«الغارديان»: أغتيال «صالح» ينبئ أن الصراع قد يزداد حدة
متابعات اليقينجاء اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يوم الاثنين 4 ديسمبر 2017 ليزيل الشخصية السياسية الأبرز في اليمن خلال العقود الأربعة الماضية من المعادلة المُعقَّدة التي أدخلت البلد الأفقر عربياً في نزاعٍ فجَّر الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم.
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية، إن مقتله يُمثِّل تحوُّلاً جذرياً في حربٍ بلا هوادة امتدت لثلاث سنواتٍ. وينبِّئُ أن الصراع قد يزداد حدةً.
كان صالح طرفاً أساسياً في انزلاق اليمن إلى حربٍ أهليةٍ. فإقالته الجبرية من السلطة عام 2012 - والتي أرغمه عليها الربيع العربي بعد 33 عاماً من الحكم - أتت بنائبه المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي للرئاسة.
غير أن صالح عقد في عام 2014 تحالفاً غير هيِّنٍ وغير مُتوقَّعٍ مع أعدائه القدامى الحوثيين، لتسهيل استيلائهم على صنعاء، ثم في النهاية إجبار منصور هادي على الهروب إلى السعودية.
لقد كان تحالفاً مكتوباً عليه الفشل، غير أن أحداً لم يكن يتوقَّع أن الرجل الذي تحالف مع المُتمرِّدين الذين حاربهم في ست معارك بين 2004 و2011 سينتهي به المطاف مقتولاً بأيديهم.
وفيما كان التحالف سارياً، كان كلا الطرفين مستفيداً منه، فصالح استخدم جنود وسلاح الحوثيين، بينما وفَّر هو لهم حكومته وشبكاته الاستخباراتية.
لكن المعادلة تغيَّرَت الأسبوع الماضي، حين تحرَّك صالح لمدِّ نفوذه في صنعاء، وبدا أنه سيستبدل حلفاءه، ساعياً إلى فتح حوارٍ مع السعوديين وحلفائهم، ومن بينهم الإمارات. ويُقال إن القصف السعودي الأخير لصنعاء كان يستهدف معاقل الحوثيين في محاولةٍ لمساعدة صالح. لكن ذلك لم يكن كافياً للحيلولة دون اغتيال المُتمرِّدين له.
وربما بات الحوثيون أقوى دون صالح، على المدى القريب على الأقل. ويقول آدم بارون، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "هناك احتمالٌ أن يضعف نظام صالحٍ بشكلٍ جذري، إن لم يُهمَّش في الفترة القادمة، وهذا يمنح الحوثيين اليد العليا في شمالي اليمن".
ويقول بارون إن الحوثيين دعوا لإقامة الاحتفالات في الميادين العامة الثلاثاء 5 ديسمبر في أعقاب اغتيال صالح، مما لا يدع مجالاً للشك في أن المُتمرِّدين "عازمون على توطيد وضعهم" بدلاً من المصالحة.