التقارير

قيادات حوثية تهاجم هنت بسبب تصريحاته الأخيرة

اليقين

اليقين ... تقارير

تسابقت قيادات مليشيا الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) للتعليق على تصريحات الخارجية البريطانية والوزير هنت، بعد زيارته لمسقط وعدن وخروجه برؤية واضحة عن مسار تطبيق اتفاق السويد.

محمد الحوثي وفليته والعزي والشامي وخامسهم القحوم والقائمة تطول.. استفزهم حديث وزير خارجية لندن عن موت مرتقب لاتفاق السويد في حال بقيت مواقف الطرفين ثابتة، ورغم أن هنت تحدث عن الشرعية والمليشيات معاً إلا أن قيادات المليشيا شعرت بالوجع وظهرت مواقفها تنضح كذباً وزيفاً.

وتوزعت تصريحات قيادات الحوثي شمالاً وجنوباً، وفي كل اتجاه، ووصل إلى الدفاع عن حرب التحالف الدولي ضد طلبان أفغانستان التي تحدث عنها محمد علي الحوثي باعتبارها أنموذجاً لإدانة لندن وواشنطن، غير أن الجميع اتفقوا على مدح سيدهم الحوثي وإعلان كذبته عن الجاهزية للانسحاب من طرف واحد في الحديدة.

ويبدأ محمد عبد السلام فليته معتبراً تصريحات بريطانيا غير مفاجئة أو غريبة ويقول.. ولا نتعاطى معها كوسيط، مضيفاً أن مبعوث الأمم المتحدة غريفيث ليس مبعوثاً لهيئة الأمم المتحدة وإنما مبعوثاً انجليزياً يمثل بريطانيا، وهو هنا يعلن بشكل مباشر عدم التعاطي مع المبعوث كونه يمثل وجهة نظر بلاده بريطانيا.

قال فليته إن بريطانيا تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها إلى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة.

في المقابل محمد علي الحوثي اعتبر المبعوث جيداً وأن بريطانيا هي من تعرقل جهوده ولم يمنح أي تجاوب من قبل التحالف ولندن وواشنطن يفضي إلى نجاحه، وهو هنا يرد بل يكذب رفيقه في قيادة المليشيا محمد فليته.

وقال في بيان لثوريته العليا: "نحمل دول العدوان وبريطانيا وأمريكا المسؤولية عن أي نتائج تترتب على رفضها تنفيذ اتفاق السويد وعرقلة جهود المبعوث الدولي"، الذي لم تمنحه أي تجاوب يفضي إلى نجاحه.

نائب وزير خارجية المليشيا حسين العزي، ذهب بعيداً ليؤكد وهو يخاطب هنت، أن المليشيا لا يهمها أن تثبت احترامها لاتفاق ستوكهولم أو حرصها على تنفيذه إلا أمام جهة واحدة في هذا الكون وهذه الجهة هي "شعبنا العظيم فقط"، وهذا موقف آخر يكشف زيف ادعاءات المليشياث حرصها على السلام وتنفيذ الاتفاق.

العزي، وبمنطق يبعث على السخرية، تحدث أنه يمثل 24 مليون يمني من أصل 27 مليوناً و39 حزبا سياسيا من أصل 42 حزبا يمنيا، معتبرا حديث هنت "مستفزا للغاية" وهدد بحرب لم يستعملها من قبل.

وفي اتجاه آخر تحدث وزير إعلام المليشيا ضيف الله الشامي عن التطبيع في وارسو وأن لندن تبدأ الخطوات العملية لاحتلال اليمن، ولم ينس ان يذكر بتمكين بريطانيا اليهود من احتلال فلسطين واحتلال جنوب اليمن أيضاً.

القيادي علي القحوم هو الآخر تحدث عن بنود لم يتضمنها اتفاق السويد، وذكرها هنت في تصريحاته، واعتبر ذلك عدوانا امريكيا بريطانيا يتم الترتيب له.

من يتابع مواقف قيادات مليشيا الحوثي التي أخرجها تصريح هنت من كهوفها يدرك جليا أن مجموعة من المعتوهين هم من يمثل المليشيا ويتحدث باسمها، وأن الصبر أو المخاطرة ببلد مهم جغرافيا وعريق تاريخيا في سبيل إنجاح صفقة سياسية مع هكذا عقليات هو مجازفة لن يغفرها التاريخ وخطيئة لن تنسى.

يقول محمد فليته، إن اتفاق السويد لا يتضمن تسليم ميناء الحديدة أو تسليم إدارة السلطات المحلية والأمنية، وأن لا مجال لبحث هذه البنود كونها لم ترد في الاتفاق.

وعلق فليته أن تصريحات الخارجية البريطانية التي أشارت فيها إلى أنه كان يفترض إخلاء ميناء الحديدة من الميليشيا ليكون تحت سيطرة محايدة بداية يناير بقوله، إن اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها والقبول بدور رقابي للأمم المتحدة ليس على أساس تسليم الميناء للطرف المعتدي، فلو كان المطلوب تسليمه للطرف الآخر لما كانت حاجة لوجود الأمم المتحدة أصلاً. وأشار فليته إلى أن الطرف الآخر يتحدث عن ضرورة الاتفاق على القوات المحلية، لكن هذا مخالف للاتفاق فلم ينص اتفاق السويد على التوافق على أي سلطة أو قوات محلية.

من خلال تصريحات رئيس وفد المليشيات في مفاوضات السويد فإن اتفاق استوكهولم لا يحتاج لأسابيع كي يموت، كما قال وزير خارجية بريطانيا، بل إن عبد السلام الذي استفزه حديث هنت عن قرب موت الاتفاق هو من أعلن بهذه التصريحات أن اتفاق السويد ولد ميتاً من البداية.

هل اقتنعت لندن الآن ومبعوث الأمم المتحدة أن وقف عملية تحرير الحديدة عسكرياً تحت مبررات ومخاوف إنسانية كارثة إنسانية وأخلاقية بكل المقاييس.. هل تحتاج لندن إلى أسابيع إضافية فعلاً لتنعي اتفاق السويد..

المصدر : نيوز يمن 

التقارير