المقالات

الى صالح الذي رحل واقفاً لاينحني

اليقين

 اليقين ..

 عبدالناصر مجلي

مالذي فعلته بنا ياصالح ومالذي فعلناه بك  
حتى نشعر بفداحة غيابك بكل هذه الحرقة والألم  
مع أننا لم نكن من أتباعك ولا من مريديك أو عبيدك
 الذين سرعان ماباعوك ونسوا كل لقمة أكلوها على موائدك
كيف تخلوا عنك ونصرناك نحن الذين لم تكن تعرفنا لكننا عرفناك
باخطاءك وإنجازاتك بشطحاتك وتواضعك بحبك لليمن وأهل اليمن
بقوتك وضعفك وهوانك على الناس الذين كان يمتصون دمك ودمنا
أتعبتنا وأتعبناك وكرهناك وأحببناك لكنك لم تتعب منا.
ربما كنا نكرهك ولانحبك
ربما تمنينا زوالك قبل الأوان
فلماذا بكينا عليك إن كنا نكرهك كل هذه الكره
ولماذا ضاقت علينا الأرض بعد مصرعك ؟
نحن لم نكن نكرهك 
بل كنا نخاف منك علينا وعليك
ونخاف من حبنا لك لكي لايعمينا ويعميك
لكننا حينما رأيناك مضرجا بدمك
بكيناك جميعا
بكل قلوبنا
بكل دموعنا
بكل أوجاعنا
وبكل الفجيعة التي لم نكن نتوقع 
أننا سنُفجع بها في موتك عليك .
بكتك اليمن
بكتك العرب
بكاك العالم
ولم يشمت بك إلا الجبناء.
فمن أنت حتى تهتز لموتك الدنيا كلها
حتى الذين كانوا يكرهونك بكوا عليك.
لم تكن نبيا 
ولم تكن قديسا
ولم تكن ملاكا
بل كنت واحد منا وفينا ومثلنا
يماني حر لايجبن ولايخاف.
ياصالح الجيد
ياوجهنا كلنا
وياوجعنا كلنا
ويايمننا كلنا
نحن لانبكيك
بل نبكي بلادنا التي ناديتنا 
للحفاظ عليها فكذبناك ولم نصدقك
وشتمناك
ولعناك
وجرحناك
وأخيرا بخذلاننا قتلناك
فيا صالح سامحنا
 عندما تراجعنا في لحظة إقدامك
عن نصرتك ونصرة أنفسنا ففقدناك
أما نحن الذين أوجعتنا وأوجعناك
 فقد سامحناك يا أبانا القوي والأمين
سامحناك ياحارسنا القبيلي العسر والطيب 
سامحناك ياحادينا الى الأيام الخضر 
التي أحرقناها في هوجة الاحقاد بعمانا
يا سيد هذا الوقت وآخر الفرسان 
الذين لانراهم إلا في كتب الاساطير
ونسمع عنهم في أغاني صناع الحياة
رحلت مدثرا بدمك الغالي والمسفوح
وبقي الحزن اليماني بعدك في الأرجاء 
 شاخص
 ونافر 
 وصدّاح

المقالات

آخر الأخبار