اليقين
التقارير

”إقليم” في البصرة.. خطوة جدية أم ضغط مؤقت على الحكومة

اليقين

تصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات الشعبية والسياسية إلى استحداث إقليم إداري في محافظة البصرة جنوبي العراق، كان آخرها ارتفاع صوت العشائر في المحافظة للتحذير من تهميشها في تشكيلة الحكومة الجديدة.

 

ويطرح هذا التحرك في البصرة أكثر من علامة استفهام بشأن ما إذا كانت هذه المطالب جدية وأن الواقفين وراءها سيمضون حتى نهاية الطريق، أم أنها مجرد ورقة ضغط على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للاستجابة إلى مطالبهم.

ودعت تنسيقيات شعبية في محافظة البصرة السكان للنزول إلى الشوارع الجمعة المقبل، للمطالبة بإقامة إقليم البصرة الإداري، في ظل الغليان الذي تشهده المدينة بسبب تردي الخدمات.

وأوضحت التنسيقيات في بيانها أن حراكها الجديد يهدف إلى الضغط على الحكومة المركزية في بغداد من أجل إقامة إقليم البصرة باعتباره "حقا مشروعا بحسب الدستور والقانون"، على حد وصف البيان.

توفر المقومات

وأعرب معاون المحافظ في البصرة، معين الحسن، عن دعمه لهذا الحراك، قائلا إن "الدستور العراقي ينص على حق المحافظة لوحدها، أو مع مجموعة من المحافظات إقامة إقليم إداري أو نظام فيدرالي".

وأضاف الحسن، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "لدى محافظة البصرة مقومات كبيرة تجعلها قادرة على إنشاء هذا الإقليم، فهي تمتلك 9 منافذ حدودية، وخليج كبير من النفط، وموانئ بحرية، وإمكانيات مالية ضخمة".

وشدد الحسن على أن "الدعوات إلى إقامة نظام إقليمي أو إداري في المحافظة لا يعني على الإطلاق الانفصال عن الدولة"، معربا عن مخاوفه من تحويل البصرة إلى "كردستان جديدة تحمل روح الانفصال".

إلا أن الحسن أكد أن مطالبات أهالي البصرة بإنشاء إقليم إداري يضمن توفير الخدمات الأساسية للسكان "لا يزال في بداياته، ويحتاج إلى إصرار كبير، كما يتطلب دعم بعض المراجع السياسية الكبرى في العراق".

خدمات لا توزير

وعلى الرغم من هذا الحراك في البصرة نحو إقامة إقليم إداري، فإن مراقبين عراقيين يرون فيه محاولة ضغط جديدة على حكومة عبد المهدي من أجل تحسين الخدمات الأساسية في المحافظة الغنية بالنفط.

وقال رئيس مركز التفكير السياسي في بغداد إحسان الشمري، قبل أيام، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن دعوات القبائل الأخيرة إلى تمثيل المحافظة في الحكومة الجديدة يعد "ملفا ضاغطا على عبد المهدي".

وأضاف أن هذا التحرك "لا يرتبط بالتوزير، بل هو مرتبط بمستوى الخدمات الذي يعاني منه السكان وما تعانيه المحافظة من أزمات"، لم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة في التصدي لها.

وأعرب الشمري عن مخاوفه من "استغلال قوى سياسية لهذه الاحتجاجات"، التي قال إنها "تمثل ضغطا أوليا" على الحكومة، مشيرا إلى أنها قد تأخذ مسارا سياسيا مختلفا.

العراق البصرة

التقارير