إنسانيات

في اليوم العالمي للمرأة...نساء حاربن حقوق المرأة بشراسة

اليقين

اليقين .... نسويات
اليوم العالمي للمرأة أو اليوم الدولى للمرأة هو احتفال عالمى يتزامن مع يوم 8 مارس من كل عام، وذلك تقديرًا للدور المجتمعى والسياسى والتربوى للمرأة، حيث خاضت نساء العالم العديد من المعارك الشرسة من أجل زيادة حقوقهن على مر العصور، فخلال القرن الماضى، شهد العالم ظهور العديد من الحركات المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل وقد نشطت أغلبها فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

ويعتبر حق الاقتراع للمرأة أبرز ما طالبت به تلك المنظمات أو الحركات، حيث أكد كثيرون حينها أهمية هذا الأمر لإشراك المرأة فى اتخاذ القرارات بالبلاد، لكن الغريب أنه فى نفس الفترة ظهرت فى المقابل حركات أخرى عارضت بشدّة منح حق الانتخاب للمرأة.

وقد عرفت بريطانيا أهم تلك الحركات إذ شهدت ظهور منظمة نسائية عرفت بالرابطة الوطنية النسائية المناهضة للاقتراع، وقد ضمت هذه المنظمة فى صفوفها عددًا مهمًا من النساء المرموقات فى البلاد.


ولعل أبرز الأسماء التى عارضت حصول المرأة على حق الاقتراع، عالمة الآثار والمستكشفة والباحثة جيرترود بيل، المولودة عام 1868، التى تصنف كواحدة من أهم النساء البريطانيات خلال القرن الماضى، حيث حققت الباحثة جيرترود بيل، إنجازًا فريدًا من نوعه، إذ أنهت دراستها فى مجال التاريخ المعاصر، وتخرجت من جامعة أوكسفورد بعلامات متميزة أثناء فترة واجهت خلالها النساء البريطانيات مصاعب كثيرة لدخول الجامعة ومواصلة تعليمهن.

إضافة لذلك، كان للباحثة جيرترود بيل، تأثير مهم فى بلاد فارس وبلاد الرافدين والجزيرة العربية، حيث سافرت وتنقلت بين مختلف تلك المناطق متحدّثة عنها وعن تضاريسها، كما شغلت منصب مستشارة المندوب السامى البريطانى بيرسى كوكس، وتحدّثت عن إبادة الأرمن، ولعبت دورًا مهمًا فى تنصيب الملك فيصل الأول بالعراق سنة 1921، كما كان لها الدور الأهم فى إنشاء المتحف الوطنى العراقى.
وعلى الرغم من تلك المسيرة الحافلة والمشرفة لنساء بلادها فى تلك الحقبة، إلا أن جيرترود بيل، عارضت حصول النساء البريطانيات على حق الاقتراع، لاسيما أنها شغلت منصب السكرتيرة بالرابطة الوطنية النسائية المناهضة للاقتراع.

وبحسب بعض المؤرخين المعاصرين جاء موقف جيرترود بيل، المناهض للاقتراع بسبب مكانتها السياسية بالبلاد ورأيها حول المرأة البريطانية التى افتقرت للتعليم، وهو الأمر الذى جعلها تؤمن بضرورة عدم تدخل العنصر النسائى فى الحياة السياسية.


حق التصويت
لم تكن هذه هى الحالة الوحيدة، حيث تعد الروائية البريطانية مارى أوجوستا وارد، المولودة سنة 1851، واحدة من أهم الشخصيات المعارضة لمنح حق الانتخاب للنساء فى بريطانيا، حيث تصنّف الأخيرة كأهم مؤسسى الرابطة الوطنية النسائية المناهضة للاقتراع. وقد عبّرت الروائية عن آراء العديد من النساء البريطانيات حينها اللاتى أكدن على جهل العنصر النسائى بأمور السياسة والدبلوماسية العالمية، معتبرين أن مهام المرأة تقتصر فقط على الأعمال المنزلية.

فضلًا عن ذلك، ينقل عن مارى أوجوستا وارد أنها بكت بحرقة عقب تمرير البرلمان البريطانى لقانون يسمح للمرأة بالتصويت سنة 1918، وذلك حسب ما نشرته "العربية"، ويذكر أن الرابطة الوطنية النسائية المناهضة للاقتراع ظهرت فى حدود سنة 1908 واعتمدت على أساليب دعائية عديدة كالصور الكاريكاتيرية لنقد دخول المرأة البريطانية للحياة السياسية.
المرأة بالسياسة
أما فى الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يختلف الوضع كثيرًا، فبالتزامن مع ارتفاع الأصوات المطالبة بمنح حق الاقتراع للمرأة، ظهرت العديد من النساء المحافظات ذوات المكانة المرموقة ليطالبن بعدم السماح للمرأة دخول الحياة السياسية.

وقد كان من ضمنهن الكاتبة والمؤرخة مولى إليوت سيويل، المولودة سنة 1860، وأليس هاى ابنة وزير الخارجية الأمريكى جون هاى، والكاتبة والشاعرة هيلين كندريك جونسون، والمناضلة النسائية المطالبة بضرورة تعليم الإناث كاثرين بيشر، اللواتى أكدن على جهل العنصر النسائى بالسياسة، وتأثير ذلك سلبًا على البلاد فى حال السماح لهن بدخول الحياة السياسية والتصويت.

كما رفضت الناشطة اللاسلطوية إيما جولدمان - التى قضت فترة مهمة من حياتها فى شمال أمريكا - فكرة منح حق التصويت للمرأة وانتقدته فى كتابها Woman Suffrage ، الذى أكدت من خلاله إمكانية شراء أصوات النساء وسهولة التأثير على النساء اللاتى يدخلن الحياة السياسية.
المصدر : اليوم السابع

إنسانيات