تفجير المساجد ...محاولة حوثية لتغيير ديموغرافية المكان
اليقيناليقين ... تقارير وأخبار
تسير مليشيا الحوثي على خطى جيوش الاحتلال التي تحاول تغيير ديموغرافية المناطق التي تحتلها للحصول على أتباع وأنصار ومقاتلين مؤيدين لوجودها، وهو ما يجري داخل العديد من المناطق التي تستطير عليها، وكذلك في المناطق التي تشن عليها غارات جوية أملا في سقوطها بيدها، ووجدت في استهداف المساجد طريقة مثالية لتحقيق مرادها.
وتشير أرقام حقوقية إلى أن مليشيا الحوثي استهدفت في الفترة ما بين عامي 2013 وحتى 2016، 750 مسجدا، بالإضافة إلى قتل وتعذيب مئات الأئمة والمصليين، في محاولة لاستهداف النسيج الاجتماعي اليمني وتمزيق هويته الجامعة، وتجريف كل ما يتعلق بمعاداة الأخر والانتقاص من تكوينه، والانحياز لهوية فرعية أخرى.
ويشير مراقبون إلى أن استهداف الحوثي إلى المساجد يعود لكون المليشيا الإيرانية تقوم على مرتكزات "طائفية - عرقية" والمناطقية لا تأتي إلا في الجزء الأخير من تعبيرات الجماعة التي تعتقد نفسها ضمن دور اصطفائي -رباني لإدارة الدولة والمجتمع وسياسته ضمن إطار إيراني أكبر، لذلك فإن الهوية الوطنية مختفية بتاتاً من المرتكزات الحوثية.
واستخدمت الجمهورية الإيرانيَّة استخدمت هذه المستويات من التغير الديموغرافي في مناطق ذات قوميات أخرى عدا القومية الفارسية، واستخدمها تنظيم حزب الله في لبنان، ومؤخراً يستخدم بشكل ممنهج في سوريا، وإن كانت اليمن هي الأقل بشكل كبير مقارنة بهذه الدول.
يصعب تحديد نتائج التغيير بشكل واضح؛ لأنه لا توجد حتى الآن دراسات مسحية تكشف حجم التغير الديموغرافي داخل الجمهورية، لكن ملامح ذلك تحضر بشكل لافت في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المسلحة نتيجة الفروض والخلفيات التي تستند إليها الجماعة (عقائدياً- واثنيناً).
واستهدفت مليشيا الحوثي، صباح اليوم الأحد، أحد مساجد مديرية الدريهمي بنيران مختلف الأسلحة المتوسطة وبقذائف الهاون والهاوزر، وألحقت أضراراً جسيمة بالمسجد في محاولة منها لإرهاب الناس ومنعهم من أداء الصلاة فيه ولتشريد سكان المنطقة من منازلهم في سياسة تدميرية ممنهجة تسعى لتغيير ديموغرافية المنطقة .
وقال سكان محليون إن قيام المليشيات بقصف المسجد بقذائف الهاون والهاوزر تسبب في اختراق سقف المسجد وألحقت به أضرار كبيرة في ظل ما يفترض أن يكون سريان لهدنة أممية لوقف إطلاق النار، مع عدم جواز ذلك ( قصف المساجد والمساكن ) حتى في أيام الحرب .
ويذهب البعض للتأكيد على أن مليشيا الحوثي الإرهابية تنفذ إستراتيجية إيرانية تقوم على إحلال الرعب في صفوف المواطنين وتهجيرهم من مناطقهم وتدمير المنازل والمساجد والبنية التحتية للساحل الغربي وفرض سياستهم التي لاتعترف بحق الآخرين في البقاء والعيش بسلام.
ليست هذه هي الجريمة الأولى التي تركبها ميلشيا الإجرام الحوثية بحق خطيب من خطباء المساجد وأئمتها ولن تكون الأخيرة ، ما لم تجد ما يردعها ويضع حدا لجرائمها، وسبق وأن قامت مليشيا الحوثي في العام 2017 بقتل المواطن محمد حسن الغريبي إمام أحد المساجد في برط العنان وجرح آخرين.
وفي مديرية ريدة محافظة عمران سبق وأن قامت ميلشيا الحوثي باقتحام مسجد وقتل إمام المسجد أمين مسلي، وفي محافظة إب أقدمت عناصر من ميلشيا الحوثي في 30 ديسمبر 2017م على قتل الشاب أسامة عبدالغني نجل خطيب مسجد الشرف وسط مدينة إب.
وفي نوفمبر 2018م بمحافظة عمران أقدمت ميلشيا الحوثي على قتل المواطن كاتب الدبا داخل أحد مساجد حرف سفيان بعد أدائه لصلاة الفجر.
وبحسب تقرير لبرنامج تواصل علماء اليمن ذكر التقرير أن جماعة الحوثي الإرهابية فجرت وقصفت عشرات المساجد واختطفت مئات الأئمة في عدد من محافظات الجمهورية وقال التقرير بأن ميلشيا الحوثي انتهكت خلال الفترة 2013م إلى 2016م حرمة 750 مسجداً واختطفت أكثر من 150 من الأئمة والخطباء وتوزعت انتهاكات ميليشيا الحوثي للمساجد بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل كما حدث في تعز وغيرها.
وهو ما يعني أن ميلشيا الحوثي الإرهابية قد قامت خلال السنوات الأخيرة بارتكاب مئات الجرائم الجديدة في حق أئمة وخطباء المساجد، وفي حق المساجد نفسها من خلال العبث بها وفرض خطباء وأئمة غير مرغوب فيهم لدى المجتمع وممارسة الإرهاب الفكري الطائفي على المجتمع .
المصدر : المشهد العربي