حتمية الحسم العسكري لإنهاء الصراع في اليمن
اليقيناليقين ... تقارير
تتآكل فرص وآمال السلام في اليمن بعد مرور ما يقارب 90 يوماً على توقيع اتفاق السويد، الذي شكل بارقة أمل لبرهة من الوقت، وتتعزز القناعة بضرورة وحتمية الحلّ العسكري لإنهاء ملف الصراع الشائك الذي طال أمده واشتدت وطأته على اليمنيين، وأشاع حالة من القلق في داخل الإقليم وخارجه، وأوصل اليمن إلى أسوأ مأساة عرفها التاريخ، حسب تقارير أممية سابقة.
خلال "وقف إطلاق النار" والتزام "التحالف" و"القوات المشتركة" بوقف الضربات الجوية والعمليات العسكرية في "الساحل الغربي" بمحافظة الحديدة "غرب اليمن"، بدا أن المتمرّدين الحوثيين (الذراع الإيرانية في اليمن) استغلوا ذلك ليعملوا، بشكل كثيف وممنهج، على تعزيز مواقعهم العسكرية، والدفع بالمؤنة والمقاتلين والعتاد الثقيل في مختلف نقاط التماس على امتداد جبهة الساحل، ضمن خطة واضحة وصريحة تمضي المليشيا الحوثية في تنفيذها للإجهاز على الاتفاق.
ويربط مراقبون تحرّكات مليشيات الحوثي في اليمن بالسياسة الإيرانية وأجندة طهران في المنطقة، وتطلعات الحرس الثوري "تصدير الثورة الخمينية" والتي تقوم على فتح بؤر للتوتر والحفاظ على اشتعالها.
وفي الآونة الأخيرة تعثر التحرّك الأممي لتنفيذ اتفاق السويد، وبدا أن مارتن غريفيث قد وصل إلى طريق مسدود وخيبة أمل في محاولاته إقناع المتمرّدين الحوثيين بتنفيذ بنود الاتفاق.
يُدرك العالم مراوغة المليشيا الحوثية ومماطلتها في تنفيذ الاتفاق، وكذلك عدم إيمانها بالسلام، ونتيجة ذلك نعى مصدر في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً اتفاق السويد.
وقال ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عن الاتفاق: “يمكن القول إنه أصبح ميتاً بسبب تعنت ميليشيا الحوثي”.
جاء ذلك بينما أعاد الحوثيون نشر مقاتليهم في المرتفعات شرق مديرية حيس، وفي مناطق التماس بمديريتي التحيتا والدريهمي وبعض أجزاء من مديرية بيت الفقيه.. وزرعوا كميات كبيرة من الألغام والمتفجرات في الطرقات والمزارع.
من جانبه قال مأمون المهجمي، المتحدث باسم ألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي، إن “الميليشيا استغلت الهدنة وتوقّف طائرات تحالف دعم الشرعية عن استهدافها، فاستقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقعها في مناطق جنوب الحديدة، حيث حشدت أعداداً كبيرة من المقاتلين والدبابات والأسلحة الثقيلة.
وكان التحالف العربي قد أعلن في وأقات سابقة عن رصده لمئات الخروقات لوقف إطلاق النار بالحديدة قام بها الحوثيون تشمل الرماية بمختلف الأسلحة وبقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، فضلاً عن حالات التهجير والاعتقال التي تنفذها مليشيات الحوثي في مدينة الحديدة، ونشر مقاتليها وتشديد الخناق على حركة المواطنين، كما حدث قبل يومين في بيت الفقيه وزبيد، وقيام المليشيا بتسيير أطقم عسكرية لتمشيط الأحياء داخل مدينة الحديدة.
وفي سبيل سعي مليشيا الحوثي لوأد اتفاق ستوكهولم بعد عرقلة تنفيذه لليوم، هاجمت أكثر من مرة مقر الفريق الحكومي واستهدفت سابقاً موكب رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة.
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أكد الثلاثاء، أن الميليشيا الحوثية استهدفت الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة بعدة صواريخ كاتيوشا أثناء اجتماع اللجنة بالقادة الميدانيين لغرض الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بناءً على الاتفاق بين المبعوث الخاص لليمن والحكومة.
وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات على تويتر، إن الميليشيا تواصل انتهاكها لاتفاق السويد، وتحاول التنصل من تنفيذ الاتفاق، وتبذل جهودها لإفشاله، مشيراً إلى أن خروقاتها لوقف إطلاق النار في الحديدة بلغت41 خرقاً خلال 24 ساعة، وسط صمت من المبعوث الدولي وفريق الرقابة.
المصدر : صدى الساحل