أقدم نافذون حوثيون، الجمعة 1 مارس / آذار 2019م، على هدم أحد المنازل الطينية في حارة بستان السلطان بصنعاء القديمة بالجرافة لتشييد بناء مسلح بدلاً عنه، في انتهاك خطير للمدينة التاريخية المصنفة ضمن مدن التراث العالمي.

وكشف مصدر بالسلطة المحلية في مديرية صنعاء القديمة لـ"نيوزيمن"، أن قيادياً في ميليشيا الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) استقدم جرافة وهدم المنزل تحت غطاء وحماية الميليشيا وبتواطؤ من حمود عباد، مضيفاً أن الهيئة العامة للمحافظة علی المدن التاريخية لم تحرك ساكناً لإيقاف هذه الجريمة بحق تاريخ اليمن.

وأبان أن القيادي الحوثي يعتزم بناء عمارة مسلحة في موقع المنزل الطيني الذي تم هدمه، وهو ما يعد جريمة بحق التاريخ وانتهاكاً لحق الحماية الدولية لهذه المدينة من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونيسكو) وحذر المصدر من أن هناك توجهات لدى قيادات حوثية أخری لهدم منازل تاريخية مبنية من الطين أو الياجور، خلال الفترة القادمة، وإقامة مبانٍ خرسانية علی أنقاضها، في إطار جشعهم ونهمهم نحو التوسع في الاستثمارات العقارية التي استنفدت كافة المساحات والأراضي التي كانت متاحة داخل العاصمة صنعاء بعد نهبهم لموارد الدولة والإيرادات العامة طوال الأربع السنوات الماضية.

وناشد المصدر، في سياق حديثه لـ"نيوزيمن"، كافة الناشطين ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية، بسرعة التحرك لكشف هذه الجرائم والمخططات الحوثية الدنيئة لطمس معالم صنعاء التاريخية قبل أن يتم شطب صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي.

وتعد صنعاء القديمة من أبرز مدن اليمن التاريخية ويرجع تاريخ بنائها إلى القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل.

وكانت عاصمة مؤقتة لمملكة سبأ في القرن الأول للميلاد بعد استعادة أسر من قبيلة همدان للعرش السبئي من الحميريين.

وجاء ذكرها في نصوص المسند بصيغة "صنعو" وهي مشتقة من "مصنعة" وتعني حصناً في العربية الجنوبية القديمة، وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 106 مساجد و21 حماماً و6500 منزل تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر.

وأفادت منظمة اليونيسكو أن مباني تاريخية مهمة في مدينة صنعاء القديمة، مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي، تعرضت لأضرار جسيمة في 11 مايو 2015، وكذلك في 11 يونيو أفادت اليونسكو بأن غارات ضد الحوثيين أصابت حي القاسمي في صنعاء القديمة الذي يحتوي على عشرات المنازل التي شيدت قبل القرن الحادي عشر.

وفي 2 يوليو 2015 أضافت اليونسكو مدينة صنعاء القديمة وشبام على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.

وكانت اليونيسكو أدرجت مدينة صنعاء القديمة ومدينة شبام القديمة وسورها على قائمة التراث العالمي.

كما أُدرجت حاضرة زبيد التاريخية على قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر في العام 2000م، بسبب التهديدات التي تواجهها.

ومواقع التراث العالمي هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الإنساني العالمي الذي تديره اليونسكو.

وقد أقر المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشرة بباريس في 16 نوفمبر 1972 الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي.

وتسعى هذه الاتفاقية إلى المحافظة للأجيال القادمة على الشهادات الطبيعية والثقافية التي لها قيمة عالمية واستثنائية.

المصدر : نيوز يمن