الأخبار

نص كلمة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني في اللقاء مع رئيس مجلس النواب المصري

اليقين

النص الكامل لكلمة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني في اللقاء مع رئيس مجلس النواب المصري ، الثلاثاء الموافق ١٩ نوفمبر ٢٠١٩ :

السيد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس مجلس النواب
السادة الكرام الحاضرين من أعضاء مجلس النواب بجمهورية مصر العربية .
يشرفني الحضور في هذا الصرح العريق والشامخ الذي تأسس في عهد الخديوي الكبير إسماعيل باشا قبل أكثر من 150 عاماً . وإني لاعترف أنني اشعر بعظمة المكان ومهابته وبحضور تاريخ مصر المزلزل للاستعمار والطغيان تحت هذه القبة مجلجلاً بأصوات زعماء ومفكرين من وزن سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وأنور السادات ولبيب شقير ورفعت المحجوب واحمد فتحي سرور ولا أقول أخرهم الدكتور علي عبدالعال بل اقول ان الدكتور عبدالعال هو مثل للمواطنة المصرية ولهذه الارض الطيبة التي نعتز بها، وهو رجل القانون الدستوري والقامة الوطنية السامقة على رأس هذه المؤسسة التشريعية ونشعر بالسعادة الدائمة أن هؤلاء الرجال من الذين شقوا طريق الكفاح الوطني في هذا البلد المجيد وطوروا الحياة النيابية وأرسوا قواعد وأركان الديمقراطية.
دعوني _ أيها الإخوة الكرام _ أوجه لكم تحية عابقة من شعب اليمن وقيادته ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي و من إخوانكم في مجلس النواب .
دعوني _ أيضاً _ أعرب لكم عما يعتمل في نفوسنا من مشاعل البهجة والسعادة كلما حققتم نصراً عزيزاً مؤزراً في هذا البلد العربي العظيم _ وأقول لكم أننا في اليمن نعتز أيما اعتزاز بإرثكم الغني وتراثكم الباذخ في الممارسة السياسية والعمل البرلماني وأؤكد لكم أننا مستعدون على الدوام للاستفادة من هذا الميراث الضخم كما نحن دائماً على استعداد للاغتراف من حوض مصر المترع بالإبداع في جميع المجالات من السياسة والاقتصاد إلى العلوم والثقافة وقد كان لنا شرف الأخذ بلوائح مجالسكم منذ بداية تأسيس العمل البرلماني في اليمن في ستينات القرن الماضي واني لأتذكر منذ انتمائي للعمل البرلماني عام 1988م أن مجلس الشورى في اليمن آنذاك كان يعمل بلائحة مجلس الشعب المصري 1922 م وعدلنا عند إقرارنا اللائحة بعض المصطلحات والتسميات فقط لأنها كانت شاهده على عظمة التجربة ونضجها وقوه قواعدها البرلمانية والقانونية.
ويسعدنا في البرلمان اليمني أن نعترف ونفتخر أن أكثر من عشرين في المائة من أعضاء مجلسنا الحاصلين على شهادات عليا تلقوا دراساتهم في الجامعات والمعاهد المصرية وأن 70% تعلموا على أيدي مدرسين مصريين , والنسب تتفاوت في هياكل الدولة وفي ميادين العمل الوطني المختلفة .
إن دور مصر في اليمن باق في الوجدان ومغروس في النفوس والعقول ومرئي في صفحة التاريخ , ذلك الدور الهائل الذي لم يتوقف عند الانتصار للثورة اليمنية بالقتال والدم وإنما , فوق ذلك ومعه , بالبناء والعلم .
وهذه الثورة العظيمة بجناحيها في صنعاء وعدن 26 سبتمبر و14 اكتوبر تتعرض اليوم بعد قرابة ستة عقود لحرب ضارية من قبل جماعة خرجت من رحم الماضي البائد ومن بطون التاريخ البائس .
و بمنطق قوانين الطبيعة والحياة فإن البائد والبائس لا ينجب ولا يخلف ولكنه لقاح صناعي يحاول خلق مسخ مشوه يعيد الشعب اليمني إلى الكهوف المليئة بالوحوش والعقارب والعناكب .
إن إيران الملالي هي ذلك الوحش الشره والشرس , الذي يحاول أن يخلق من القديم البغيض المسخ الحوثي المشوه .
أيها السادة .
إن وقوف مصر الغالية والخالدة في صف كفاحنا وحربنا المقدسة ضد الكهنوت إنما هو في جوهره دفاع عن تضحياتها وتاريخها , كما هو أيضا عن مصيرنا المشترك المهدد من طغيان مأفون ومعبأ بالجهل يسعى إلى تركيع وتمزيق دول الجوار العربي المتآلفة في تحالف عريض لردع العدوان الإيراني .
وإننا إذ نقدر دعمكم والدول العربية الشقيقة لنضال شعبنا من أجل الحرية واستعادة الدولة فإننا بالمقدار نفسه نشد أزركم ونبارك عزيمتكم في التصدي للإرهاب الأسود الذي يواجهه شعبكم بإرادة ويقاومه جيشكم ببسالة . وإن الآمال ترتفع عندنا والثقة تتعزز كما في كل أرجاء الوطن العربي كلما تأكدت صلابة مصر وحنكة شعبها وجيشها في معركتها الرهيبة ضد الطاغوت المخيف .
إن المعركة ضد الإرهاب والتخلف تجمعنا . وتجمعنا , أيها الإخوة , روابط العروبة والمصير الواحد . ويجمعنا الأمل بحرية بلا ضفاف وكرامة بلا سدودٍ ولا حدود . تماماً مثلما جمعنا التاريخ والحضارة والنضال المشترك .

