من هو جمشيد بن عبد الله آل سعيد؟


آخر السلاطين العرب في أفريقيا، اكتنف حياته الغموض منذ أكثر من خمسين عاما، قضاها في المنفى وتحديدا في بريطانيا، ليعود أخيرا إلى موطن أجداده سلطنة عمان وهو في الحادي والتسعين من عمره. السلطان جمشيد بن عبد الله آل سعيد.. من هو..؟؟ في منتصف القرن العشرين وتحديدا في يوليو عام 1963 أصبح جمشيد بن عبد الله سلطانا لزنجبار بعد وفاة والده عبد الله بن خليفة. زنجبار أرخبيل وهو من الجزر المعروفة بشواطئها الخلابة في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، سماه العرب بر الزنج وكان مركزا لتجارة التوابل والعبيد، وسمي أيضا جزيرة القرنفل، إذ يوجد فيه الملايين من أشجار القرنقل التي زرعها العرب في الأساس. ظل أرخبيل زنجبار تحت حكم العمانيين على مدى قرون بعد حملة بحرية ناجحة للأسطول العماني تمكن فيها من هزيمة البرتغاليين، وقضى على مستوطناتهم في الأرخبيل. في أواخر القرن التاسع عشر أصبح الأرخبيل محمية بريطانية رغم استمرار الحكم العماني لزنجبار. في ديسمبر عام 1963 منح الاستعمار البريطاني الاستقلال لزنجبار، وبعد أقل من شهر أطاحت الأغلبية الأفريقية بحكم السلطان جمشيد في ثورة يسارية دموية ارتكبت فيها مجازر جماعية، وانتهاكات فظيعة بحق العرب العمانيين. السلطان جمشيد غادر زنجبار على متن يخت ملكي بعد استيلاء المتمردين على قصره، وبعد رفض السماح له بالاستقرار في عمان، سافر إلى بريطانيا مع حاشية مكونة من 61 من الأقارب والأصدقاء والمعاونين. وبعد ذلك بأسبوعين، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الوضع المالي للسلطان اضطره للانتقال من فندقه الفاخر القريب من قصر باكنغهام إلى فندق متواضع في منطقة بايزووتر. وذكرت الصحيفة أنه في مايو عام 1964 دفعت الحكومة البريطانية مبلغ مئة ألف جنيه إسترليني للسلطان السابق، وقد سمح له ذلك المبلغ بالاستقرار في منزل شبه منفصل في شارع هادئ في مقاطعة هامبشاير جنوبي إنجلترا. في عام 2000 أصدر رئيس زنجبار السابق سالمين عمور عفوا عن السلطان جمشيد، وقال عمور حينئذ إن جمشيد حر في العودة إلى زنجبار، ولكن ليس كسلطان وإنما كمواطن، لكن جمشيد رفض العودة