اليقين
التقارير

زواج المتعة...القاصرات غنائم الحوثي!

اليقين

“أيناس” ابنة الـ13 عاماً، دخلت عش الزوجية لشهر واحد، ترملت بعده لأن زوجها قتل في إحدى جبهات الحوثي ضد اليمنيين، ولم تكمل شهر عدتها الأولى إلا وقد صارت مخطوبة تنتظر انتهاء العدة ل"مجاهد" آخر عاد من “الساحل الغربي” ليكمل مهمة المجاهد الذي سبقه إلى الموت وإلى الزواج بـ”إيناس”.

تحكي قصة إيناس، فصلاً من وجوه “جهاد النكاح” لدى جماعة الحوثي، فزوجها الأول، وهو أيضا لم يكن قد تجاوز الـ17 من عمره، تلقى دعماً من الجماعة ليتزوج، وهم يعدونه للموت.. تقول خالتها لـ”نيوزيمن”: “قلنا لهم يتقوا الله عاد البنت صغيرة جاهلة (طفلة) ما علينا من هذه الزواجه المتعة، لكن ولا رضوا يسمعونا”. “رضية”، وهي أستاذة في إحدى مدارس العاصمة، قالت إن ابنت اختها “كانت عائدة من المدرسة وصلت للمنزل ليقول لها عمها ستكونين عروسة لابن جارنا مصطفى”.. وخلال أسبوع واحد صارت في بيت عائلة مصطفى الذي مازال مراهقاً لم يكمل السبعة عشر من عمره، فالحوثيون المشرفون على تجنيد الأطفال في “الصافية”، غرروا بمصطفى وجندوه هو ومجموعة من الشباب الآخرين بعمره وقاموا بتزويجهم بفتيات صغيرات.

وبعد شهر واحد نقلوا العرسان المراهقين إلى ما يسمونه “الجهاد”، وعدوهم أنهم سيبقون في نقاط عسكرية على طريق الحديدة وسيعودون سريعاً لزوجاتهم، وما هي إلا أيام ولم يعد مصطفى إلا صورة خضراء اللون تسميه الشهيد، وجثة بلا ملامح.. لم تكن عاطفة “ايناس” قد استقرت مع زوجها القتيل، ولم تكن معنية كثيراً بالعزاء.. لكنها ملزمة “بعدة” الأرملة.. تقول خالتها، وعادها في الأسبوع الأول وقد استدعي عمها ليقال له إن “المشرف” يريد كفالة الأرملة.. بالحلال.. في التفاصيل أنه يعرض خطوبتها، وحين تنتهي العدة سيعقد عليها ويكفلها “زوجة”.

ووفق ”رضية” فإن المشرف ويدعى أبو أحمد في الـ45 من عمره، ومتزوج اثنتين. وتقول بوجع “من يرضي الذي يحصل ببناتنا”. “جعلوا منهن أداة ووسيلة للتغرير بالمراهقين وذهابهم لمحارق الموت حق الحوثي، وجعلوا من بناتها دمى وكأنهن بلا روح ولا دم وقرار”.

إيناس وحكايتها المؤلمة هي نموذج لعشرات الفتيات اللاتي يعشن مثل هكذا تجارب، فزوجات قتلى الحوثي يتحولن هن أيضاً لغنائم حرب تكون من نصيب قيادات الجماعة ومشرفيها والمبرر تحت مسمى كفالة ورعاية زوجات الشهداء والأطفال.

كفالة الزواج شرطاها أساسيان صغر السن والجمال عشرات النساء يومياً يفقدن أزواجهن أو من يكفلهن من المغرر بهم من قبل الحوثي وأتباعه، ولكن القليل منهن يكن في حسابات الحوثي وحق الكفالة لهن التي تدعيها قيادات الحوثي ونافذوها.. فالمرأة المرغوبة للزواج بعد مقتل زوجها يجب أن تكون صغيرة السن وجميلة، وإذا اختفى أحد الشرطين قلت فرص الكفالة وتختفي تماماً.

أم كريمة تسكن بأحد الأحياء القديمة بصنعاء القديمة علقت على قصة إيناس بقولها “تصدقوا بالله جارتنا أم عبدالقدوس جالسة وعيالها الخمسة بغرفة واحدة وبطرفها مطبخ وحمام نص متر بنص متر، والله العظيم لا أحد يعلم عنها شيئا ولا يعرف الحوثيون أين هي ولا من يصرف عليها ولا كيف بتأكل وتشرب هي وعيالها، وهي زوجها جاؤوا به مقتول من جبهة الحدود، لكن ليش عيكفلوها وهي امرأة عادية وقد عمرها تجاوز الخمسة والثلاثين، هم كفالتهم معروفة لمن وما هي أسبابها”.

لاحق لزوجة القتيل في الاعتراض أو الرفض “أم البدر” كما يطلق عليها كانت زوجة لإحدى الحوثيين الإعلاميين الشباب بمحافظة ذمار، تزوجت وزوجها وهما ما زالا تحت سن العشرين عاماً، وأنجبت منهم ثلاثة أطفال، وعندما قتل زوجها وجدت نفسها وما زالت ببداية العدة تحت أمر أحد مشرفي محافظة ذمار بأن يجب عليها أن تتزوج، رفضت وبشدة وصممت على أنها ستظل بدون زواج فهي تريد أن ترعى أولادها في الفترة الحالية.

ولكن رد المشرف جاء وبفتوى هي جميلة جداً ولا يجوز لها البقاء بدون زوج وقرر بالنيابة عنها أن يكون زوجها وراعيها على حد وصفه، وفرض على أهلها وعليها القبول بهذا الزواج ومع أول يوم لها بعد العدة كانت زوجة لهذا المشرف.

ومن الملفت بعد المتابعة والاستقصاء لهذه الحالات بأن هذا الوضع المرير يعاني منه فقط بنات الأسر المتوسطة والفقيرة والمصنفات غير مؤدلجات مذهبياً أو طبقياً مع جماعة الحوثي، فنساء الحوثي (الزينبيات وهو الوصف الأكثر دقة لمعنى التعصب والانتماء للجماعة) لا مشاكل لديهن في ما تحكمه وتفرضه سياسات ورجالات الجماعة عليهن.. كما أن حق الكفالة الواجبة لمن يتم اختيارهن من قتلى الحوثي لا يتم فرضه عليهن أبداً.

المصدر : نيوز يمن

التقارير

آخر الأخبار