أيها السادة .
لا أريد أن يصرفني الهم العام الراهن عن صوت أسمعه يدوي من المستقبل وينبهنا إلى مطالب العمل من أجل النهوض ببلادنا وصياغة حياتنا القادمة . وليس من شك أنكم تدركون مثلما نحن ندرك أن المجلسين النيابيين في بلدينا يتحملان المسؤولية الكبرى في التشريع والتخطيط والرقابة وأن التفكير المشترك والتعاون وتبادل الأفكار والآراء ووضع الخبرة والعلم والمعرفة تحت تصرفنا جميعاً ضرورة لازمةٍ لأن ننتصر على مشكلاتنا ونحقق آمال شعوبنا . ولدي آملٌ كبير أننا في القريب المرئي سوف نجري مباحثات ونوقع اتفاقيات شتى خصوصاً بعد أن تمكنا في اليمن من تحرير برلماننا من القبضة الباغية والفاسدة .
الأخوة الأعزاء .
يتوجب عليا أن اشكر شعب مصر وقيادته الرائدة ورئيسها العروبي المثابر الجسور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته على التسهيلات وحسن الضيافة لليمنيين الذين أجبرتهم الحرب على أن يغادروا البلاد واستقروا في هذا البلد الكريم وأني وزملائي نتعشم مزيداً من التسهيلات والمميزات التي يستحقها إخوان لكم جار عليهم الزمن وقد كانت ممنوحة لهم تسهيلات نطمع ونطمح باستمرارها . نعم . ادخلوا مصر ان شاء الله امنين برعاية قيادتها الحكيمة وشعبها الطيب , وقد تقاطر اليمني إليها من بلدهم الجريح ومن كل بقاع المعمورة لأنها ملجئهم ومكانهم الأمن مطمئنين للعيش فيها ومساهمين في نشاطها الاقتصادي بما توفر لديهم من مال ,لاجئو لأطبائها وعلومها ومعارفها بكل أمان وثقة واعتزاز وطمأنينة لأنها مصر بعظمتها وثقافتها وأخلاقها وإنسانيتها وعروبتها الحاضنة لأشقائها العرب وهاهو اليمني والليبي والسوري والعراقي وكل عربي جار عليه الزمن أتى ارض الكنانة مصر بين إخوة كرام , وأننا لنقدر ذلك لمصر وندرك أن حقها السياسي والسيادي باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لكن مصر عودت العرب وكل وافد إليها أنها كنانة الله في الأرض أما بالنسبة لنا كيمنيين فلم نكن يوم من الأيام نتعامل ألا أننا جزء لا يتجزأ من نسيج مصر وقد خصتنا القوانين المصرية منذ زمن طويل بميزات مقدرة في قلوب كل رجل وأمراه في بلادنا وسيتوارثها الأجيال .
وانه ليتوجب عليا أيضا باسمي ونيابة عن البرلمان اليمني أن أتقدم بخالص العرفان والامتنان لمجلس النواب المصري ورئيسه الدكتور علي عبد العال على مواقفه الحاسمة والتي لا تقبل المساومة أو التردد في كل الفعاليات البرلمانية الدولية والتي كان لها القول الفصل في تثبيت دعائم وجود البرلمان اليمني في خارطة البرلمانات الدولية.
وفي هذه المناسبة أجد أنه من واجبي وزملائي أعضاء المجلس أن نسدي الشكر والعرفان لهذا الرجل الفذ الذي أبى إلا أن يحمل على كاهله هم اليمن ومسئولية صيانة مؤسسته الدستورية فكان هو المبادر والمؤثر وصاحب الكلمة الأخيرة في اجتماع البرلمان الدولي في مدينة بلجراد جمهورية صربيا .
وبموقفه الصلب ومنطقه الحكيم تبددت كل الموجات الضبابية التي حاول أعداء اليمن والديمقراطية النيل من إرادة البرلمان اليمني الذي ألتئم في سيئون و انتخاب هيئة رئاسته ليكمل عمل مؤسسات الدولة وهيئاتها لمواجهه المشروع الإيراني وإسقاط الانقلاب , فكان ذلك الموقف المؤيد والمساند لنا كبرلماناً شرعي يمثل الجهورية اليمنية منسوباً إلى هذا الرجل العربي المخلص لواجباته القومية الدكتور علي عبد العال لذلك جئتوا وزملائي لتقديم واجب الشكر والتحية والإجلال والإكبار .ومن تحت هذه القبة تحية إجلال لكل زملائنا البرلمانين العرب الذين وقفوا معنا مساندين ولزملائنا من برلمانات العالم التي وقفت مؤيده للشرعية اليمنية.
و تحية ومجداً لبلدينا ولشعوب أمتنا العربية المكافحة من أجل صيانة استقلالها وإعلاء رايات الحرية خفاقة عالية ... بهية وجلية.
تحية لقيادة بلدينا فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي و فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخبار

آخر الأخبار