شئون دولية

امريكا ونظرتها ودعمها لجهات الداخل الليبي

اليقين

يشهد الشارع الليبي مظاهرات سلمية خرج فيها الشعب إعتراضاً على تدهور الاوضاع المعيشية وفشل الحكومات المستمر في الوصول بالبلاد إلى إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة كما يتطلع لها الشعب الليبي.

فقد خرج الآلاف يوم الجمعة الماضية مُطالبين بإسقاط جميع الأجسام السياسية الحالية في البلاد بالإضافة إلى وقف التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الليبي.

ومع تطور الأحداث في ليبيا إنكشف للجميع أن الفساد ليس فقط الأجسام السياسية الحالية بل وبعض دول الغرب. فبالنظر إلى ما يحدث في ليبيا منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، نجد ان الغرب ساهم بصورة كبيرة في تأجيج الأوضاع في البلاد.

وقد كانت ليبيا على بعد خطوتين من إجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة، إلا أن الولايات المتحدة عبر مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني ويليامز، نجحت في إفتعال أزمة جديدة في البلاد ودفع الميليشيات للإشتباك في العاصمة طرابلس، ليتم بعدها الإعلان عن تأجيل الإنتخابات بسبب سوء الأوضاع الأمنية إلى أجل غير مُسمى.

فالولايات المتحدة هي من جاءت بالسلطة الحالية، عن طريق إختياره خلال ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف من قِبل ستيفاني ويليامز، وبوجوده على رأس الحكومة المؤقتة.

اليوم تسعى الولايات المتحدة عبر عملائها في الداخل الليبي للسيطرة على عائدات النفط إلى حين إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة، وستعمل بشتى الطرق لضمان وصول أحد أتباعها إلى كرسي الحكم في البلاد لضمان إستمرار تنفيذ المخطط الأمريكي في ليبيا.

المحلل السياسي أحمد الفيتوري يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دور هدام في ليبيا ومازالت مستمرة في ممارسة سياساتها القذرة بحق الشعب الليبي. وأضاف أنه في حال تم تحقيق مطالب الشعب الليبي وإقصاء كل من يخدم مصالح الغرب في الداخل الليبي من الأطراف السياسية الحالية، فمن الممكن إنقاذ ما تبقى من ثروات البلاد وبسط الامن والإستقرار بقوى ليبية-ليبية فقط دون أي تدخل خارجي. ولكن يجب الحذر من الاستعجال بالإنتخابات في ظل الظرف الحالي، لأن واشنطن تملك أدوات تأثير كبيرة وقوية، ويمكنها التلاعب بالانتخابات لإيصال شخصية جديدة موالية لها، وبالتالي فرض هيمنتها على البلاد من جديد.

شئون دولية