اليقين
المقالات

وضحى مرشد ” إيران بين مقصلة الحصار وسيف القرارات الدولية...هل حان الوقت لإيقاف الإرهاب الفارسي في المنطقة؟ !”

اليقين

في القرن الواحد والعشرين ، وعصر تحرر الشعوب ، والتحالفات الإقتصادية الكبرى ، لايزال حلم إستعادة الإمبراطورية الفارسية يراود إيران الدولة الكهنوتية المنغلقة ، فمن الإمبراطورية الأخمينية وسقوطها ثم الساسانية وسقوطها قبل الإسلام ، ظلت أوهام استرجاع الإمبراطورية الصفوية طوال فترة مابعد الفتوحات الإسلامية في فارس ، حتى تصدير الثورة الخمينية 1979 م للدول المجاورة ، واقامة حزام شيعي "العراق وسوريا ولبنان" ، إلى الأطماع الصفوية الاستعمارية بزرع الفتن والنزعات الطائفية والصراعات المذهبية .

صرح وزير الخارجية الإيرانية صادق قطب زاده في بداية الثورة الخمينية ان العراق جزء من ايران تاريخيا وان البحرين محافظة ايرانية كاشفا الاطماع الايرانية التوسعية بالمنطقة العربية مبكرا جدا ، تكررت بعدها التصريحات المستفزة لدول الجوار والمنطقة ، البرلماني الإيراني رضا زاكاني ، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي صرح في 2014 م أن العاصمة اليمينة صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبينا أن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية ، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مارس (آذار) 2015، قال: «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي».

هذا غيض من فيض تصريحات لمسؤولين إيرانيين عن الاطماع الايرانية التوسعية بالمنطقة العربية والخليج العربي.

تستخدم إيران في حربها على العرب إضافة لتصدير الثورة الخمينية والفكر الشيعي المتطرف ، النفط والمتاجرة بالقضية الفلسطينية كمتحدث رسمي عنها بلا توكيل ولا تفويض، لا من الفلسطينيين ، ولا من العرب ، ولا من المسلمين في العالم .

الأطماع الإيرانية الإستعمارية من المحيط إلى الخليج ، المطابقة لبروتوكولات بني صهيون وكأنهما نبتا من جذر شيطاني واحد ، لم تعد بالقابلة للإنكار أو الدحض ، صارت أيادي إيران الخبيثة واضحة الآثار والمعالم في لبنان بحزب الله العميل ، وفي العراق بالحكومات الشيعية المتعاقبة بعد صدام ، والتي تدين بكامل الولاء والطاعة لخامنئي إيران، وفي سوريا والتدخل الإيراني المباشر في الحرب بقوات الحرس الثوري لصالح قوات الأسد ، ومحاولات زعزعة الأمن والإستقرار في البحرين بمظاهرات الشيعة عام 2011 م ، تمهيدا للإنقلاب لولا تدخل قوات درع الجزيرة ، ولاتزال عيون إيران على البحرين، وفي اليمن الذي دعمت فيه مليشيا الحوثي الإرهابية بشكل سري في البداية ، ثم بفضائحية الإعلان الرسمي بأن صنعاء صارت رابع عاصمة عربية تحكمها طهران عن طريق شيعة الشوارع "التسمية مقتبسة من تصريح ايراني آخر" .

التدخل الإيراني في اليمن يعود لحقبة التسعينات ، عندما استقبلت إيران بدر الدين الحوثى، زعيم الحوثيين، ولقتنه أصول المذهب الاثنى عشرى فى الحوزة العلمية بقم وجعلته يغير مذهبه من الزيدية إلى الاثنى عشرية، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يمثل اليمن فى الفكر السياسى الإيرانى أولوية كبرى، لأنه المكان الذى يتوافر فيه تحقيق ثلاث إستراتيجيات، طالما خطط لها صناع القرار فى الدوائر العليا بمؤسسة المرشد علي خامنئي "السيطرة على باب المندب ، توسيع دائرة الهلال الإيراني، وتهديد الأمن القومي العربي بطعن المملكة العربية السعودية في خاصرتها جنوبا " .

