اليقين
المقالات

المرأة اليمنية .. بين التضحية والبطولة

اليقين

بقلم : فايزة الوصابي

المرأة اليمنية إمراة بألف رجل خصوصا في زمن الحرب العبثية هذه غير واضحة المعالم، فقد تعايشت بكل صبر وجلد مع معاناة هذه الحرب، وتحملت عذاباتها، وتصدت لها بكل ما أوتيت من قوة .. الأمر الذي جعل العالم ينظر لها بكل اجلال واكبار، ويطلق عليها بـ«بطلة اليمن في زمن الحرب». نعم انها المرأة من نثرت دموعها من أجل فقدانها لزوجها واخوانها وفلذات كبدها، بعد ان دفعت بهم الى ميادين القتال للدفاع عن الأرض والعرض وكرامة هذا الوطن، فقتل رجالها في ميادين المعركة العبثية، لتجد نفسها وحيده في ميدان الحرب العبثية، وامام طابور طويل من المرتزقة والعملاء الذين باعوا الوطن وجعلوها تتخلى عن أنوثتها، وتتحول الى القيام بأعمال الرجال في شتى مجالات الحياة، وصولا الى حمل البندقية والدخول الى ساحات المعركة بغية الدفاع عن الوطن وانتشاله من الهاوية السحيقة التي وقع فيها. فالحرب التي تفتك باليمن أشعل فتيلها الرجال .. لكن من تحمل آثارها وتبعاتها ودفع ولايزال يدفع ثمنها هن النساء .. حيث انهن وحدهن من تحملن قسوة الحياة وتعقيدات ظروف المعيشة، في حين اغلب الرجال مشغولين بالجري وراء مصالحهم الشخصية البعيدة عن الهم الوطني يضاعفون ارصدتهم في البنوك الخارجية، ويتنقلون من بلد الى أخرى مستمتعين بكل مقومات الحياة الرغيدة، في حين النساء يجاهدن في الساحة اليمنية من اجل البقاء، ويواجهن كل صنوف العذاب والمعاناة والجوع والمرض وغيرها، ناهيك عن الانتهاكات والعنف الذي يتعرضن له من قبل كل الاطراف. نستطيع القول اليوم ان المراة اليمنية التي عرفت برقتها وانوثتها ووداعتها ولطفها - هي الضحية الاولى لهذه الحروب العبثية التي تشهدها اليمن، وهي اكثر فئات الشعب تضررا منها، اذ ان الرجال قادوها الى وسط المعركة ثم تخلوا عنها لتجد نفسها في مواجهة مصيرية مع الموت .. لكنها اثببت انها عند مستوى التحدي .. وبالفعل نجدها اليوم تخوض سلسلة من المعارك البطولية في شتى مناحي الحياة، ولولا صمودها وصبرها وجلدها لفتكت هذه الازمات المتلاحقة بأغلب السكان. وحينما صرخت المرأة: لماذا تنظرون لي وأنا اغرق في اتون هذه الحرب؟ .. اتنقذونى منها .. جاء الجواب الصادم من مافيا تلك الحرب: "اغرقي ولتذهب أنوثتك الجحيم" .. حينها صرخت قائلة: "تبا لكم ايها السفاحون .. ولكل من شارككم في اشعال هذه الفتنة .. لن نرضخ او نستسلم ونترك وطننا يتشظى مثلكم يا اشباه الرجال .. انا بنت اليمن ومنها تشربت معاني البسالة والبطولة .. سأصمد ولن افرط في وطني اما النصر او الشهاده .. وانتم داروا وجوهكم وسوءاتكم بعيدا لكن تأكدوا ان التاريخ لن يرحمكم بل سيدون خذلانكم وسفالاتكم وبالتالي سلعنكم الاجيال"..

المقالات

آخر الأخبار