التقارير

تعرف على أدوار شيوخ القبائل خلال انتفاضة 2 ديسبمر وكيف ساهموا في انتصار الحوثيين

اليقين

 

.. اليمن... اليقين   (..تقرير) خلود الحلالي

 

الكثير من خفايا انتفاضة 2 ديسمبر 2017 الدامية التي انتهت بارتكاب الحوثيين جريمة تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، وأمين عام الحزب عارف الزوكا، لا تزال غامضة، وفي تقريرٍ سابق سلطنا الضوء على جانب من تلك الأحداث ، وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على دور القبائل ومشائخها فيما حدث. يمكن القول أن للمشائخ والوجهاء دورا محوريا في الأحداث التي شهدتها اليمن، منذ منتصف العام 2014، وحتى اليوم، فالحوثيون عملوا منذ وقت مبكر على استقطات مشائخ القبائل ووجهاءها، واستخدموا الترغيب والترهيب، فنجحوا في استقطاب البعض بالإغراءات، وحيدوا الآخرين بالتهديدات. وخلال المعارك التي خاضها الحوثي ابتداءً من صعدة، ومروراً بعمران، وصولا إلى العاصمة صنعاء، اعتمد على المشائخ بشكل أساسي، ومن خلالهم استقطب آلاف المقاتلين، كما ضمن عبرهم تحرك قواته بدون مقاومة خصوصا في المناطق الواقعة شمال العاصمة صنعاء، وتحديدا في عمران. وبعد أن وصل الحوثي إلى صنعاء، اعتمد على سياسة تفريخ المشائخ وسحب البساط من تحت كبار شيوخ القبائل المعروفين، كما حدث في صنعاء وعمران ومختلف المحافظات التي سيطر عليها عقب الانقلاب، لصالح مشائخ ووجهاء وأعيان قام بتنصيبهم شيوخا ليحلوا محل السابقين، ومنحهم قوة وصلاحيات كبيرة. وزاد اعتماد الحوثيين على المشائخ قبيل سقوط صنعاء بأيديهم في 21 سبتمبر 2014، وهذا كان واضحا من خلال المخيمات الأربعة التي استحدثوها في مداخل العاصمة، وبحسب استطلاع تم عمله حينها، تبين أن ثلاثة من المخيمات كانت نسبة المشائخ المؤتمريين فيها 80 بالمائة، بينما المخيم الرابع كان نسبتهم فقط فيه 35 بالمئة. كما أنهم عملوا من وقت مبكر على كسب المشائخ، ومن يرفض كانوا يحاربونه ويضيقون عليه، ويهمشوه تدريجيا، إلى حد اختيار مشائخ بدلاء لمن يرفض التعاون مع الجماعة، حتى صارت قبائل الطوق تقريبا بيد الجماعة. تحرك محدود يروي أحد الضباط الذين كانوا على اطلاع على كواليس انتفاضة ديسمبر، أنه فور إطلاق الرئيس السابق شرارة الانتفاضة، سارع العديد من المشائخ والوجهاء إلى التواصل بغية المشاركة فيها، إلا أنها كانت تحركات فردية ارتجالية غير منسقة، انتهت سريعا. ومن تلك المساهمات، ما قام به الشيخ ناجي جمعان، شيخ مشائخ بني الحارث، الذي خاض مواجهات شرسة هو وأبناءه وأفراد قبيلته عند المدخل الشمالي للعاصمة، لكن الحوثيين نجحوا في احتواء دوره وقاموا بقتل اثنين من أبناءه واحتلال منزله. وفي الجبهة الجنوبية للعاصمة صنعاء، قام الشيخ محمد لطف أحد مشائخ سنحان، بالتحرك برفقة العديد من أبناء قبيلته، ونجحوا في السيطرة على نقطة قحازة بعد ضبر خيرة، لكن كما ذكرنا كانت كلها تحركات فردية غير منسقة. كما أن هناك مشائخ في حزب المؤتمر قرروا مواجهة الحوثي من محافظات أخرى غير صنعاء، بعضهم قبل انتفاضة ديسمبر، كالشيخ عبدالوهاب معوضة، عضو مجلس النواب، وأحد مشائخ عتمة، ومنهم من تحرك استجابةً لدعوة "ًصالح"، كالشيخ فهد دهشوش، أحد مشائخ محافظة حجة، إلى جانب عدد آخر من المشائخ الذين تحركوا، في حين ظل عدد كبير من مشائخ المؤتمر على الحياد، بينما قرر البعض الالتحاق بركب الخيانة، وكان له دور في الحشد والمشاركة في القتال إلى جانب الحوثيين. قبائل وفيه كما لا بد من الإشارة إلى أدوار أبناء القبائل الذين شاركوا في الانتفاضة، كما هو حال قرية دار سلم وأرتل، الذين خاضوا معارك شرسة ضد الحوثيين، ونجحوا في الاستيلاء على مقرات خاصة لهم، كما نهبوا عدد من الأطقم وكمية من الأسلحة التابعة للحوثيين. يقول الضابط الذي طلب مننا عدم الكشف عن اسمه، أن مقاتلين شرسين من أبناء "أرتل ودار سلم"، قاتلوا بشراسة، وقاموا الحوثيين الذين تمركزوا في "تبة توفيق" المطلة على بيت بوس وشارع الخمسين، وقد سقط منهم شهداء وجرحى. أبرز المشائخ الذين انحازوا للحوثيين وفي مقابل التحرك البسيط لشيوخ بعض القبائل، وخصوصا مشائخ الطوق، كان الكثير، قد