اليقين
المقالات

الشجاع دكتوراً ... !!

اليقين


بقلم / الدكتور يحيى العابد
كان للملك عبدالعزيز ال سعود مترجمان لبنانيان ، وكان أحدهما مبهوراً بعبقرية الملك لكنه آخذ عليه في نفسه أن الرجل بدوي وليس عنده شهادة جامعية،مرة بعد انتهائه من ترجمة مباحثة بين الملك مع وفد بريطاني التفت الى زميله متسائلاً : أرأيت كيف تلاعب الملك بالوفد ! أرأيت كم هو عبقري ، أرأيت لو أنه أكمل تعليمه الجامعي وحصل على الشهادة كيف سيكون ؟
* سيكون مترجماً مثلك؟
يستفاد من القصة درس بالغ الأهمية فحواه أن الهمم العالية والأهداف العظيمة وبناء الذات ليس ورقة للزينة تصدرها مؤسسة أكاديمية لكنه طموح وهدف وتعب ونتيجة. تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ مقالاً لناشط فاشل اسمه عادل الشجاع يتعالى بشهادة الدكتوراة على رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني. كتب متنمراً مثل أطفال الشوارع : البركاني لديه عقد نفسية من المتعلمين ، هذا والمتعلمون هنا - ياللسخافة ويا لتفاهة العلم - هم عادل الشجاع!!. كأن العلم رسالة سماوية اختص الله بها عادل الشجاع وكأنه ميراث محصور في هذا البائس ، العلم كله هو شهادة الدكتوراة التي حصل عليها عادل الشجاع .. هذه السطحية والخفة تجعل من شهادة الدكتور التي يفاخر بها الشجاع مجرد مؤخرة مهترئة تهزها راقصة شرقية أمام جمهور مهووس بالاثارة وليس دكتوراً أكاديمياً يفترض به التواضع ونسيان الذات وذوبان الأنا المتضخمة، فليس دكتوراً حقيقياً من يتعالى بشهادته ويتفاخر بقراءة كتاب أو عشرة، التواضع ثمرة من ثمار القراءة والتعليم وكلما تعلم المرء زاد تواضعاً وحصافة ورزانة وضبطاً لايقاع مفرداته ولغته وخطابه مع صغار القوم وكبارهم وكلما تواضع ارتفع بنظر الناس وكلما انتفخ كشف عن كونه بالوناً بلاستيكياً شفافاً مليئاً بالقراطيس القذرة وكلما ارتفع البالون زادت القذارة بروزاً ، ذلك مابدا في مقاله المعنون ( البركاني والثلاث مطلقات).عندما فرغت من قراءة مقاله تمنيت لو أنه التزم بوظيفة أبيه لكان ذلك أشرف له ولأبيه المكافح . عادل ينتمي لوالد مكافح من عمارنة العدين كان يحمل يعمل حمالاً لروث البقر عند ابناء القرية بأجر يومي تسمى هذه الوظيفة (ذبال) وهي وظيفة شريفة ومحترمة بكل تأكيد وكان يجب على الدكتور عادل الا يتحرج منها وأن يتباهى بكفاح أبيه لا أن يتخذ منها عقدة نقص تلازمه بقية عمره.
يمضي الزمن ولا تنقرض المقولات الحكيمة للبشر ، وفي هذا عودة لمترجم الملك ، سأضيف اليها قولاً : لربما لو حصل البركاني على شهادة الشجاع لكان متسكعاً مثله وليس واحداً من أعلام اليمن الحديث، فلاشهادة الشجاع أعلت من شأنه وأكسبته احترام الناس ولا غيابها عن البركاني منعته من أن يكون شيخ مشايخ تعز ورئيس مجلس النواب وأمين عام مساعد للمؤتمر ورقماً صعباً في معادلة السياسة.

المقالات