اليقين
إنسانيات

الحاج علي العليلي التهامي الذي دمرت مليشيا الحوثي بيته ومزرعته فحولهما لمخيم نازحين

اليقين

نزح إلى الخوخة عن بيته وأرضه ومزرعته لوقوعها في خط التماس بين قوات الشرعية (المقاومة) والمليشيات الحوثية، مع تقدم قوات تحرير الساحل الغربي.. وعندما عاد كان البيت قد احترق والمزرعة والمحصول وماشية نفقت (ثور). فأقامها مخيماً لاستقبال النازحين.

هزم الخسائر كلها بشجاعة وفروسية والتفت إلى نازحين قادمين من حيس ومحيطها فحول أرضه إلى مخيم وسعى في خيام وحاجيات لتسكين وإيواء عشرات الأسر الفارة بحياتها وأطفالها يهيمون بلا مأوى وبلا زاد وبلا أمان.

الحاج علي العليلي، التقاه نيوزيمن وسجلت معه قناة نيوزيمن يوتيوب، وعنه وبلسانه وثقنا قصة رجل جبل وتهامي من زمن الكبار الذين يحولون المصائب والنكبات إلى مناسبات للنهوض والتقدم والتغلب على الخسائر والتصرف كما لو كانت مكاسب.. بإنسانية فذة وأخلاق الفلاح والمزارع التهامي حليف الأرض والكرم.

أمطرته المليشيات بالكاتيوشا وحوصر في بيته أياماً ثم نزح إلى الخوخة ثلاثة أشهر، وعندما عاد بعد اندحار الحوثيين لم تكن ببيته ولا محصولاته ولا ماشيته هنا.. خسارة كبيرة بحق.. وخلال ذلك تصل أسر تهامية بسيطة نازحون عن حيس والدنين وظمي وغيرها مع وصول الاشتباكات إلى هناك ولجأت إلى الخوخة فاستقبلها في أرضه مضحياً بما تبقى من مزروعاته، وحول المكان إلى مخيم وسعى لهم بالخيام لدى الهلال الإماراتي وإغاثات وإعاشة من يوم لآخر فاستقر النازحون، وأمن الصغار، واطمأنت أسر واستقرت في جوار وحمى العم علي أو الحاج علي الذي أعاد إصلاح وتشغيل مشروع مياه خاص ليوصلها للمخيم.

هذه هي تهامة الغنية الكريمة المعطاءة والإنسانية بلا حدود. يسطر ويدون التهاميون بطولات حقيقية ببساطة وتلقائية.. لا يهتمون بالصيت ولا يبحثون عن سمعة أو جزاء من أحد. يداوون أرضهم وقومهم وأهلهم ويعينون البسطاء والنازحين والمتضررين المهجرين لتجاوز المحنة والشدة.. محنة وبلاء الجائحة الحوثية اللعينة التي اقتحمت وأفسدت على الناس حياتهم ومعاشهم وأمنهم وبلادهم.

إنسانيات