تحولوا إلى جانب الحوثي، والبعض منهم، هاجر فرارا من بطشهم، بينما آثر البعض الآخر الصمت والحياد، كالشيخ محمد شردة عضو مجلس النواب عن الحيمة الداخلية، والشيخ محمد سوار عضو مجلس النواب عن الدائرة الثانية بمديرية بني مطر، وآخرين. ومن أبرز المشائخ الذين انحازوا للحوثيين هم: الشيخ يحيى غوبر، أحد مشائخ الحيمة الخارجية، محافظ الجوف السابق، والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، شارك مهام كلفه بها الحوثيون، منذ 2014، وحتى انتفاضة 2 ديسمبر. والشيخ يحيى محمد المطري عضو مجلس النواب، والقيادي بحزب المؤتمر، وأحد كبار مشائخ بني مطر. الشيخ حنين قطينه أحد مشائخ المحويت، عينه الحوثيون لاحقا محافظا لمحافظة صنعاء. الشيخ فارس مجاهد احمد حميد الجباري، أحد مشائخ أرحب بمحافظة صنعاء، عينه الحوثيون لاحقاً محافظا لريمة. والشيخ يحيى عايض أحد مشائخ همدان. والشيخ يحيى القاضي، عضو مجلس النواب والقيادي بحزب المؤتمر، الشيخ نزيه أبو نشطان أدم وجاهات أرحب التي تحالفت مع الحوثي تعرض منزله لقصف جوي في اغسطس ٢٠١٨. الشيخ صالح ناصر بن ناصر محمد حزام الأحمر، أحد مشائخ محافظة عمران، حوث، من الوجهاء الذين استخدمهم الحوثي لقتال أولاد الشيخ عبدالله الأحمر. الشيخ صالح عبدالله ناصر صائل، شبوه مرخه السفلي ، أمين عام لحزب جبهة تحرير الجنوب أحد الأحزاب الهامشية التي كانت ضمن تحالف حزب المؤتمر. الشيخ منصور مطهر المنتصر علي المنتصر، مديرية السلفية، بمحافظة ريمة، من المشايخ الذين تحوثوا مبكرآ في ريمه وعمل على تحشيد المقاتلين للجبهات الحوثية. الشيخ محمد علي سالم محسن طعيمان، محافظة مأرب، مديرية صرواح، أحد مشائخ قبيلة جهم، تحوث مبكرا، حاول تسهيل دخول الحوثيين إلى مأرب، تعرض منزله ومخازن سلاح جواره لقصف جوي تزامنا مع معركة تحرير المخدرة ديسمبر ٢٠١٥. الشيخ أحمد فايد علي الدوحمي، شيخ قبيلة عذر، بمحافظة عمران، برلماني سابق، ووكيل محافظة، وابنه رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في قفلة عذر، كان له دور كبير في دعم الحوثي والحشد لمعارك عمران وكذا صنعاء وعدن وتعز. الشيخ عبده حسين حبيش، أحد مشائخ حرف سفيان، بمحافظة عمران، حليف قديم للإمامة، نجله رئيس فرع المؤتمر في حرف سفيان، تجمعه مصاهره بعوائل هاشمية حوثية، وقام بدور الوسيط بعد مقتل الرئيس علي صالح. الشيخ خالد القيري، أحد مشائخ خولان الطيال، ارتبط اسمه باختطاف الدبلوماسيين والسياح الأجانب، وبالذات السفير البولندي، وترددت أنباء عن اشتراكه بمقتل الرئيس علي صالح واقتحام منازل بيت الأحمر في سنحان. الشيخ نايف شايف محسن الأعوج، أحد مشائخ مديرية نهم، بمحافظة صنعاء، قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، تعين قبل سنوات وكيلا لمحافظة الجوف وبرز اسمه ضمن أعضاء لجنة الوساطة بين الحوثين والرئيس صالح خلال مواجهات ديسمبر، وخرج بعد مقتل الرئيس صالح يحمله مسؤولية الفتنة، وهو من الشخصيات التي عملت على التجنيد والتحشيد لمليشيا الانقلاب الشيخ منصور عبدالحق، أحد مشائخ الحيمة الخارجية، بمحافظة صنعاء، عضو المجلس المحلي عن حزب المؤتمر، من أبرز المشائخ المؤيدين للحوثي. الشيخ مجاهد علي أحمد علي السامري، أحد مشائخ بني ضبيان، بمحافظة صنعاء، انحاز للحوثيين مبكرا، واتهم في 2012، باختطاف 3 أجانب آوربيين، "فلنديين ونمساوي". الشيخ محمد صالح الزعكري، أحد مشائخ محافظة حجه كشر، عضو محلي المحافظة، ورئيس فرع المؤتمر برز اسمه في مواجهات حجور مع الحوثي كقائد للقبائل التي قاتلت الحوثي، عين في بداية ٢٠١٦ بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي وكيلا محافظ حجه، قام بزيارة الصماد قبل مقتل الأخير، وبالرغم من محاولته الظهور كمحايد، إلا أنه من أبرز داعي الجماعة. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك مشائخ كانوا مؤتمريين، ثم التحقوا بساحات الثورة في 2011، لكنهم تحولوا بعد ذلك، وصاروا من قيادات جماعة الحوثي، منهم الشيخ خالد القيري، أحد مشائخ خولان، والشيخ مرشد غوبر، أحد مشائخ الحيمة الخارجية، وعدد آخر من مشائخ عمران وصنعاء. 

التقارير