اليقين
تحقيقات

من ليس معنا فهو ضدنا”قاعدة الحوثيين لتوزيع المساعدات الإنسانية

اليقين

من ليس معنا فهو ضدنا" وفق هذه القاعدة تتعامل مليشيات الحوثي الإرهابية مع المواطنين القاطنين في أماكن سيطرتها فتعطي من تشاء من الموالين لها، وتحرم المعارضين أو حتى المحايدين من ابسط الحقوق المعيشية، بما في ذلك المساعدات الإغاثية الدولية التي تعتمد عليها الكثير من العائلات اليمنية بشكل رئيسي بعد أن انقطعت رواتبهم وارزاقهم منذ مجيء الحوثيين

يذكر مواطنون في صنعاء بأن ميليشيا الحوثي تقوم بتوزيع المواد الإغاثية الدولية على المواطنين وفق هواها وبحسب معايير الولاء والانتماء للجماعة لا على أساس الحاجة والاستحقاق، وقد جمعنا لكم في هذا التقرير بعضا من الشهادات الحية للأهالي الذين حرمتهم الميليشيا من حقوقهم لأسباب تعرفها القوانين الدولية بالـ"عنصرية" البحتة.

يؤكد "المواطن ادريس" وهو أحد النازحين من محافظة تعز انه لم يترك أي جهة سواء مؤسسة أو جمعية أو حتى عقال الحارات الا ولجأ إليهم بغية تسجيل اسمه في كشوف المساعدات الاغاثية التي يعتمد عليها اعتماداً كاملاً لإعالة اسرته بعد أن دمر الحوثيون في عدوانهم على المحافظة، ارضه الزراعية في منطقة "عبس" لتصبح صحراء جرداء والتي كانت تمتلئ بالأشجار والمحاصيل الزراعية حيث كانت تشكل مصدر رزق له وعائلته.

ويقول إدريس: "صدمت من هذا التجاهل المتعمد لحالتي بالرغم من احتياجي لمثل هذه الإعانات لكي استأنف الحياة لم أحصل على أي شيء يذكر".

مضيفاً : " غير أنني اكتشفت السبب بعد فترة، واذا عرف السبب بطل العجب، والسبب أن الجهات المعنية ارسلت لجنة "كشف استحقاق" وبالطبع فقد وصلت هذه اللجنة الى عاقل الحارة الذي قام بالإيعاز لهم بأنني غير مستحق لأنني املك مصدر دخل الا مساعدة شهرية قليلة جداً تصلني من شقيقي الاصغر من داخل تعز، وقد أخبرني بعض الثقات بأنه سمع العاقل "المحسوب على الحوثيين" يقول أن هذه المساعدات لمن وصفهم بالمجاهدين وأسرهم، وليست لمن خربوا البلاد " !!

من جانبه، يوضح "عبدالله " الذي يعيل 8 اشخاص معتمداً على "بسطة" لألعاب الأطفال الرخيصة، أنه لم يجد أي شخص يسجله ضمن المساعدات وانهم اكتفوا الذين يأتوا بتزكيات مواليهم" وبإصدار الوعود التي لا تتحقق ابداً.

ويضيف" قمت بالتسجيل في أكثر من جهة ومؤسسة بهدف تقديم المساعدة لي, و قامت هذه الجهات ذاتها بتوزيع العديد من المساعدات وانا لم احصل على شيء" .

ويتابع "هناك العديد من الاشخاص الذين اعرفهم بشكل شخصي حالتهم متيسرة بشكل كبير ورغم هذا حصلوا على مساعدات تمثلت في مواد غذائية ومبالغ مالية ونحن المتضررين لم نحصل علي أي شيء مقارنة بالغير متضررين، والسبب أنهم قاموا مؤخراً باجراء تزكيات لرؤساء المربعات في كل مركز، و كان " مشرف الحي" يدير عمليات التزكية التي تعتمد عشرين صوتاً للمرشح الواحد، وبحسب ما علمت فإن كل الاشخاص الذين تمت تزكيتهم كانوا من عائلات المشرفين واقربائهم ".

مساعدات عائلية

في حين يؤكد "ايمن" ان المساعدات الاغاثية في طريقها للتحول الى ما يشبه المكافأة لمن يدلي بـ"الصرخة "، متسائلاً عن السبب الذي يجعل المنظمات المانحة مصرة على تسليم المعونات للحوثيين لتوزيعها، كمن " يعطي اللص مفتاح الخزنة"

ويقول: " قال عاقل الحارة أنه سجل اسمي ولكني لم احصل شيء يذكر وعندما توجهت له حدث بيني وبيه نقاش حاد انتهى بتمزيق اوراقي نتيجة الظلم الذي وقع علي فهناك العديد من الاشخاص سجلوا وهم غير متضررين من الحرب ولا زالت رواتبهم جارية، وفي كل مشروع يحصلوا على المساعدات وكأنهم وكلاء لكل مشروع فأصبحت هذه المنظمات عبارة عن منظمات عائلية، و كأن المساعدات والمشاريع لا تأتي الا للحوثيين وأقاربهم الذين لم يتضرروا من الحرب بل استفادوا منها، ونحن المتضررين على الهامش".

ويوضح "ابو طلال" وعلامات الغضب والضيق واضحة على معالم وجهه ان عمله توقف بالكامل في الحديدة وأن قذائف الحوثيين طالت ارضه وقتلت جميع الاغنام التي لم يجد اثر لجثثها حتى, مضيفاً :" توجهت الى من يعرفون بمدراء المراكز بشكل شخصي لكي يقدموا لي تعويضات كما قدموا لغيري وقال لي العاملين هناك انه يجب عليا احضار ورقة من العاقل لكي استفيد من مشروع الإغاثة الذي استفاد منه غيري، ولكني تفاجأت بأن هناك العديد من الاشخاص لم يصيبهم الضرر بتاتاً الا انهم كانوا اول المستفيدين من هذا المشروع ونحن الذين تعرضنا لدمار كلي لم نحصل علي أي شيء يذكر، والسبب أن هؤلاء ممن يملكون "شهداء" قتلوا في الجبهات، حيث تعطى لهم الأولوية القصوى، أما نحن فنظل في آخر الطابور اذا تبقى لديهم شيء اعطوه لنا " بنص عين" واذا لم يتبقى قالوا لنا المساعدات موقفة أو هناك اعادة مسح ومن هذا القبيل" .

وبنبرة صوت عالية بعض الشيء يقول" أتحدي أي منظمة قامت بإعطائي أي مساعدة من المساعدات التي تم توزيعها والجميع يعلم اننا متضررين ولكن لأننا ليس منا "شهداء" تركونا بلا دعم او مساعدات انسانية لنموت جوعا.

المصدر ... الصحوة نت

تحقيقات