اليقين
المقالات

الوحدة اليمنية بارقة الامل الباقية في الضمير العربي

اليقين

يحيى محمد عبدالله صالح تحل علينا الذكرى الثلاثون لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، في ظروف بالغة الخطورة في ظل محاولات تفكيك من عدة مشاريع خارجية بزرع بذرة الشقاق بين مكونات اليمن المختلفة من جهات لا يعجبها بقاء اليمن موحدة وقوية؛ لتتعرض (الوحدة اليمنية) اليوم للانتكاسة من بعض المكونات الداخلية المدعومة خارجياً في اليمن على حد سواء، خصوصاً في ظل إستمرار الصراع وتردي الأوضاع وإصرار الفاشلين على تحميل الوحدة وزر أخطاءهم وكارثية إدارتهم للدولة، والإصرار على منهج "الاستحواذ" والإقصاء وعقلية الفيد المتدثرة بسلطات الدولة، والارتهان للخارج كل ذلك يجعل وحدة اليمن مهددة، ليبقى "الحلم العظيم" بالنسبة لليمنيين يواجه اليوم اهتزازات قوية قد تعصف به مثل دعوات الانفصال وانتهاك السيادة من قبل دول العدوان.

إن الوحدة اليمنية ورغم ما يحيق بها من مخاطر، تعد بارقة الأمل التي أحيت الضمير العربي وجعلته يعيد الأمل في تطلعاته الوحدوية، ونظرته للوحدة اليمنية ، خطوة ناجحة نحو الوحدة العربية الشاملة، وهذا ما لايروق لأعداء الأمة من الرجعيين والعملاء والمتصهينين، ولذا سعوا وما زالوا للتأمر على وحدتنا اليمنية،

وإن كانت قد نجحت الوحدة اليمنية محلياً، ولكن مخطط العواصم الخليجية للإنفصال لم يلغ ولكنه تأجل وتغيرت ادواته إلى حين ، ومرت اليمن بفترة إستقرار شعبي وغليان سياسي نسبي، إلى أن جاءت الفرصة الأولى للرجعية الخليجية لإغتيال الوحدة في 1994، وفشلوا رغم ما خلفته تلك الحرب من مثالب في جسد الوحدة ،

وها نحن نحتفل اليوم بعيد الوحدة، ونتذكر مواقف الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، الثابتة تجاه الوحدة بإعتبارها أغلى المنجزات الوطنية، وأصدق تعبير عن جوهر الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و 14 اكتوبر، والتجسيد الحقيقي لتطلعات الثوار واماني الشعب التي ضمنتها اهداف الثورة... ولذا كان الشهيد من أشد الناس تمسكاً بالوحدة، كونها مكسب الشعب، فالوحدة حققت فوائد عديدة لمسها المواطن اليمني، ففي الجانب السياسي كان لتحقيق الوحدة اليمنية الأثر الكبير في تحقيق الإصلاحات السياسية التي تتابعت منذ تحقيق الوحدة اليمنية إذ تطور نظام الحكم ومؤسساته والياته ووسائله والذي أدى إلي وجود إصلاحات سياسية بالجمهورية اليمنية أهمها (1) إعداد دستور الجمهورية اليمنية والعمل به.

(2) الانفراج في النظام السياسي.

(3) - تحقيق الديمقراطية في الحكم.

( 4)- إتاحة التعددية السياسية وتعدد الأحزاب.

(5) تقليص انتهاكات حقوق الإنسان. . . الخ.

فبعد تحقيق الوحدة اتخذت الجمهورية اليمنية الموحدة الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة خياراً ونهجاً وفعلت آلياتها عبر الانتخابات والاقتراع السري المباشر ومن قبل الشعب اليمني لاختيار ممثليه في السلطات التشريعات

-أعضاء مجلس النواب

- والتنفيذية رئيس الجمهورية

- والمجالس المحلية وانتخاب محافظين المحافظات.

وبالطبع كان ذلك كله في فترة حكم الشهيد الزعيم، و بعد أن ترجل الرئيس صالح عن الحكم ، لم تستطع أحزاب اللقاء المشترك و هادي حكم اليمن ولم يسمحوا لأحد بمشاركتهم الحكم وساد الفساد، وفرضت المليشيات اجنداتها المتطرفة والمنفرة لكل المكونات الشعبية السياسية والحزبية بمصير اليمن ، ناهيك عن فشلهم في إرساء دعائم الدولة المدنية الذي يتطلع لها المواطن اليمني... وما زالوا يمارسوا فسادهم و فشلهم ، معرضين الوطن والمواطن لشتى للدمار والخراب والمعاناة ، ضاربين عرض الحائط باحلامه وتطلعاته ليكونوا جزءً من حلقة التأمر على الوطن بشكل عام و الوحدة اليمنية بشكل خاص، نتيجة حقدهم على الشهيد صالح وفشلهم في إدارة البلاد وكذلك فشلهم في كسبهم قلوب العباد بالحب والتقدير والاحترام ومبادلة الوفاء بالوفاء كما كان يفعل الشهيد الزعيم، محقق الوحدة وباني نهضة اليمن.

عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام

المقالات

آخر الأخبار