اليقين
شئون دولية العالم

بنغلادش تتهم بورما بزرع ألغام قرب حدودها منعا لعودة الروهينغا

الروهينغا - بورما
الروهينغا - بورما

قال مصدران بحكومة بنغلادش الاربعاء إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية في قطاع من حدودها مع بنغلادش وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.

وقال المصدران اللذان إن بنغلادش ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود.

وبعد أن نفذ مسلحو الروهينغا هجوما على قوات الأمن في ميانمار يوم 25 أغسطس قام الجيش بحملة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وفرار قرابة 125 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة مما أدى إلى حدوث أزمة إنسانية كبيرة.

وقال أحد المصدرين "إنهم يضعون الألغام الأرضية في أراضيهم على امتداد سياج الأسلاك الشائكة" بين سلسلة من الأعمدة الحدودية. وقال المصدران إن بنغلادش علمت بأمر الألغام في الأساس من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة.

وقال أحد المصدرين "رأت قواتنا أيضا ثلاث أو أربع مجموعات تعمل بالقرب من سياج الأسلاك الشائكة وتضع شيئا في الأرض.. تأكدنا بعد ذلك من خلال مراقبينا بأنهم كانوا يضعون ألغاما أرضية".

ولم يوضح المصدران ما إذا كانت المجموعات ترتدي زيا رسميا لكنهما أضافا أنهما واثقان بأنهم ليسوا من مسلحي الروهينغا.

وقال منذر الحسن خان الضابط بقوات حرس الحدود في بنغلادش في وقت سابق إنه تم سماع انفجارين الثلاثاء على الجانب الخاص بميانمار بعد أن أثار انفجاران الاثنين تكهنات بأن قوات ميانمار زرعت ألغاما أرضية.

وقال خان إن صبيا فقد ساقه اليسرى الثلاثاء قرب معبر حدودي ثم نقل إلى بنغلادش للعلاج في حين تعرض صبي آخر لإصابات طفيفة مضيفا أن الانفجار ربما ناجم عن لغم.

وقال لاجئان إنهما شاهدا أعضاء من جيش ميانمار حول الموقع في الفترة التي سبقت مباشرة الانفجارين اللذين وقعا في حوالي الساعة 2:25 مساء.

وقال زاو تاي المتحدث باسم زعيمة ميانمار أونج سان سو كي الاثنين إن الوضع يحتاج إلى توضيح بشأن "مكان الانفجار ومن يمكنه الوصول إلى تلك المنطقة ومن زرع هذه الألغام الأرضية" متسائلا "من يمكنه التأكيد أن هذه الألغام الأرضية لم يزرعها الإرهابيون".

وقال مصدر عسكري في ميانمار إن الألغام الأرضية زرعت على طول الحدود في التسعينيات من القرن الماضي لمنع التسلل مشيرا إلى أن الجيش سعى منذ ذلك الحين لإزالتها لكن لم يزرع أي ألغام في الآونة الأخيرة.

وقال أحد المصدرين "إنهم لا يقومون بأي نشاط على أراضي بنغلادش لكننا لم نشهد زرعا للألغام على الحدود من قبل".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء السلطات في بورما إلى وضع حد للعنف في ولاية راخين واتخاذ اجراءات لمنح الروهينغا المسلمين "حياة طبيعية".

وقال غوتيريش للصحافيين إن "المظالم والمحن المتواصلة للروهينغا" أصبحت "عاملا لا يمكن إنكاره في عدم الاستقرار الإقليمي".

وتحولت ولاية راخين الفقيرة في بورما والتي تقع عند الحدود مع بنغلادش إلى بؤرة للاضطرابات الدينية بين مسلمين وبوذيين على مدى سنوات، لكن دوامة العنف الأخيرة هي الأسوأ منذ 2012، عندما قتل عدد كبير من الروهينغا وأجبر عشرات الآلاف على النزوح.

وامتنع غوتيريش عن انتقاد الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام حين سئل عن سبب عدم انتقادها لما يحصل، قائلا إن الوضع معقد.

وتقود تشي السلطة التي تقف وراء الحكومة بعد تحقيقها انتصارا كبيرا في انتخابات عام 2015، وتعتبر زعيمة الأمر الواقع في البلاد.

وقال غوتيريش "نحن نريد بورما ديمقراطية لكننا أيضا نريد بورما تحترم فيها حقوق الروهينغا بشكل كامل". وأضاف "أعتقد أننا نواجه خطر التطهير العرقي، وآمل ألا نصل إلى ذلك".

واعتبر غوتيريش أن حصول المسلمين في راخين على وضع قانوني سيساهم في حل الأزمة، وقال "سيكون منح مسلمي ولاية راخين سواء جنسية أو على الأقل وضعا قانونيا أمرا حاسما يتيح لهم حياة طبيعية، بما في ذلك حرية الحركة وسوق العمل والتعليم والخدمات الصحية".

شئون دولية