المقالات

الحوثيون في جبهة ( الرحم)

اليقين


عبدالله الحضرمي
لوقيض لجماعة الحوثي أن تقتحم ارحام النساء لتلقين الأجنة ثقافة الموت لفعلت دون تردد ودون خجل .
السبب الرئيسي لايتعلق فقط برغبتها في اقتحام الخصوصيات بل ايضاً في تجهيز سلاسل الامداد العسكري وافواج المقاتلين المشوهين فكرياً وعقلياً وعقائدياً والجاهزين بالموالاة لاله المقابر و ( الاستشهاد) ،بل ولأن نموذجها مصمم لاقتحام كل خصوصية انسانية مغلقة ، كالبيوت والعقول والغرف والاسرار الزوجية والتأثير في الارحام والخصي حتى انها تشتغل على مشروعها الوحشي في كل شيئ ومن ذلك انها تعمل على تحضير وتجهيز المقاتل في البويضة والحيوان المنوي ، هذه الشراسة المتوحشة تتجلى من خلال سلاسل الزواج الجماعي للمقاتلين التابعين للجماعة كسبيل لتحويل الزواج الى ماكنة انتاج لتغطية سوق الموت لا كمؤسسة معنية بالتكاثر البشري وبناء الاسرة.
هذا النموذج قائم، في ركيزته الأساسية، على صناعة مجتمع منزوع الطموح والخيال والعمل والانتاج والبناء والتنمية ، مجتمع مصمم على عبادة ( السيد) من دون الله ، كاره للحياة وللبشر والطبيعة .ولهذا نراها تهتم بتنمية المقابر وبنائها واحاطتها بأبهة من الاغاني والزوامل والصور وشواهد القبر والعشب والسور حتى لتبدو وكأنها مدناً براقة تغري العقول البائسة على السكنى ، وهي في نفس الوقت تشن حرباً شعواء على الحريات والتنمية واناقة الملبس والرفاهية والاختلاط والحب والغزل والفن .
تعاني الحوثية في مشروعها من ثورة المعلومات ومنافسة سوق التواصل الاجتماعي الذي ينافس فكرة التضليل بالحقيقة والعلم وينافس فكرة المقبرة بفكرة الحب والحياة .
معظم المقاتلين الذين صنعتهم خلال الموجات السابقة السابقة من الحرب يستقرون الآن إما في المقابر واما في البيوت معوقين وعجزة لايجدون سبيلا لتوفير قوتهم وقوت ابنائهم وقد تخلت عنهم تماماً واصبحوا عالة على مجتمعاتهم الصغيرة واصدقائهم والمتصدقين عليهم ولا يمكنهم ان يعيشوا في مأمن اجتماعي وضمانات حياتية ولا يمكنهم التخطيط لمستقبلهم ومستقبل أطفالهم.
وهذا الواقع يمكن أن يستمر لعدة سنوات مقبلة.. أي لسنوات تكفي لكل طامح إلى الى أن يفعل شيئين فقط، ويحاول في الثالث، ليضمن لنفسه مكانا في مجتمع مزدهر. وهذا غير متوافر في مناطق حكم المليشيات.
الشيئان هما: أن يتقن مهنة من مهن المهارات الفردية غير القتل وخاصة تلك التي توفرها المعاهد المهنية على مختلف أنواعها. وهذه غير متوافرة لأن المليشيات لاتكترث لهذه المهن ، واذا فكرت بشيئ من الاعمال انما تفكر في الزراعة ، الزراعة في بلد يعاني شح المياه اصلا بسبب استنزاف المياه الجوفية تبدوا بديلاً عصياً على تلبية الحال بالنسبة لمن فقد وظيفة القتل التي لايجيد غيرها.
هذا الانسداد مزدوج بالطبع ، فكما انه انسداد على المحاربين القدامى لجماعة الحوثي فهو ايضاً انسداد على الجماعة ايضاً التي تبحث عن مقاتلين لايتأثرون بموجة الحياة الطبيعية حتى حُملت على اتخاذ الأرحام معسكرات تأهيل للموت.

المقالات