تركيا تتخلى عن الإخوان .. هل هو غدر أم إنتهاء المصالح ؟
اليقيناليقين ... مقالات
تؤكد جميع الشواهد والدلائل والإجراءات الأخيرة، أن تركيا تسير على طريق إنهاء تحالفها مع جماعة الإخوان الإرهابية بعد سنوات من التحالف الذي إستهدف العالم العربي وعلى وجه الخصوص مصر .
وكانت البداية التركية بترحيل أحد المطلوبين والمحكومين إعدام إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلاه الضغط على الجماعة لإغلاق قناة "مصر الآن" التابعة للجماعة التي لجأت إلى أنقرة واسطنبول بعد أن أسقط الشعب المصري نظام الرئيس المخلوع محمد مرسي .
وتزامنت هذه الإجراءات مع تصريحات تركية رسمية أطلقها مستشار حزب الحرية والعدالة الحاكم، ياسين أقطاي، قال فيها أن تركيا إستقبال خلال الأعوام الماضية قرابة 5 ملايين نازح، في إشارة قيادات وقواعد جماعة الإخوان في الدول العربية، قبل أن يضيف أن لكل بلد قدرة محدودة على إستقبال النازحين وأنه حان الوقت لتركيا أن تتوقف عن إستقبال النازحين الذين زعم أنهم يعانون الظلم والإضطهاد في بلدانهم .
وأختلفت تسميات التوجه التركي الجديد بين "غدر أردوغان بالإخوان" أو "إنفراط عقد تحالف أردوغان والإخوان"، فأردوغان قرر التخلي عن الإخوان بعد سنوات من التحالف، كان الإخوان خلال تلك السنوات ذراع تركيا في المنطقة العربية .
وهو ما دفع البعض يصف تحركات أردوغان الجديدة بإنها غدر بالحليف الإستراتيجي، في حين ذهب المدافعين عن التوجهات الجديدة إلى إعتبار ما حدث عبارة مصالح إنتهت بنهاية دور الإخوان في المنطقة العربية، خاصة بعد المقاطعة التي تفرضها السعودية والإمارات ومصر والبحرين على قطر شريك تركيا الأول ومأوئ الإخوان والإرهاب في المنطقة .
وبحسب مراقبون فإن قيادات الإخوان وعناصرهم الهاربة من بلدانهم إعتقدوا أنهم يمكنهم المكوث في تركيا مدى الحياة، مستفيدين من التحالف الذي لم يتوقعوا أن يكون قائماً على المصالح وليس الترابط الديني . ويؤكد الباحث، عبدالله أحمد المنصوري، لـ(اليمن العربي) أن تركيا في مرحلة من المراحل تخلت عن الدين وأتجهت نحو بناء دولة علمانية هدفها تعزيز الأمن والإستقرار وإنهاء الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب العالمية الأولى، قبل أن تعود مطلع الألفية الثالثة لإستخدام "الدين" كسلاح تنفذ فيه أهدافها التوسعية والسلطوية في المنطقة العربية التي كانت تحكمها خلال حقبة من الزمن .
ويضيف "من أجل مصالحها لن تتوانئ تركيا في التخلي عن الإخوان الذين أصبحوا يشكلون عبئاً عليها وورقة غير صالحة للإستخدام مرة أخرى بتكوينهم الحالي"
منقول من اليمن العربي للكاتب أيمن منصور