التقارير

يوم الشهيد ... مازالت البطولات مستمرة

اليقين

ربما لا يعلم الكثير ان النهضة التي تعيشها دولة الامارات العربية في العديد من المجالات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية قد سبقها بطولات لابنائها الذين ارتوت بدمائهم أرض الإمارات حفاظ علي كرامة وطنهم وحتي يستمر علم دولتهم خفاقا بين الامم 
فجاء "يوم الشهيد" ليكون تخليداً لكل من بذل روحه دفاعاً عن بلده، وهو اليوم الذي تحتفل به دولة الامارات العربية المتحدة في 30 نوفمبر من كل عام، وفقا للمرسوم الرسمي الذي  أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة عام 2015،  ويعد هذا اليوم عطلة رسمية لكافة الدوائر الحكومية والخاصة، تقوم الدولة خلاله بتنظيم مراسم وفعاليات متنوعة تستذكر فيها تضحيات شهداء الدولة الأبطال.

الشهيد الأول .. العلم اغلي من الدم
"سالم بن سهيل خميس بن زعيل" أول جندي إماراتي بادر بتسجيل اسمه وروحه في سجل الشهداء، فكان مؤتمناً على الأمن والنظام في جزيرة طنب الكبرى، الواقعة تحت الاحتلال الإيراني، وذلك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1971، قبل إعلان قيام دولة الإمارات بيومين فقط، وقد أصر على عدم إنزال علم بلاده من فوق جزيرة طنب الكبرى التابعة لإمارة رأس الخيمة، رافضاً الاستسلام لهجوم شنه الجيش الإيراني، الذي استخدم صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ما أدى إلى استشهاده على ثرى بلاده.

واحة الكرامة
على مساحة 46 ألف متر مربع، دشنت الإمارات نصب لشهدائها، أطلق عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اسم "واحة الكرامة"، ليكون كذلك تعبيراً حياً للفخر والشرف، وتستضاف عليه الفعاليات الوطنية، ما كان سبباً لمساحته الكبيرة التي تسع نحو 1200 شخص.
اللافت للانتباه، ألواح الألومنيوم الضخمة التي يتشكل منها "نصب الشهيد"، حيث تستند كل واحدةٍ منها على الأخرى تعبيراً عن الوحدة والتكاتف بين القيادة والشعب الذي يتدفق منه جنودٌ بواسل.
وتتزين ألواح الألومنيوم بنقش قسم الولاء الذي يهتف به حماة الوطن من جنود الجيش الإماراتي.
وتشتمل "واحة الكرامة" على "جناح الشرف"، الذي هو رواق مغلق يحتضن جدارية أسماء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن. ويغطي الجناح ثمانية ألواح ترمز إلى الإمارات السبع، في حين يمثل اللوح الثامن شهداء الإمارات.

جنود الامارات جنود الوطن العربي
تضحيات ابناء الامارات مستمرة، بل يتجدد الولاء دائماً في كل نداء لحماية الوطن ، فالإمارات بقيادتها وأبنائها لم يتوانوا يوماً عن المشاركة في مساعدة من يستنجدها. إذ تشارك القوات المسلحة الإماراتية في مساعدة كثير من الدول العربية ضد الإرهاب والظلم والميليشيات المسلحة، فرأيناها تدحر التمدد الإيراني في مملكة البحرين، ورأيناها تنتشل اليمن السعيد من مستنقعات ظلم وطغيان ميليشيات الحوثي.
وقدمت الإمارات العربية المتحدة قوافل من الشهداء في حربها ضد أعداء السلام والأمن والأمان، فبمشاركتها في "درع الجزيرة" و"عاصفة الحزم" سطرت أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة، ونجحت الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول أخرى بنسج أروع الملاحم البطولية في فزعة الأشقاء في اليمن، وحققت انتصارات عديدة لدحر ميليشيات الحوثي الإيرانية، ورد الحق إلى أصحابه واستعادة المحافظات اليمنية.
على مدى السنوات الماضية ضحي عدداً من أبنائها بأرواحهم نصرة للحق، حيث شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب لبنان في الفترة بين 1976 و1977، كذلك شاركت في حرب تحرير الكويت عام 1991، وضمن قوات حفظ السلام "إعادة الأمل" في الصومال عام 1992، وصولاً إلى مشاركتها ضمن قوات التحالف العربي في اليمن لمساندة الشرعية.
وفور الإعلان عن التحالف العربي، أعلنت الإمارات مشاركتها بـ30 مقاتلة، كثاني أكبر قوة جوية في التحالف بعد السعودية، وقد تجلت تضحيات الإمارات في الأرواح منذ اللحظات الأولى لانطلاق التحالف، حيث استشهد 3 عسكريين في انفجار لغم بأربع عربات عسكرية إماراتية في أثناء مرورها بين منطقتي أبين وجنوبي اليمن، كما أعلنت الإمارات في 16 يوليو/تموز 2015، استشهاد ضابط برتبة ملازم أول، خلال مشاركته في العملية، في حين لقي ضابط صف آخر حتفه، في 23 يونيو/حزيران 2015، في أثناء حادث تدريب بالسعودية، للقوات الإماراتية المشاركة في العملية.


محمد بن راشد ومحمد بن زايد.. كلمات من القلب
وأوْلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، اهتماماً كبيراً بالاحتفاء بهذه المناسبة سنوياً، ولا يتوانى سموه عن الحضور ورعاية كل الفعاليات التي تحتفي بيوم الشهيد، مؤكداً سموه أن هناك روابط وثيقة بين الشهداء والاتحاد جوهرها الشجاعة والتضحية والعطاء بكل مستوياته.
ويبنى سموه دائماً الآمال على هذا الشعب المعطاء، والذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل الحق والوطن، وقال سموه إنه "حين يقف شعبنا اليوم دقيقة صمت تكريماً للشهداء، فإنني أسمع صدى الصمت نداءً يردده أبناء وبنات الإمارات بصوت الشهداء.. نحن جاهزون لتقديم أرواحنا فداء لحرية وطننا وأمنه واستقراره، ونحن مستعدون لتحمل أية تكاليف، ومواجهة أية أخطار لصون سيادة واستقلال وطننا والحفاظ على كرامته وازدهاره".
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات قيادة وشعباً لن تنسى أسر الشهداء وعائلاتهم، بل تقوم على رعايتهم ومتابعة شؤونهم واحتياجاتهم، وتابع سموه "وعزاؤنا في التفاف أهل الإمارات حول أسر الشهداء، وفي رعاية الدولة لهم، وجهود مكتب أسر الشهداء في متابعة شؤونهم واحتياجاتهم".

يوم الشهيد

التقارير

آخر الأخبار