اليقين
شئون دولية العالم

تيلرسون يطالب بالصبر على رحيل الأسد

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون

 قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأربعاء 17 يناير 2018 إن جيش بلاده سيظل منخرطا في سورية ، داعيا في الوقت نفسه إلى "الصبر" حتى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد تيلرسون خلال كلمة ألقاها بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا على أنه لا يجب أن يكون الأسد جزءا من الطريق المستقبلي في سورية، ودعا إلى إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

وقال تيلرسون: "نظام الأسد فاسد، وأساليبه في الحكم والتنمية الاقتصادية تستثني بشكل متزايد جماعات إثنية ودينية معينة". وأضاف: "مثل هذا القمع لا يمكن أن يستمر للأبد".

ونفى تيلرسون أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا قائلا إن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة.

وعبرت تركيا عن غضبها وحذرت من توغل وشيك في منطقة عفرين السورية بعد أن قالت واشنطن إنها ستساعد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية في إنشاء قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد.

وقالت أنقرة يوم الأربعاء إنها لن تتردد في القيام بتحرك في عفرين ومناطق أخرى على الجانب السوري من الحدود إذا لم تسحب الولايات المتحدة دعمها للقوة.

وقد ثار غضب أنقرة بسبب الخطة فهي تعتبر أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي قاد تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984. ويصنف الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.

وعقب اجتماع للحكومة قال نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بكر بوزداج للصحفيين إن القوة المزمع إنشاؤها بدعم من الولايات المتحدة تمثل تهديدا لأمن تركيا القومي وسلامة أراضيها وأمان مواطنيها.

وأضاف "أكدنا أن هذه الخطوة خطأ كبير... نفد صبرنا. يجب ألا يتوقع أحد من تركيا أن تتحلى بمزيد من الصبر".

وقال تيلرسون للصحفيين إنه اجتمع مع وزير الخارجية التركي في فانكوفر الثلاثاء لتوضيح الأمر.

وأضاف على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن عائدا من كندا حيث استضاف اجتماعا عن كوريا الشمالية "هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق. نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق".

ومضى قائلا "أعتقد أن من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع. ليس هذا هو ما نفعله".

وتابع أن نية بلاده هي تدريب العناصر المحلية في المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا.

ومضى قائلًا: "نرى أن هناك هجمات لتنظيم داعش في شمال غربي سوريا وعلى طول حوض الفرات. ولذلك فالغاية هي تقديم المزيد من التدريب ومحاولة إغلاق سبل الفرار أمام داعش".

وشدد وزير الخارجية الأميركي على تفهم بلاده رد فعل تركيا إزاء ما ذُكر عن إنشاء قوة حدودية في سوريا.

والأحد الماضي، قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، العقيد ريان ديلون، إن واشنطن بصدد تشكيل "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا، قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يستخدمها تنظيم "ب ي د/بي كا كا" واجهة لأنشطته الإرهابية.

والأربعاء، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن "القوة الأمنية الحدودية" المخطط تشكيلها في سوريا تحت قيادة تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، ليست "جيشًا جديدًا"، أو "قوة حرس حدود تقليدية".

وخلال الأيام الماضية، حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من عملية عسكرية تركية وشيكة تستهدف مدينة عفرين، في ريف محافظة حلب الشمالي بسوريا، حيث يشكل الإرهابيون في هذه المدينة تهديدا لأمن تركيا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان صدر قبل تصريحات تيلرسون إنها تدرب مقاتلين سوريين "يركزون على الداخل" بهدف منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وضمان تمكن السوريين الذين نزحوا بسبب الحرب من العودة إلى مناطقهم.

وأضافت "هذا ليس جيشا جديدا أو قوة حرس حدود نظامية" مشيرة إلى أنها ستتعامل "بشفافية تامة" مع تركيا بشأن خططها.

ومضت قائلة "نحن على علم تام بمخاوف تركيا الأمنية شريكتنا في التحالف وحليفتنا في حلف شمال الأطلسي. مخاوف تركيا الأمنية مشروعة".

وترابط قوات تركية في سوريا منذ ثلاثة شهور بعد دخول شمال محافظة إدلب عقب اتفاق مع روسيا وإيران لمحاولة خفض حدة القتال بين القوات الموالية للحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

وتقع مواقع المراقبة التي يقول الجيش التركي إنه أنشأها بالقرب من الخط الفاصل بين الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة وعفرين التي يسيطر عليها الأكراد.

وقال مجلس الأمن القومي التركي يوم الأربعاء إن أنقرة لن تسمح بتشكيل "جيش إرهابي" على حدودها.

ويوم الإثنين ومع اقتراب العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا من نقطة الانهيار هدد إردوغان "بخنق" القوة التي تنوي واشنطن تشكيلها في سوريا "حتى قبل أن تولد".

وقال بوزداج "في حالة عدم تنفيذ مطالب تركيا فإننا سنتخذ خطوات محددة في عفرين ومناطق أخرى لحماية مصالحنا. سنتخذ هذه الخطوات دون أن نضع في الاعتبار ما يمكن أن يقوله أي أحد". وأضاف "متى سيحدث ذلك؟ فجأة".

وقال بوزداج إن مجلس الوزراء وافق على مد حالة الطوارئ التي فرضت بعد محاولة انقلاب فاشلة عام 2016 اعتبارا من 18 يناير كانون الثاني في خطوة يرجح أن تطيل أمد حملة بدأت بعد إحباط الانقلاب وشهدت القبض على أكثر من 50 ألف شخص وفصل 150 ألفا آخرين من وظائفهم أو وقفهم عن العمل.

شئون دولية