التقارير

غزة -صمود يبحث عن حياة كريمة بين ركام آلة الدمار الصهيوني

اليقين

صور تختصر المأساة، وتفضح الحقيقة العارية التي لم تستطع كاميرات العالم أن تغض الطرف عنها, بيوت كانت تضج بالحياة، تحولت إلى أكوامٍ من الركام، وطرقات كانت تمرّ بها خطوات الأطفال وهم يحملون حقائبهم إلى مدارسهم، صارت اليوم ممراتٍ للحزن والدمار.
في غزة، كل زاوية تروي فصلاً من الحكاية المريرة، وكل حجرٍ يحمل ذاكرة بيتٍ، أو بقايا صورةٍ عائلية، أو جزءًا من حلمٍ صغيرٍ قُطع بسلاحٍ لا يعرف الرحمة.
عامان مضيا منذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، عامان من القتل الممنهج والإبادة الجماعية والتهجير القسري، استخدمت خلالهما إسرائيل أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات، لتصبح غزة المدينة الأكثر قصفًا في التاريخ الحديث، ويغدو الدمار هو العنوان الأبرز الذي تتناقله عدسات الصحافة العالمية وصيحات الضمير الإنساني الغائب.
لم تترك آلة الحرب الإسرائيلية شيئًا على حاله, المدارس والمستشفيات والمساجد والجامعات والمخابز والمحال التجارية، وحتى سيارات الإسعاف لم تسلم من القصف, فكل شيء في غزة صار هدفًا لآلة القتل، في مشهدٍ يفوق الوصف، وتعجز الكلمات عن الإحاطة به.
لكنّ الصورة، تلك التي لا تعرف الكذب، تفضح الحقيقة كما هي, أطفال يبحثون بين الركام عن ألعابهم القديمة، نساء يجلسن فوق أنقاض منازلهن ينتظرن عودة من رحلوا، وشيوخ يتكئون على عصيّهم يروون للعالم أن هذا الركام ليس نهاية الحكاية، بل بدايتها من جديد.
ورغم الألم، بقيت غزة واقفة، شامخة كعادتها, لم ينجح القصف في كسر إرادتها، ولم تتمكن الحروب من طمس هويتها, فشعب غزة الذي وصفه الزعيم الراحل ياسر عرفات بـ”شعب الجبارين” ما زال متمسكًا بأرضه ووطنه، يرفض الرحيل ويؤمن أن العودة قدر لا مفرّ منه، حتى وإن نام في العراء أو على الحجارة وتحت الأنقاض.

