التقارير

ثمن الخطيئة.. العالم يدرك متأخرًا فداحة جريمة ستوكهولم (تقرير)

اليقين

لم يكن اتفاق ستوكهولم الذي وُقع بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي أواخر 2018، إلا جهداً دولياً لإنقاذ الأخيرة من هزيمة مؤكدة تنتظرها في مدينة الحديدة.

طرقت القوات المشتركة أبواب المدينة واقتربت من مينائها بينما كانت دفاعات مليشيا الحوثي تنهار واحدة تلو الأخرى، وكاد المشهد العسكري يتغير بصورة كاملة، قبل أن يتدخل المجتمع الدولي، ممارساً ضغوطات كبيرة أدت إلى إيقاف معركة الحديدة حيث الموانئ الثلاثة التي تتدفق عبرها الإمدادات الإيرانية العسكرية حتى اليوم.

أخطأ المجتمع الدولي، حينذاك، في حساباته، ووصل إليه إرهاب مليشيا الحوثي بهجمات استهدفت السفن التجارية وهي تبحر في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. فبحسب السفارة البريطانية لدى اليمن، تجاوز عدد الهجمات الحوثية 60 هجوماً على سفن تجارية تعود لأكثر من 40 دولة.

وتنطلق معظم هذه الهجمات من محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وعبرها وصلت الصواريخ المستخدمة قادمة من إيران.

وأعاد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق محمد عبدالله صالح، خلال مقابلة مع المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، تذكير المجتمع الدولي أن نشأة مليشيا الحوثي لم تكن مشكلة يمنية فحسب، وأن إيران أنشأتها لغرض السيطرة على باب المندب حيث أهم ممرات التجارة العالمية.

وزاد أن الحرس الثوري هو من يدير معركة مليشيا الحوثي اليوم باعتراف عبدالملك الحوثي نفسه.

وفي وقت سابق، قالت وكالة رويترز، إن إيران أنشأت غرفة عمليات في صنعاء يديرها القيادي في الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن اليمن.

وأضاف طارق صالح، إن العالم واليمن يدفعون ثمن اتفاق ستوكهولم، مؤكداً أن الاتفاق مكن مليشيا الحوثي من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ القادمة من إيران.

وذكر تقرير الاستخبارات الأمريكية، أن البحرية الأمريكية ضبطت 18 شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي خلال الفترة الممتدة من 2015 وحتى 2024.

وتتكون هذه الشحنات، من قطع صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، وصواريخ مضادة للدبابات وأسلحة متوسطة، ووقود صواريخ. ويتم تركيب هذه القطع في ورش بصنعاء عبر خبراء من الحرس الثوري الإيراني.

وتنطلق شحنات التهريب من ميناء بندر عباس مروراً بموانئ إفريقية وصولاً إلى موانئ مدينة الحديدة عبر شبكة معقدة من التهريب تستخدم مراكب شراعية وتستغل صيادين يمنيين في كثير من الأحيان.

وفي وقت سابق، كانت البحرية الأمريكية أعلنت ضبط شحنة أسلحة هي الثانية خلال العام الجاري، تضم قطع صواريخ باليستية متوسطة المدى، وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات في بحر العرب كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.

أوضح طارق صالح، أن وقوف المجتمع الدولي أمام تحرير الحديدة جعل مليشيا الحوثي تحول مضيق باب المندب إلى ميدان حرب.

وقال، إن إيران ومليشيا الحوثي حضّرتا للهجمات في البحر الأحمر منذ اتفاق ستوكهولم وليس لها علاقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضح، أن "كمية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على السفن التجارية تثبت أن الإعداد لهذا السيناريو تم من قِبل الحرس الثوري، وقد تم التحضير مسبقًا لتنفيذ هذا المخطط".

وذكر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن الحل الأمثل لما يجري في البحر الأحمر يتمثل في دعم الحكومة لتفرض سيطرتها على التراب اليمني كاملًا، خاصة وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطر المليشيا الحوثية بشكل واضح بعد أن مست مصالحه.

التقارير