المقالات

صاحب الأرض ومالكها .

اليقين

علي حفظ الله محمد


تحركت شوارع العالم الغربي بتظاهرات منددة جابت الشوارع في أميركا وهولندا وأسبانيا..؛ وغيرها من بلدان العالم عل وقع الحرب الاستعمارية الظالمة في فلسطين بدافع الإنسانية والإحساس بمشاعر الشعب الفلسطيني المحاصر منذ سبعين عام..

بينما الأمة العربية والإسلامية لم يصدر منها حتى بيان شجب أو تنديد تجاه ما يجري من اجتياح الحارات السكنية قصد طرد ساكنيها وتوطين اليهودية الاستعمارية..؛ إن هذا التدجين العربي لم يحدث بين عشية وضحاها وإنما عملت الصهيونية العالمية عليه منذ عقود من الزمن حتى استأصلت منه الإنسانية ونزعت منه الضمير العربي الإسلامي، وذلك من سقوط بغداد صدام حسين المجيد وحصارها من التسعينات..؛ ثم بتغذيت الربيع العبري قصد إسقاط الأنظمة العربية التي كان لها وزن أمام الصهيونية وتحقيق أطماعها فسقطت ليبيا وسوريا واليمن في حروب ظالمة بين أبناء الوطن الواحد؛ فانتشت الصهيونية بهذا السقوط المريع فرحًا وسُعدًا بانتظار مستقبلها الموحد من الفرات إلى النيل..

وبهذا السقوط دخلت الأمة العربية نفقًا مظلمًا لا بوادرَ ضوءٍ فيه ولا أملَ للخروج منه؛ وهذا كله قصد إلهاء كل قُطر عربي في نفسه، وفي أبسط مقومات حياته من خبز وماء للبقاء عل قيد الحياة بما فيها من معاناة وظلم وفقر ومرض وأذى وجَور السلطات المنتصبة..؛ فأصبحت هذه الشعوب لا تفرّق بين الحق والباطل بل ترغي رغاء كقطيعٍ في شِعبٍ مقفرٍ..؛ وللتنويه الحقُّ هنا المقصود به صاحب الأرض صاحب المكان سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو مسلما؛ إذ كيف يجوز طرد صاحب الأرض من أرضه وصاحب الدار من داره قبل أن يكون مسلما أو عل أي دين هو..؛ فالأنظمة الغربية تحرّكت الشوارع فيها من هذا الباب؛ تخيل الناسُ فيها أن يكونوا مكان أولئك الفلسطينيين ويأتي الآخر يأمرك بالخروج مما هو استحقاقك وملكك..؛ لذلك فإن من يلوم المقاومة الفلسطينية على حقها في الرد كمن يلوم امرأة تصفع مغتصبها على وجهه؛ فالاحتلال اغتصاب لوطن وشعب والمقاومة صفعة على خد المغتصب، فهل نلومها على الصفعة ونتركها للاغتصاب مرة بعد مرة؟

لا سبيلَ للمقارنة بين ضمائر الشعوب الغربية والعربية المدجنة بفوبيا الإسلام السياسي الإرهابي؛ فهلّا تحركت ضمائر العرب بدافع نصرة صاحب الأرض ومالكها قبل أي حساب آخر..؛ كما تتحرك في المجتمعات الغربية..

المقالات