أرقام تروي فصول الكارثة

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بمناسبة مرور عامين كاملين على بدء العدوان (من 7 أكتوبر 2023 حتى 5 أكتوبر 2025)، تحديثًا شاملاً لأبرز إحصاءات الإبادة الجماعية التي ما زال الاحتلال الإسرائيلي يرتكبها بحق المدنيين في القطاع المحاصر, وجاءت الأرقام صادمة، تعكس حجم المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان محاصر تحت النار:
المعطيات السكانية والسياق العام
(24) مليون نسمة في قطاع غزة يتعرضون للإبادة والتجويع والتطهير العرقي.
(730) يوماً – عامان على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين.
(90%) نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة.
(80%) من مساحة قطاع غزة سيطر عليها الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
(136) مرات قصف الاحتلال منطقة المواصي التي يزعم أنها “إنسانية آمنة”.
(200,000) طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على قطاع غزة.
ثانياً: الشهداء والمفقودون والمجازر:
(76,639) مجموع أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية.
(67,139) مجموع الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء حرب الإبادة.
(9,500) مفقود، منهم: شهداء مازالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم مازال مجهولاً.
(+20,000) عدد الشهداء الأطفال، وصل منهم للمستشفيات (+19,450).
(+12,500)عدد الشهيدات من النساء، وصل منهن للمستشفيات (+10,160).
(+9,000) عدد الأمهات الشهيدات.
(22,426) عدد الآباء الشهداء.
(1,015) طفلا استشهدوا وكانت أعمارهم أقل من عام واحد.
(+450) طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية.
(1,670) شهيداً من الطواقم الطبية قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي”.
(140) شهيداً من الدفاع المدني قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي”.
(254)شهيداً من الصحفيين قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي”.
(176)شهيداً من موظفي البلديات في قطاع غزة، بينهم (4) رؤساء بلديات.
(+787)شهيداً من شرطة وعناصر تأمين مساعدات قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي.
(894)شهيداً من الحركة الرياضية من جميع الألعاب الرياضية.
(+39,022)أسرة تعرضت للمجازر من الاحتلال “الإسرائيلي”.
(+2,700)أسرة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني (بعدد 8,574 شهيداً.
(+6,020)أسرة أُبيدت ومُتبقي منها ناج وحيد (بعدد 12,917 شهيداً.
(+55%)من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.
(460) شهيداً بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم (154) طفلاً.
(23) شهيداً بسبب عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات.
42%)) من مرضى الكلى فقدوا حياتهم بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
(+12,000)حالة إجهاض بين الحوامل بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
(17) شهيداً بسبب البرد في مخيمات النزوح القسري، (منهم 14 طفلاً).
الإصابات والاعتقالات والحالات الإنسانية
(169,583) مجموع الجرحى والمصابين الذين وصلوا للمستشفيات.
(+19,000)مجموع الجرحى الذين هم بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد.
(+4,800)مجموع حالات البتر، بينهم (18% أطفال).
(1,200)مجموع حالات الشلل.
(1,200)مجموع حالات فقدان البصر.
(433)مجموع المصابين من الصحفيين.
(+6,700)مدنياً تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
(362)عدد من تعرضوا للاعتقال من الطواقم الطبية.
(48)عدد من تعرضوا للاعتقال من الصحفيين.
(26)عدد من تعرضوا للاعتقال من طواقم الدفاع المدني.
(21,193)مجموع أرامل الحرب (اللواتي استشهد أزواجهن).
(56,348)مجموع الأطفال الأيتام (أطفال بلا والدين أو أحدهما).
(+2,142مليون حالة أصيبت بأمراض معدية مختلفة نتيجة النزوح القسري.
(+71,338)حالة أصيبت بمرض الكبد الوبائي.
القطاع الصحي:
(38)مستشفى قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
(96)مركزاً للرعاية الصحية قصفه الاحتلال أو دمره أو أخرجه عن الخدمة.
(197)سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال “الإسرائيلي”.
(788)هجوماً على خدمات الرعاية الصحية “مرافق، مركبات، كوادر، سلاسل إمداد”.
(61)مركبة للدفاع المدني “إنقاذ وإطفاء” استهدفها الاحتلال “الإسرائيلي”.
التعليم والمؤسسات الأكاديمية:
(95%)من مدارس قطاع غزة لحقت بها أضراراً مادية نتيجة القصف والإبادة.
(+90%)من المباني المدرسية تحتاج إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي.
(668)مبنى مدرسياً تعرض لقصف مباشر، (≈80%) من إجمالي المدارس.
(165)مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال كلياً.
(392)مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال جزئياً.
(+13,500)عدد الطلبة الشهداء الذين قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي”.
(+785,000)عدد الطلبة الذين حرمهم الاحتلال “الإسرائيلي” من التعليم.
(+830)معلماً وكادراً تربوياً قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” خلال الحرب.
(+193)عالماً وأكاديمياً وباحثاً قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” خلال الحرب.

غزة… عنوان للكرامة

هذه الأرقام ليست مجرد بياناتٍ في تقريرٍ أممي، بل هي وجوه وأسماء وأحلام أُزهقت، ومدنٌ سُحقت تحت القنابل، وأجيال وُلدت وسط الدمار ولا تعرف من العالم سوى رائحة البارود وصوت الطائرات.
في كل بيتٍ من بيوت غزة حكاية شهيدٍ أو أسيرٍ أو أمٍ ثكلى، ومع ذلك، ما زال هناك إيمانٌ لا يُقهر بأن الغد سيكون أفضل، وأن الحق لا يموت وإن طال الليل.
يقول أحد الناجين: “لقد أخذوا منا كل شيء، لكنهم لم يأخذوا إرادتنا, سنعيد بناء كل ما دمروه، لأننا ببساطة لا نعرف الاستسلام.”
هذه الكلمات البسيطة تختصر ملحمة الصمود التي يسطرها الفلسطينيون يومًا بعد يوم، بوجوهٍ مغبرةٍ وقلوبٍ تنبض بالإيمان والكرامة.

غزه وماذا بعد ؟

التقارير

آخر الأخبار