الاستاذ / عبدالله هاشم الحضرمي .

عين الحوثيين على مارب لاتكف عن التحديق والجشع وأطماعهم فيها تتجلى في أكثر من صورة وسهولة ذلك عليهم تتبدى في أكثر من مناسبة. أبلغ المجتمع الدولي الحوثيين عبر وسيط ان مارب خط أحمر وكان ردهم : لاتوجد خطوط حمر أمامنا ونحتاج ثروة مارب لتوزيعها على الملايين المحاصرين ، وفي كل يوم تتقدم قوات المليشيات نحو هذا الهدف وفي كل يوم تتقهقر القوات المقاومة لها. والخلاصة أننا أمام ارادة صلبة لاجتياح مارب بمقابل مقاومة لينة رخوة ، وفي نهاية المطاف ينتصر دائماً الصلب على اللين.
نسمع اليوم عن عملية الفجر الجديد والتي ليست سوى حرب داحس والغبراء ، حرب يتم استدعاؤها من تحت انقاض الصراع المناطقي الجنوبي التاريخي . سقط الجميع طغمة وزمرة تحت ضربات الحوثي عام ٢٠١٥م ثم حازوا على دعم متساو من التحالف العربي (السعودية والامارات )تحت مسمى الشرعية ولكن ياللتفاهة لم ينس القوم ثاراتهم حتى وهم في خضم العدو المشترك . اليوم تحضر قوات زمرة ابين ممثلة في الشرعية الدستورية برئاسة هادي وأولاده المهزومة في الجوف ونهم وصرواح والمطرودة من صنعاء لخوض حرب لطرد قوات طغمة الضالع ويافع المدعومة من التحالف من عدن، فيما يحضر الحوثي نفسه للبطش بمحافظة مارب وطرد آخر جندي للشرعية وطأت قدمه ارضها وشعاره : لاخطوط حمراء أمامي.
من حسن حظ الحوثي أن خصومه لاتفكر بخطره بل لا تضعه على مقاعد الخصوم أصلاً فلديها اولوياتها وهي حربها على ذات البين ، الخصم القريب منافس في القرية والمدينة بينما الحوثي خصم بعيد ينافس في الشأن العام ، في الدولة الكلية وحيث لايكون الرجال رجال دولة تزدهر المنافسات القروية وعلينا الا نتفاجأ من عنوان فيلم الفجر الجديد الذي يحضر له القرويون الهمج.
ستسقط مارب لامحالة ، نعم ستسقط ، إن هو الا وقت ولن يجد الحوثيون أمامهم سوى الغنائم حتى بلا أسرى ، لقد رأينا في نهم عجب العجاب ، رأينا الغنائم ولم تر الأسرى ولا الجثث . عند الحديث عن هذا الموضوع يقول قائل من الناس : لمارب رجالها وقبائلها سوف تحميها من الحوثي ، ولكن القبائل المراهن عليها لم تحمها من قوات الشرعية الاخوانية التي احالتها غنيمة حرب! لماذا الظن ان قبائل مارب تقف مع الشرعية وليست حوثية؟ لأننا ننطلق في تفسير الأمور من قناعاتنا وليس من الحقائق على الأرض ولهذا يحدث مالم يكن في الحسبان ، مارب لم تحارب ولم تندمج مع أي جبهة ، ان مجتمع مارب مجتمع براجماتي ذكي وهو لم يقل كلمته بعد في هذا الصراع ، وإن قالها لن تتغير الأمور أيضاً .