اليقين
التقارير

قاعدة تعز بين الإصلاح والحوثي ” قيادي من القاعدة يخرج عن طوعها تختطف مليشيا الحوثي شقيقتيه”

اليقين

اليقين ... أخبار وتقارير

أعلنت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، الجمعة، انها قبضت على القيادي في تنظيم القاعدة أبو عبدالله المصري، في مناطق سيطرتها غربي محافظة تعز وسط البلاد.

ويعيد الإعلان الحوثي إلى الأذهان قصة إمارة تنظيم القاعدة في شرعب ومقبنة، يتناولها "نيوزيمن"، في هذا التقرير، من البداية إلى النهاية، كواحدة من الاعيب الحوثي والاخوان في مناطق نفوذيهما حربا وسلاما.

كان أبو عبدالله المصري ومن معه من المتطرفين يطلقون على أنفسهم (كتائب السنة)، ومعقلهم في سوق الصميل شرقي مدينة تعز منذ بداية الحرب.

وخلال تواجدهم في سوق الصميل نفذوا عديد أحكام بالإعدام والجلد والتعزير، بالإضافة إلى عمليات اغتيالات بحق مدنيين يسمونهم (روافض)، وجنود جيش وشرطة، كما نهبوا مصارف ومحلات ذهب في شارع 26 سبتمبر بالمدينة.

وبعد انتهاء دورهم في قلب تعز، مطلع 2017، انتقل أبو عبدالله المصري مع زوجته المصرية ونجليه وعدد من عناصر تنظيم القاعدة (يمنيين وأجانب) من قلب مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح إلى عزلة الزراري بمديرية شرعب الرونة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.

وفّر ماجد فرحان الزراري المكنى "أبو حفص" مساكن لعناصر تنظيم القاعدة المتوافدين من مدينة تعز إلى عزلة الزراري مسقط رأسه، في مقدمتهم القيادي البارز أبو عبدالله المصري ونجله أبو هاجر المصري.

وبعد شهرين على وصولهم أسس أبو عبدالله المصري وماجد الزراري معسكراً تدريبياً للقاعدة في قرية الكدف مقبنة المجاورة لمعقلهم في الزراري في الرونة، وبدأوا بتدريب عناصرهم.

توسع نشاط عناصر تنظيم القاعدة في هذه المناطق النائية، وأطلقوا عليها (إمارة شرعب ومقبنة)، وقاموا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وفرضوا تدريس الأفكار الجهادية في المساجد، وأخذوا البيعة للتنظيم من النساء والرجال.

كما قام عناصر التنظيم بالتمركز في الجبال ونصب نقاط أمنية في مناطق تواجدهم في المناطق الفاصلة بين شرعب الرونة ومقبنة، على مرأى ومسمع مليشيات الحوثي.

وجدت ميليشيا الحوثي نفسها في ورطة بين الصمت واستغلال القاعدة ضد خصومها في الحرب، أو خوض حرب ضدهم وتسويق نفسها غربياً كطرف يحارب الإرهاب، ولكن الطرف الآخر بادر للمواجهة.

اختلف أبو عبدالله المصري وعناصره مع الشيخ إدريس نصر، شيخ عزلة الزراري، الموالي لجماعة الحوثي بداية 2018، وقاموا بتصفيته، ووثقوا العملية، ونشروها في مواقعهم الخاصة.

بعد ذلك، أخرجت مليشيا الحوثي حملة عسكرية مكونة من أطقم ومدرعات وعشرات المسلحين، وهاجموا أوكار القاعدة في الزراري، وفجروا عديد منازل تابعة لهم، وقتل حوالى 50 مسلحاً من الطرفين.

فر القيادي القاعدي أبو عبدالله المصري ونجله أبو هاجر برفقة ماجد فرحان الزراري إلى قرية الكدف مقبنة، وبعضهم هربوا إلى وكر تنظيم داعش بقيادة بلال الوافي -المُصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية، نجل قيادي اصلاحي- في جبل حبشي الواقعة تحت سيطرة الشرعية.

وتمكنت مليشيات الحوثي من قتل المدعو أبو هاجر المصري -متزوج أخت ماجد فرحان- نهاية 2018م، بعد عودته مع مسلحين آخرين إلى عزلة الزراري، بحسب ما نشرت وسائل إعلام حوثية.

نهاية فبراير 2019، داهمت مليشيات الحوثي منزلاً تسكنه ياسمين وهيفاء (شقيقتا ماجد الزراري) في قرية جورانه بمديرية مقبنة، واختطفوهما كرهائن، يهددون بها عائلة "ماجد" الذي قرر بعدها تسليم نفسه لانقاذ شقيقتيه.

سلم ماجد فرحان الزراري، أمير تنظيم القاعدة في شرعب الرونة ومقبنة، نفسه للمليشيا الحوثية، فجر الأربعاء 27 فبراير بعد أربعة أيام من اعتقال شقيقتيه.

يومها نشر ناشطو الحوثي خبراً حول إعدام ماجد الزراري قبل تراجعهم عن الخبر، ونشروا صورة له، وبعد يوم من تسليم نفسه أطلقت المليشيات سراح شقيقتيه (هيفاء وياسمين).

وآخر حلقات مسلسل إمارة القاعدة في شرعب ومقبنة طويت، الخميس الفائت، بقبض مليشيات الحوثي على أبو عبدالله المصري في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، بانتظار ماقد يبدأ من حرب على الولاءات لدي بقية الافراد الموزعين على مناطق الشرعية والانقلاب.. "أبو عبدالله المصري" هو قيادي بارز في تنظيم القاعدة، ومطلوب للأجهزة الأمنية اليمنية منذ عشر سنوات على خلفية جرائم إرهابية في صنعاء وأبين، وعليه بلاغات في الإنتربول الدولي، لكنه عاد الى تعز بالتنسيق مع نفوذ الاختراق داخل الشرعية وحلفائها. ويتماثل وجود القاعدة في مقبنة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى حد بعيد مع حكاية داعش في جبل حبشي الواقعة تحت سيطرة مليشيات الإصلاح، وكلاهما يستخدمان هذه الورقة لتصفية حساباتهما قبل التخلص منهم.

المصدر : نيوز يمن

التقارير

آخر الأخبار