إيران لإجراء انتخابات تشريعية في البلاد غدًا الجمعة، وسط تصاعد التوترات عقب موجة غضب في الداخل الإيراني، فضلًا عن سيطرة المرشد علي خامنئي والحرس الثوري على الانتخابات والتوقعات بفوزهم.

ومن المقرر، أن يتوجه الإيرانيون في تمام الساعة الثامنة صباحًا من غدًا الجمعة، لمراكز الاقتراع للتصويت على اختيار 290 مقعدًا بالبرلمان في انتخابات يستحوذ عليها المحافظون المتشددون.

وفي الوقت الذي يتوق فيه المتشددون إلى استخدام الانتخابات البرلمانية لتشكيل كتلة متشددة أكبر، قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، قام مجلس صيانة الدستور الإيراني، هيئة الرقابة الدستورية التي تفحص المرشحين المحتملين، باستبعاد مئات من الإصلاحيين، وفق لصحيفة فاينانشال تايمز.

وتتعامل السلطات الإيرانية بحساسية مضاعفة مع انتخابات الجمعة المقبل لاختيار البرلمان الحادي عشر الذي من شأنه أن يدير السلطة التشريعية في بداية العقد الخامس من عمر النظام.

وقبل ليلة الانتخابات التشريعية المقررة في البلاد غدًا، ترصد «الدستور» أزمات تلقي بظلالها على صناديق الاقتراع.

المظاهرات الإيرانية في الداخل
يلقي المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري، مزيد من ردود الفعل الغاضبة من قبل الشعب، إثر قمعهم للحريات في البلاد ونهب الثروات وتدهور الاقتصاد، ودعم الحرس الثوري لعدد من ميليشياتها في الخارج، مما أدى لإحداث توترات متصاعدة في المنطقة.

في 8 يناير الماضي، أشعلت الطائرة الاوكرانية التي سقطت في طهران عن طريق الخطأ مزيد من الاحتجاجات ضد النظام في حينها، كما اضطرت قوات الأمن لقمع الاحتجاجات كعاداتها في المظاهرات.

ومن قبلها شهدت المدن الايرانية احتجاجات واسعة النطاق في نوفمبر من العام الماضي، احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين في البلاد، مما أدى الي مقتل 1500 شخصًا إيرانيًا.

كما يعاني الشعب من أزمات، مما اضطر للنهوض ضد نظام الملالي، ومن بينهما انتشار الفساد في البلاد، وتفشي الفقر والبطالة إثر تدهور الاقتصاد الإيراني، انهيار العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية على جميع القطاعات الهامة وخاصة النفط، المصدر الرئيسي هناك.

وعود زائفة لروحاني
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، رغم قضائه فترتين انتخابيتين، لم يف الرئيس الإيراني، حسن روحاني بأغلب الوعود التي قطعها للإيرانيين برفع القيود عن الأنشطة الحزبية والسياسية وحرية التعبير ووسائل الإعلام، إضافة إلى رفع القيود المفروضة على زعماء الحركة الخضراء الإصلاحية ميرحسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس الأسبق محمد خاتمي.

التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة
تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران خلال العاميين الماضيين بسبب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حيث قررت الولايات المتحدة الأمريكية، الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق في مايو عام 2018، ومن ثم فرضت واشنطن العديد من العقوبات الأمريكية التي أدت إلى تدهور الاقتصاد.

وتجدد التوترات بينهما، الشهر الماضي، في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس الايراني، قاسم سليماني، بغارة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد في 3 يناير الماضي.

وجاء الرد الانتقامي على مقتل سليماني في 8 يناير بعدة هجمات صاروخية على السفارة الأمريكية، دون وقوع خسائر بشرية، ما أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية.

انتشار فيروس كورونا وإغلاق المدارس
وفي إطار الاستعداد للانتخابات التشريعية، تواجه إيران مأزقًا جديدًا في البلاد وهو ظهور فيروس كورونا، بعد الإعلان أمس عن إصابة حالتين بالفيروس ووفاتهما بعد ذلك.

وبحسب وكالة بلومبرج، فإن انتشار الفيروس أو ظهوره في البلاد سيؤثر على عملية الاقتراع غدًا الجمعة والذهاب للتصويت.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية وفاة شخصين جراء إصابتهما بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مستشفى بمدينة "قم".

وقال المتحدث باسم الوزارة كيانوش جاهانبور في تغريدة إن سبب وفاتهما يعود إلى التقدم في السن وإلى نقص جهاز المناعة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن الاثنين لم يسافرا خارج إيران ولا خارج مدينة قم قبل إصابتهما، ونقلت الوكالة لاحقا قرار إقفال المدارس والجامعات في المدينة يوم الخميس كإجراء وقائي للحد من انتشار الفيروس.

وأكد نائب وزير الصحة لوسيلة إعلام محلية عدم اكتشاف إصابات خارج مدينة قم حتى الآن، إلا أن هيئة الإذاعة البريطانية، أكدت عن 25 شخصًا إيرانيًا داخل الحجر الصحي للاشتباه في إصابتهم بفيروس كوفيد 19.

تحقيقات

آخر الأخبار