تورطت إيران بدعم مليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ البالستية ، والخبراء العسكريين والتدريبات ، وتهريب النفط عبر ميناء الحديدة ورأس عيسى والصليف ، والدعم اللوجستي والإعلامي ، وتحويل الضاحية الجنوبية في لبنان إلى بؤرة لإعلام مليشيا الحوثي ، بل ولترهيب اليمنيين في لبنان .

بحسب آخر تقرير للجنة الخبراء المقدم لمجلس الأمن الدولي فإن النفط الإيراني يدعم ويمول حرب الحوثيين ضد الدولة والحكومة الشرعية ، سبقته تقارير أممية أخرى عن علاقة إيران بمليشيا الحوثي وتمويلها .

إيران المتضخمة بجنون العظمة والنرجسية رغم الخواء ، كبالون هواء يوشك على الإنفجار، إيران اليوم إلى أين ؟! هذا السؤال الذي يجب طرحه .

العقوبات الاقتصادية على إيران لزمن طويل جدا ، والتي لاشك دمرت الإقتصاد الإيراني ، مما القى بظلاله على الحياة السياسية والمدنية داخل إيران، انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي ، التدخلات المكلفة لإيران في الشؤون الداخلية لدول عربية كثيرة ، هشاشة إيران والتآكل من الداخل ، التململ في الداخل الإيراني من حكم الملالي الثيوقراطي السلالي والعنصري ، إيران غير الديمقراطية بحاكمها الفعلي المرشد الأعلى ، حركة الأحواز العربية المطالبة بالاستقلال عن إيران، الحراك الثوري المتنامي في الشارع الإيراني ، انشقاقات وخلافات في صف ثورة الخميني ، وصراع المؤسسة الحاكمة نفسها بين تيار الليبراليين والمحافظين ، وشرارة ثورة شبابية شعبية بدأت في عام 2018م بسبب القمع والفقر والفساد ، تصاعد حدة النبرة الدولية ضد إيران، واستقالة جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في وقت حرج بالنسبة لإيران بتجديد العقوبات عليها ، الإستقالة التي قالت عنها الواشنطن بوست أنها قد تقلب السياسة الخارجية الإيرانية .

كل هذه المعطيات إضافة لرؤية عالمية جديدة بدأت تتضح معالمها في التخلص من الإرهاب الإيراني وإرهاب داعش في آن معا ، تبرهن أن المستقبل بلا إيران الأمس واليوم.

ستسقط حكومة الملالي وحكمه ، هكذا تقول حركة التاريخ ، وحتمية الأمم ، وديناميكية الحياة، وصيرورة الزمن ، ومعطيات الواقع تقول أنه أقرب من رمشة عين .

إنه الأفول الأخير للحلم الفانتازي الإيراني بعودة الإمبراطورية الفارسية ، وزمن دولة إيرانية ديمقراطية علمانية كما يستحقها الشعب الإيراني الذي يعاني من حكم الخميني منذ عام 1979 م ، إيران المتعايشة مع دول الجوار ، الجارة للوطن العربي ، والمسالمة بلا شطحات نووية ولا إشعال حروب ، ولا أحلام يقظة بحكم العالم .

ستسقط إيران الخميني بكل مشاريعها الإرهابية، وسيسقط معها ذيولها في المنطقة العربية ، ستسقط إيران الإرهاب مع مشاريعها الكرتونية في المنطقة ، واولها واوهنها مليشيات الإنقلاب الحوثي ، وولات حين مناص .

* بين قوسين : برغم أن القضية الفلسطينية أداة هامة في الأيدلوجية والبروبغاندا الإيرانية الشيعية ، إلا أن إيران لم تطلق صاروخا واحدا باتجاه إسرائيل ، كما لم تقدم أي دعم حقيقي للشعب الفلسطيني ، بل وجهت كل شرها ورصاصها لصدور المسلمين .

المقالات

آخر الأخبار