التقارير

«خيانة وتخريب».. لماذا تستميت قطر لتمديد الصراع في اليمن؟

اليقين

منذ رفض الرئيس اليمني الراحل، على عبد الله صالح، حضور القمة القطرية، وتربص الدوحة باليمن لا ينتهي، خاصة وأنّها نجحت في فترة سابقة في وضع قدم، إبان تدخلها في الصراع بين الحوثي والنظام اليمني، فيما يعرف بالحروب الستة، ويمكن القول أنّ تدخلات قطر هي التي أنقذت الحوثيين، في الفترة بين عامي 2004 إلى 2010. حيث كاد الجيش اليمني أن يقضي على آخر معاقل الحوثي في مطرة الجبلية، بشمال صعدة.

وعقب عدة تحولات استراتيجية، اتبعت قطر مجموعة من الخطط السياسية لوضع قدم في اليمن، من خلال جماعة الإخوان المسلمين، حيث دعمت قطر الجمعيات التابعة للتنظيم، وكذلك المدارس والمعاهد الدينية، خصوصاً في محافظات الجنوب، وتحقق ذلك النفوذ السياسي بشكل أكثر قوة، مع مشاركة حزب اليمني للإصلاح، وهو الذراع السياسي للإخوان المسلمين، في المشهد السياسي اليمني، حيث كشفت تقارير عن تقديم الدوحة أراض ومنح سكنية وفلل لعدد كثير قيادات حزب الإصلاح، مقابل وشراء ولائها، وفي هذا السياق أكد وكيل وزارة الإعلام السعودية، الدكتور عبده المغلس، إنّ “قطر قدمت رشاوى لقيادات كبيرة من أعلى الهرم إلى مستوى وزراء وقادة ألوية عسكرية، وقامت باستخدام أولئك القادة في عرقلة عمليات التحالف العربي في اليمن، وفي تنفيذ عمليات اغتيالات عدد من القادة الجنوبيين، تحت حجج نيران صديقة بالخطأ، ولذا فإن دور قطر التخريبي سيزداد إن لم يتم وضع حد نهائي له، خاصة بعد انكشاف الحقائق أمام الجميع”.

اللعب على كافة المحاور

وعلى الجانب الآخر، ومع التقارب القطري الإيراني، في أعقاب المقاطعة العربية، عادت الدوحة إلى مساعدة ودعم الحوثيين في اليمن، حيث أفادت تقارير أنّ قطر دربت مجموعات إعلامية تابعة للحوثي، وأنّها ساعدت على إطلاق ودعم قناة المسيرة الحوثية، وهو الأمر الذي دفع، معين عبد الملك، رئيس الحكومة اليمنية، إلى توجيه اتهام صريح لقطر بنشر الفوضى في بلاده، ودعم المليشيات الحوثية بالمال والسلاح، وتسهيل عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية للمتمردين.

ويقول الصحفي اليمني عبد العزيز العامرفي تصريحات خص بها العربي ستريت، إن هناك تناغم كبير بين الدوحة وطهران في دعم الفصائل المسلحة، التي تهدد الأمن والاستقرار في اليمن، بما في ذلك دعم مليشيات الحوثي، وأيضاً تنظيم القاعدة في اليمن، ورغم مشاركة الدوحة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، اتضح أنّها كنت تدعم مليشيات الحوثي، وتزودهم بمعلومات عسكرية، وهم ما دفع المملكة العربية السعودية والإمارات إلى إنهاء التواجد العسكري القطري داخل هذا التحالف، لكن الدور القطري لم ينته، فهناك أذرع للدوحة وممثلين عن قطر في اليمن، مثل حزب الإصلاح الإخواني، الذي تدعمه الدوحة إعلامياً وعسكريًا وماليًا، وينفذ أجندتها، وكان آخرها مهاجمة عدن، التي تعتبر مقرًا للتحالف العربي.

وأضاف العامر: “في الأعوام الماضية قدمت الدوحة دعماً مالياً كبيرًا لمليشيا الحوثي عبر أحد القيادات الإخوانية في اليمن، بالإضافة إلى الدعم الإعلامي الذي تقوم به قناة الجزيرة، ابتدأً من بث خطابات زعيم المتمردين الحوثيين، وانتهاء ببث تقارير تهاجم التحالف العربي في اليمن”.

ولف إلى أنّ قطر لا تتوقف عن دعم وتمويل ورعاية الإرهاب في اليمن، حيث تورط النظام القطري في تمويل ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي مالياً ولوجستياً عبر وسائل مختلفة، أهمها تسديد مبالغ الفدية تحت مسمى تحرير المختطفين من القاعدة، فقد دفع النظام القطري للقاعدة في اليمن ما يقرب من 20 مليون دولار، مقابل إطلاق الرهينة السويسرية سيلفيا أبرهات، في آذار (مارس) العام 2012، فضلًا عن تمويلات متفرقة أخرى يتسلمها شيوخ قبليون وقيادات عسكرية، تنتمي لحزب الإصلاح اليمني، ذراع الإخوان في البلاد، وبالتالي لاتزال الدوحة تعمل على إفشال اي إتفاق سياسي ينهي أزمة اليمن، محاولة استغلال نفوذها عبر حزب الإصلاح الإخواني، ومليشيا التمرد الحوثي في الوقت نفسه.

تفكيك اليمن هدف قطري

هذا وقد كشف فيديو مسرب، بثته قناة الحجرية اليمنية، عن بوادر تحالف بين حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكل من طهران وأنقرة، حيث تحدث قائد الجناح العسكري للإصلاح في مدينة تعز، عبده فرحان المخلافي عن صفقة أسلحة تركية في الطريق، ومساعدات إيرانية، لتوحيد الجبهة اليمنية في مواجهة التحالف العربي، وبسط السيطرة على باب المندب، ولم يستبعد القائد العسكري الإخواني دخول مليشيات الحوثي ضمن هذا التحالف.

كما لفتت مصادر إلى تفاقم النفوذ القطري داخل تيار ضمن الحكومة الشرعية في اليمن، ودفعها نحو إفشال اتفاق الرياض، والتحريض على مواصلة الصراع العسكري بين القوات الحكومية، وقوات المجلس الانتقالي، ما يهدد الشق السياسي من اتفاق الرياض، ما يعني تواصل العبث القطري بمقدرات اليمن، لصالح تحقيق أجندة سياسية، يكون لتركيا وطهران دوراً فاعلاً فيها.

حسن خليل/العربي ستريت

التقارير

آخر الأخبار