المقالات

أغتيال زعيم .. إستعادة وطن

اليقين

 اليقين .. متابعات

خالد السودي 
——————
لم يُسدل الستار بعد على حياة الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا في مثل هذا اليوم قبل عام .. بل أن رصاصات الحقد ومخططات الغدر صنعت لهما تاريخا تليدا وحياة جديدة بعد مسيرة حافلة وتضحية شجاعة إتخذا قرارها و ما أصعب أن تتخذ قرار موتك ولديك كل فرص الحياة والثراء والسعادة ..
لماذا :
فقط لان من يمتلك هذا القرار هو " رجل " في وطن ووطن في رجل .
نحبه لشخصه وشجاعته ودهائه لم نعرف منه غير الكلمة الطيبة لا لشيئ ابدا .. عرفته رحمه الله وانا ملحقا اعلاميا ومساعدا لسفير اليمن في القاهره بجهدي وقلمي وعملي .. وبقيت في ذات المنصب ولم نرجو منه ولم نتمن حتى وسيلة مواصلات او حوالة مالية واحدة او حتى تذكرة سفر .. سنظل نحبه لانه كان " وطن في رجل " وهي الصفات ذاتها التي أحببنا معها الصديق الفقيد رمز الرجوله والوفاء عارف الزوكا .. وهي نفسها التي تشربناها من والدي الفقيد الذي زامل الرئيس فترات في سلك العسكرية ومدرسة الرجال ومصنع الابطال .
في ١٧ يولية ١٩٧٨ أعتلى على عبدالله صالح سدة الحكم في شمال اليمن وسط مستنقع من الدماء والمؤمرات لم يكن الافضل ولم يكن الأقدم .. إنما كان الأشجع على الأطلاق .. مما جعل الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي يطلق عليه لقب " تيس الضباط " فيما اطلق عليه القدر ونيته الوطنية الطيبه لقب " زعيم الشهداء " .
شجاعته وإقدامه ولحظيته المتوقده هي من قادته الى كرسي الحكم وهي نفسها التى قرر معاها أن يرقد بسلام .. بعد أن أمضى ٧٥ عاما وبضعة اشهر من الشموخ والشجاعة مات بعدها شهيدا كالأشجار السامقة .. ودع اثنائها شعبه بكلمة وداعية تاريخية  بإباء وصمود وثبات وأزيز الرصاص والقذائف تتناثر على بعد أمتار منه .
ورصاصات الغدر تخترق جسده وهو ينظر الى رفيقه الأمين عارف الزوكا لابد أن شريط الذكريات مرت أمام عينيه .. 
عَلم وأيقن أن الفارس ترجل نظر الى رفيقه وقال وقف معي هذا الشامخ وهو مديون لصاحب البيت و " المقوت " وفر من أغدقت عليهم ورعيتهم ..
لاح في جدار الذكريات علم الوحده والجمهوريه وهو يرفعه في عدن الحبيبة وهو يقول بدمي ضحيت من أجل ان تبقى رأيتي ورأيتكم خفاقة .. وفي عهدي منذ العام ١٩٩٠ لسنوات متواصله كانت الميزانية الإستثمارية ، والمشاريع لليمن ٧٢ ٪؜ في الجنوب و ٢٨ ٪؜ في الشمال والارقام ربما لازالت في وزارة التخطيط و الجهاز المركزي للاحصاء .. ولعل الارقام لاتكذب وستحكي للاجيال القادمة قصة تنميه عمرها ٣٣ عاما بأقل الامكانات . 
كان من طبعي التسامح وترك مجال لفرار الاعداء علّهم يعقلون .. في ٥ نوفمبر ١٩٧٨ نال نحو ١٣ قائدا من قادة الناصرين جزاء إنقلابهم وكأنهم كانوا في نزهه انزلقت بهم حافلة في قارعة الطريق ولو رضخت الاقدار لطلبات الوزير محمد خميس لكان العدد مئات والاف .. وفي حرب صيف ٩٤ عفونا عن الجميع لان العفو عند المقدره .. وفي ٢٠٠٦ كان لدي فرصة أن أترك السفينة ولو لأقرب الناس لولا الخوف على الوطن من عدم نضوج التجربه والبدائل .. وفي الربيع العبري ٢٠١١ كنت صادقا وانا أرفع كتاب الله الكريم حكما بيني وبينهم فرفعوا شعارات الساحات ولغة الكبر  والعناد والغرور .
وخوفا على الدم اليمني الغالي تم توقيع المبادرة الخليجية في فبراير ٢٠١٢ .. تاركا دولة بكل مقوماتها ومؤسسات ومقدراتها وجيشها ونحو ٤,٨ مليار دولار إحتياطي في البنك المركزي .. و ها أنا اضحي وأكفر عن خطأ ( تحالف المظطر ) و الوثوق بالخونه بحياتي ودمي ربما أرسم طريقا جديدا للاجيال القادمه ..

المقالات